يُعرف حجاب بن عبدالله بن عقاب بن نحيت المزيني السالمي الحربي، بأنه أمير قبيلة حرب وشاعرها، وتمتد مشيخة قبيلته إلى 500 سنة تقريباً.
وُلِدَ حجاب بن نحيت في مدينة الفوارة التابعة لمنطقة القصيم عام 1363هـ، الموافق لـ 1944م، وقد عانى من طفولةٍ بائسةٍ في "البر" بين الظلام والذئاب دون والدته، فقد أُخذ منها حين بلغ الشهرين من عمره، وعاش عند جدته المنشغلة بأعمالها وتجارتها بسبب خلافٍ بين والديه، وعندما أصبح في عمر السادسة، ذهب في رحلة مع والده وعائلته، وعند مرورهم بالقرية، التي سَمِعَ أن والدته تعيش فيها، قفز من الجمل، وراح يركض ليراها، ولأنه لا يعرف شكل أمه، أو مسكنها، أخذ يبحث عنها في كل مكان حتى أخذته إحدى النساء إليها، وبعد قضاء فترة ليست بالطويلة معها، دعاه والده إلى الرياض ليتعلم، وفعلاً لبى دعوة والده، ودرس حتى مرحلة متقدمة لدى معلمٍ واحدٍ، يُلقَّب بـ "السناري"، وقيل: إن طريقة تعليمه تفوق طريقة أي معلم من معلمي اليوم. بعدها بدأ حياته العملية، وانتقل من حالة الفقر التي عانى منها فترات طويلة إلى الثراء، وتشبه حالته حالة اللاجئين الذين يعيشون في الخيام، حيث لا مياه ولا خدمات ولا ممتلكات، فبعد إطلاق صندوق التنمية العقاري، أخذ قرضاً من شخص "210 آلاف ريال" ليستثمر فيها، ويصبح المبلغ مليوناً، ويحصل كل واحد منهما على النصف.
أما مجال الفن فدخله في الثمانينيات الميلادية عبر كتابة الشعر، والغناء، لكنه اعتزل منتصف التسعينيات، واهتم بالعمل الخيري، والإصلاح الاجتماعي، ومن أبرز أعماله تقليل "الدية" إلى خمسة ملايين ريال، بعد استشارة الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة الغربية عام 2013م.
وقد تزوج الراحل حجاب بن نحيت من عشر نساء، كتب فيهن عديداً من القصائد، خاصةً زوجته "أم أيوب"، وله من الأبناء والأحفاد الكثير، منهم مَن ظهر في الوسط الإعلامي، مثل رجل الأعمال ناصر، والدكتور أيوب، وتركي، الذين ورثوا الشعر من أبيهم، والشاعر عبدالله وابنه زياد الذي حقَّق لقب شاعر المليون، ويبدو أنهم كانوا سبباً في اعتزاله الفن والتجارة، فقد قال الشاعر حجاب قبل رحيله: اعتزلت الفن لأتفرغ لأبنائي وأحفادي، وأقوم على احتياجاتهم.
توفي حجاب بن نحيت رحمه الله عن عمر يناهز الـ 74 عاماً، الأحد 26 أغسطس 2018، بعد أزمة التهاب في الرئة، عزلته عن ذويه، ومنعت عنه الزيارة، وأثارت وفاته ضجة إعلامية كبيرة، فقد بقي جمهوره الوفي يتابع أخباره حتى بعد اعتزاله.