بسمة الزيّاني أمينة مكتبة عمومية عمرها 33 عاماً، استطاعت ودون أن تقصد صنع الحدث ولفت أنظار العالم لها، وذلك بعد أن انتشرت صورها على نطاق واسع وهي تبكي بحرقة وكأنها فقدت أعز ما تملك، فأثارت موجة عارمة من التعاطف، أما سبب بكائها الحار فقد كان حسرة ولوعة على آلاف الكتب التّي جرفتها المياه بعد أن غمرت المكتبة الواقعة في مدينة «سليمان» وأتلفت ما يفوق 5 آلاف كتاب، كما جرفت المياه أثاث المكتبة العموميّة من كراسي وخزانات ورفوف.
بداية القصة
كانت تونس قد عرفت هذه الأيّام فيضانات بسبب تهاطل أمطار غزيرة بدون انقطاع، وقد غمرت السّيول البيوت والمتاجر والمحلّات والمصانع والحقول، وتسبّبت في أضرار فادحة للبنية التحتيّة لمدن وقرى كثيرة، وجرفت المياه السيّارات وأثاث البيوت، وبلغت كميّة الأمطار أرقاما قياسيّة في بعض المدن على غرار مدينة «نابل» ومدن أخرى مجاورة لها، ما تسبب في فياضان الأوديّة وارتفاع منسوب المياه في الطرقات.
وقد هلك بعض الأشخاص الذّين جرفتهم المياه المتدفقة ومن بينهم شقيقتان في مقتبل العمر.
تأثر حكومي
وصل صدى صور بسمة إلى الناس ومن بينهم وزير الثقافة الذي كرمها واعتبرها مثالاً متميّزاً للمكتبيّة الوطنية المخلصة لعملها، مثمّنا حرصها على الدفاع على مؤسستها وتسخير الموادّ المكتبية لفائدة الروّاد وهم عموما من التلاميذ والطلبة وعموم الناس. وقرّر الوزير إرسال 7000 عنوان في الحال إلى المكتبة العمومية ب«سليمان» عسى أن يكون في ذلك بعض العزاء.
صدى شعبي
كما كان للصور تأثير على عامة الناس الذين بادروا بتنظيم حملة تحت عنوان «أمطري كتباً» فكانت تبرعات المواطنين بالكتب كثيرة، إلى جانب مؤسسات ومنظمات مثل: اتحاد الناشرين وبيت الشعر واتحاد الكتاب، وهبّ الكثيرون هبّة فاجأت بسمة الزياني نفسها لإعمار المكتبة العمومية من جديد التّي وصلها من الكتب أكثر بكثير ممّا أتلفته المياه الجارفة..
أمينة مكتبة تونسية بكت فكانت حملة «أمطري كتباً»
- قصص ملهمة
- سيدتي - نت
- 14 أكتوبر 2018