«صدق أو لا تصدق» أن عمر حلم المخترع الجزائري بلقاسم طبي نصف قرن، ومنذ أن لامست نظراته عن قرب لأول مرة طائرة تحلق في السماء، وتمكن بعد هذه السنوات الطويلة من ابتكار طائرة هيلكوبتر صغيرة يمكن تخصيصها للمهمات الإنسانية والفلاحية، لقدرتها على الهبوط في الأماكن الضيقة؛ بهدف نقل المرضى وإسعافهم، وتلقى عروضاً إسبانية لتطويرها وتسويقها.
مشروع مؤجل
عندما شاهد المخترع الجزائري بلقاسم طبي الذي يبلغ من العمر 65 عاماً، الطائرة عن قرب لأول مرة في عمر الـ15عاماً، خلال رحلة قادته لوالده المستقر بفرنسا، راوده حلم ابتكار في يوم ما طائرة، حيث كانت معظم دفاتره عليها أشكال متنوعة من الطائرات؛ لكن عدم استكمال دراسته الأكاديمية، جعله يبتعد نوعاً ما دون أن يفقد الأمل أو يتخلى عن مشروعه، وبعد أن سافر إلى إيطاليا للعمل قضى بها 12عاماً، وفي هذه الفترة بحث وطور معارفه بخصوص الطائرات المروحية ومحركاتها وطريقة صناعتها.
ولما عاد إلى الجزائر في مسقط رأسه بولاية بسكرة الجنوبية، فتح ورشة خراطة لقطع غيارات السيارات والتلحيم، وكان هدفه الأول صناعة طائرة مروحية، لكن الظروف الأمنية في العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر، جعلته يتراجع ويؤجل مشروعه؛ لأن الوقت لم يكن مناسباً في ظل غياب الاستقرار والهدوء والسلم.
عروض أجنبية
وخلال 6 أشهر، اجتهد المخترع ليلاً ونهاراً، في الورشة بين قطع الغيار والتلحيم والتركيب، ليتمكن من تكوين الأجزاء الأولى من طائرته. وفي منتصف عام2017 كانت الطائرة جاهزة كلياً، عقب ذلك زارها فريق من العاصمة الجزائر، وتم تسجيلها بالوثائق في براءة الاختراع. ويتخذ طبي من ابنته مساعداً له حيث صارت تتقن كل كبيرة وصغيرة في صناعة الطائرة، وقد قدرت تكلفة المشروع بـ10 آلاف دولار.
وقد أكد المخترع أن طائرته المروحية يمكن استغلالها في الشقين الإنساني والفلاحي، وهي قابلة للتطوير مستقبلاً وقد صرح: «بإمكانها أن تسهم في إجلاء المصابين، ونقل المرضى إلى المصحات والمؤسسات الاستشفائية، بالنظر إلى حجمها الذي يسمح لها بالهبوط في الأماكن الضيقة». كما يمكن استخدامها لرش المبيدات والقيام بعملية التسميد، وكذا تطويق الحرائق.
