أثار الفنان مشاري البلام ضجة كبيرة خلال شهر رمضان الماضي عندما جسّد شخصية فارس ضمن أحداث مسلسل «مع حصة قلم» للفنانة حياة الفهد. مشاري لعب دور رب أسرة شكّل ثنائياً مميزاً في العمل مع الفنانة عبير أحمد. حول تجربته والانتقادات اللاذعة التي تعرّض لها وكيف يقيّم العمل ووقوفه أمام الفهد وأمور أخرى، كان لـ«سيدتي» معه هذا اللقاء.
هل تابعت ردود أفعال الجمهور تجاه مسلسل «مع حصة قلم»؟
بكل تأكيد كنت حريصاً منذ الحلقة الأولى على متابعة ردود الأفعال عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ومن خلال لقاء الجمهور مباشرة في الأماكن العامة خصوصاً وأننا نعمل في الأساس من أجل الجمهور. وهم من لهم الحق في إبداء الرأي تجاه ما نقدم من أعمال، فنحن نمر باختبار وهم يعطونا النتيجة.
ولكن انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض للمسلسل خصوصاً وأن هناك نقاط خلاف عدة؟
دعنا نتفق أن الاختلاف حول عمل ما أمر صحــي، وإرضـــاء النــاس بشكــل عام غايــة لا تُدرك. ولدي قناعة تامة أن أي حلقة تمر مرور الكرام دون أي تعليق أو لفت انتباه الجمهور، يتسلل إليّ شعور بالضيق والقلق ولكن عندما تحدث ضجة وأجد آراء مختلفة أنصت إليها كلّها باهتمام وأقف على الإيجابيات والسلبيات.
وما رأيك بالانتقادات التي طالت العمل منذ الحلقات الأولى؟
نعيش حالياً عصر السرعة ومع سطوع نجم مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت هي المتحدث الرسمي باسم الجمهور. لذلك تلاشى مفهوم الصبر على الأغلب وأصبح الجميع يسعى لتصدير الآراء وتقييم العمل منذ الحلقات الأولى مع أن المنطق يحتّم علينا الانتظار لنهاية الـ 30 حلقة، من ثم إبداء الرأي تجاه المسلسل كوحدة، خصوصاً وأن بعض الخطوط الدرامية لا يظهر تأثيرها من البدايات وتتطلب وقتاً حتى تتشكل ملامحها.
لنتحدث بصورة أدق عن استياء البعض من تصرفات أسرة «فارس»؟
لأن هناك من يعشق دفن رأسه في الرمال، هناك من استغرب لماذا العلاقة المتوترة بين فارس وزوجته؟ لماذا الزوجة تحدث زوجها بهذه الطريقة ومن أين تأتي تلك المصطلحات التي يستخدمها الطرفان في خلافاتهما؟ وأقول لهم يكفيكم زيارة سريعة إلى محكمة الأسرة لتعرفوا عدد قضايا الخلافات الزوجية ونسب الطلاق التي ارتفعت بشدة بسبب عدم التفاهم، كذلك العنف الأسري وظاهرة ضرب الأزواج لبعضهم البعض، جميعها ظواهر سلبية ألقت بظلالها على مجتمعنا وتحتاج منا إلى وقفة. وهنا يتجلّى دور الفنان وأهمية أن يستعرض ما يدور بين أروقة وطرقات المجتمع بكل حياد وشفافية.
وماذا عن الفيديو المجمّع الذي يضم سباباً وألفاظاً، البعض يرى أنها غير لائقة لتظهر في التلفزيون؟
غاب عن البعض أنني رب أسرة ولديّ أبناء أخاف عليهم وأضع نفسي على مقعد المتفرج قبل أن أؤدي أي دور وأكون رقيباً على نفسي وأقيّم أبعاد الشخصية وأضع في الحسبان كيف سيستقبلها الجمهور. وإذا توقفنا عند أسرة فارس في «مع حصة قلم»، سيتضح لنا أن تكوين الأسرة لا سيما الأب والأم غير سوي. وكلاهما يعانيان من ضحالة الثقافة وانعدام القيم تقريباً. لذلك كان من المنطقي أن يتصرفا بهذه الطريقة وأردنا من خلال تقديم هذه النماذج، توعية المجتمع حتى لا ينزلق الأزواج لهذه الهوة.
