زوجة أبي تشعرني بالغربة في بيت والدي!

لا تخلو البيوت من تبعات ظاهرة الطلاق الذي يحتم ارتباط الأب بزوجة أخرى وعيش الأبناء معها، وما يلي ذلك من آثار نفسية وسلوكية عليهم، خاصة في مرحلة المراهقة، والابن الذي هو من المفروض أن يصبح في هذه الفترة الحرجة صديقاً لوالده ليجتازها بسلام، يتحول بين يوم وليلة لأداة انتقام في يد زوجة الأب.

فـ«نضال» هو فتى في الـ 12 من عمره، توجه لـ«سيدتي نت» برسالته حيث يقول: ما إن دخلت زوجة أبي البيت بعد طلاق أمي؛ حتى تحول أبي لآلة تلبي كل طلباتها، ابتعد أبي عني، أصبحت لا أراه إلا ليطلب مني أن أنفذ طلبات زوجته كأن أنظف الحديقة أو أخفض صوت التلفاز، أو أنام باكراً، ولا ألتقي بأصدقائي في البيت؛ حتى لا أزعجها، بدأت أشعر بالغربة في البيت الذي كنت فيه يوماً سيداً في وجود أمي، وكان أبي يتفانى في إرضائي وتحقيق راحتي، حتى فكرت أن أهرب من البيت الذي لم يعد بيتي، والسبب أنني أشعر بأن البساط قد سحب من تحت قدمي، ماذا أفعل أرشدوني؟

وقد توجهت «سيدتي نت» للأخصائي التربوي محمد شعلان، أخصائي سيكولوجيا المراهقين، حيث أفاد بأن الوضع الذي وصل له الابن نتيجة لتربية خاطئة منذ البداية وليس لوجود زوجة الأب التي زادت الطين بلة.
فوجود الابن المراهق في البيت وتلبية كل طلباته واحتياجاته خاصة لو كان وحيداً هو الخطأ في حد ذاته، حيث سينشأ على الأنانية، وخروج الأم من البيت يعني أن نبع الحنان قد اختفى، وبقي الأب الذي هو رجل، وعليه أن يقسم مشاعره وأن يرضى الطرفان وهما ابنه وزوجته، وخاصة أن الزوج بعد الطلاق يكون قد صمم في قرارة نفسه على أن ينجح مع الزوجة الجديدة بأي شكل؛ حتى لا يتهم أمام المجتمع بأنه هو الرجل السيئ، وهي وسيلة انتقام دفينة من الزوجة الأولى، وعلى ذلك فإن الأب سيرضي الزوجة مرغماً على حساب الابن، أو الأبناء جميعاً.

على الأب أولاً أن يحدد لابنه أن حبه له ليس معناه أن يعطيه كل الصلاحيات، وينفذ له الطلبات وأن البيت هو مسؤولية مشتركة، وأن وجود زوجة الأب فيه أصبح أمراً واقعاً عليه أن يتقبله، زوجة الأب بدورها ترى الابن هو «مسمار جحا»، الذي يذكر زوجها بزوجته الأولى، وعلى ذلك فهي تريد اقتلاع هذا المسمار باستخدام كل المضايقات المتاحة، وهنا على الابن أن يحتمل ويفهم الصورة جيداً دون مغالاة في حبه لنفسه، وإشعارها بالاضطهاد، وألا يزيد من حالة الضياع التي رسمها لنفسه بعد خروج أمه من البيت، أما لو بقي يفكر بطريقته فالنتيجة ستكون سلبية عليه، حيث سيحصر تفكيره بهذا الكائن الغريب الموجود في البيت، فيجب أن يفكر بمستقبله، وأنه سيخرج من البيت يوماً ليصبح له بيته المستقل وعائلته الجديدة.