اختلفنا أو اتفقنا على شخصيتها، تظلّ السياسية الأمريكية «هيلاري كلينتون» من أكثر الشخصيات النسائية قوة ونفوذًا ونجاحًا أيضًا على مستوى العالم، فهي لم تكتفِ بأنها كانت «السيدة الأولى» للولايات المتحدة الأمريكية، خلال ولاية زوجها الرئيس الأمريكي السابق «بيل كلينتون»، بل أيضًا خاضت غمار السياسة بقوة بعد أن تَسلّمت منصب «وزيرة الخارجية» الأمريكية، خلال الفترة القائمة بين الأعوام 2009 – 2013، أثناء ولاية الرئيس السابق للبلاد «باراك أوباما»، بالإضافة إلى أنها كادت تكون أول امرأة تتسلم منصب رئاسة الولايات المتحدة، عقب ترشحها ومنافستها للرئيس الأمريكي الحالي «دونالد ترامب» خلال العام 2016.
هيلاري كلينتون ما بعد السياسة
ولكن النساء القويات لا يعترفن بالفشل أو عدم النجاح في أي تجربة يخضنها في حياتهن، ويبدو أن «هيلاري كلينتون» بعد فشلها بالتغلب على «ترامب» في الانتخابات الرئاسية، قررت أن تخوض غِمار تجربة جديدة، تُضيفها إلى سجل إنجازاتها، وذلك بأن تتحول من السياسة إلى الإنتاج التلفزيوني، حيث أعلنت مؤخرًا، عبر تغريدة نشرتها على صفحتها الرسمية عبر موقع «تويتر»، بأنها في خِضمّ العمل مع المخرج الأمريكي الشهير «ستيفن سبيلبرغ»، للقيام بتحويل أحد الكتب التي تتحدث عن معركة النساء لنيل حق التصويت، إلى عمل تلفزيوني.
وقالت وزيرة الخارجية السابقة للولايات المتحدة الأمريكية في تغريدتها: «أنا سعيدة بالانضمام إلى ستيفن سبيلبرغ لتحويل كتاب المؤلفة إيلين وايز (ساعة النساء The Woman’s Hour) إلى عمل تلفزيوني»، أوضحت كلينتون حول الموضوع الكتاب: «إنه عن النساء اللاتي خضن المعركة؛ من أجل حق التصويت قبل قرابة مئة عام، نحن من جَنيْنا ثمار جهدهن، وأنا سعيدة لأنني ألعب دورًا في المساعدة على سرد قصصهن».
كيف ستدخل «كلينتون» هذا المجال الجديد؟
وستدخل «هيلاري كلينتون» هذه التجربة الجديدة في مجال الإنتاج التلفزيوني، عبر كونها «المنتجة المُنفذة» لهذا العمل، والذي بحسب ما نقلته مجلة «هوليوود ريبورتر»، أن «كلينتون» ستعمل ضمن صفقة من شركة «أمبلين تي. في»، التي يملكها المخرج «سبيلبرغ» نفسه، كما أشارت المجلة إلى أنه إلى الآن لم يتم الاتفاق مع أي من الكُتّاب أو الشبكات التلفزيونية بعد للعمل على المسلسل، حيث إنه من المتوقع أن تشارك «كلينتون» في العديد من تفاصيله، والتي من بينها اختيار الممثلين المناسبين.
من هي «هيلاري كلينتون»؟
اسمها الحقيقي «هيلاري ديان رودهام كلينتون»، وُلدت في مدينة شيكاغو، في ولاية «إلينوي» الأمريكية، 26 تشرين الأول / أكتوبر من العام 1947، وتخرجت في كلية «وليسي» خلال العام 1969، وحصلت في النصف الأول من عقد السبعينيات على شهادة الدكتوراه في الحقوق، وعملت فترة من الزمن كمستشارة قانونية في الـ«كونغرس» الأمريكي، قبل أن تتزوج من «بيل كلينتون» في العام 1975، وتمكنت بعد فترة من عملها، أن تضع اسمها في قائمة الـ«100 محامٍ الأكثر تأثيرًا في أمريكا»، التي تصدرها مجلة القانون الوطنية، وكان ذلك ما بين العامين 1988 – 1991.
بعد نجاح بيل كلينتون – الرئيس الـ42 للبلاد- في الانتخابات الرئاسية، أصبحت هيلاري كلينتون «السيدة الأولى» للولايات المتحدة، خلال فترة حكمه لفترتين رئاسيتين، امتدتا من العام 1993 وحتى العام 2001، لتعمل بعد ذلك في مجلس الشيوخ الأمريكي بمدينة «نيويورك»، خلال الفترة القائمة ما بين العامين 2001 – 2009، واستمرت هيلاري كلينتون بالنجاح في حياتها السياسية، حتى أصبحت وزيرة الخارجية الأمريكية خلال فترة الرئاسة الأولى للرئيس السابق «باراك أوباما»، وظلت في منصبها من العام 2009 وحتى العام 2013، إلا أنه في فترة الولاية الثانية لرئاسة أوباما، حلّ «جون كيري» مكانها وزيرًا للخارجية.
ذروة نجاحها السياسي، كان عندما كادت تكون أول امرأة تتسلم منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عقب ترشحها عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016، والتي كانت خلالها منافسة شرسة للرئيس الأمريكي الحالي «دونالد ترامب»، إلا أنها خسرت أمامه بشكل مفاجئ في الساعات الأخيرة من انتهاء التصويت.