بعض المصطلحات التي كنت ترددها باستمرار، هل هي موجودة في النص؟
كي أكون منصفاً، هناك كلمات لم تُذكر في النص وأضفتها للحوارات من واقع دراسة الشخصية، إذ أشكل رؤية عامة للشخصية من حيث طريقة الحديث وتعاملها مع من حولها وملابسهـــــا وكــذلك بعض المصطلحــــات. ولا أجد ثمة سبب مقنع للهجوم على العمل وتلك الأسرة على وجه الخصوص، إذا كان هناك خطأ ارتكبناه هناك مخرج تابع العمل. وهناك رقابة نصوص من ثم رقابة تلفزيون شاهدت الحلقات قبل عرضها. ورسالتي الأخيرة إذا كنتم تخافون على أبنائكم، أبعدوهم عن المسلسلات التركية التي تتضمن أفكاراً هدامة.
ولكن هل يقتصر دور الدراما على استعراض السلبيات فقط؟
نعم، لأن الدراما لا تضع حلولاً وإنما نماذج سلبية. والبحث عن الحل والتقييم وتمييز الصالح من الطالح هو دور المشاهد.
أستمتع بالنقد
هل تغضب من النقد؟
على العكس، أستمتع تماماً بأي نقد ولكن إذا كان في محله وبنّاءً وليس هجومياً الهدف منه التحامل على العمل أو توجيه المشاهد لعدم متابعة مسلسل ما ومشاهدة مسلسل آخر، من الممكن أن تنتقد بحياد وموضوعية دون توجيه الرأي العام.
ماذا يعني لك التعاون مع الفنانة حياة الفهد؟
حياة الفهد قامة فنية كبيرة، هي سيدة الشاشة الخليجية وأي فنان يقف أمامها يتعلم منها الكثير، أجدها فرصة لأستفيد من بحر خبرتها العميق والذي يزخر بتجارب عدة. على مدار سنوات، شكلت وعي الجمهور الخليجي والعربي ويكفيني فخراً أن لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في أول ظهور تلفزيوني لي في مسلسل «سليمان الطيب».
هل كانت توجهكم في الكواليس؟
نعم، وإذا ما وجدت أحد الفنانين خرج عن النص أو أضاف شيئاً ليس في محله، تلفت نظره بكل حب والجميع يحرص على الاستماع لها والأخذ برأيها.
وماذا عن المخرج مناف عبدال؟
مناف مخرج دقيق في مواعيده، يوفّر لنا أجواء مريحة للعمل ويوجهنا بهدوء. أنتهز الفرصة لأشكره على هذه التجربة المميزة.
كيف هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
جيدة وحريص على مد جسور التواصل مع الجمهور من خلال حساباتي عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي. أجدها فرصة للوقوف على رأيهم في ما أقدم من أعمال وإطلاعهم على المشاريع الجديدة.
أنت مع أم ضد مشاركة الجمهور تفاصيل الحياة الخاصة؟
مع الأسف هناك من ينقل جميع تفاصيل حياته عبر «سناب شات» وغيره من المواقع، هذه المواقع أصبحت تنقل السلبيات بصورة كبيرة.
لست على خلاف مع حسن البلام
توقعنا مشاركتك في مسلسل «بلوك غشمرة» مع ابن عمك الفنان حسن البلام؟
تمنيت ذلك ولكن ارتباطي بتصوير «مع حصة قلم» حال دون مشاركتي معهم. وشاهدت «بلوك غشمرة»، فعلاً عمل مميز ساهم في رسم الابتسامة على محيا الجمهور. وكنت متواصلاً مع حسن وشكرته على هذا الجهد.
أفهم من ذلك أنه لا خلاف بينك وبين الفنان حسن البلام؟
لا خلافات بيننا، وما يُثار حول هذا الأمر مجرَّد شائعات لا أساس لها من الصحة. للأسف، هناك مَن ينتهز الفرصة ليروج لمثل هذه الأقاويل، إذا ابتعدت قليلاً عن حسن.
مع سعاد وحياة
ماذا يعني لك التعاون مع النجمتين سعاد عبدالله وحياة الفهد؟
أستمتع بالعمل معهما في أي عمل، كونهما من ركائز الدراما الخليجية والعربية، وقد تشهد الفترة المقبلة عودة للمشاركة معهما.
تساؤل مشاري البلام
استغرب الفنان مشاري البلام ممن جمع مقاطع السباب في مسلسل «مع حصة قلم» وقال: «أمر مدهش! هل كانت الدراما الكويتية طوال الـ 60 عاماً الماضية دون أي تجاوزات لفظية أو سب»؟
ثمة مشهد في مسلسل «درب الزلق»، ألقى خلاله أحد الفنانين بخاله في الشارع، لماذا لم يخرج عليهم أحد حينها لينتقد هذا التصرف؟ أعتقد أن ما حدث بالنسبة لـ «مع حصة قلم» تحاملاً وتصيداً».
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي