عن أسابيع الجنين وتطور نمو أعضائه داخل الرحم وتحذيرات خاصة في كل شهر على حدة، يحدثنا الدكتور أيمن محمد عادل أخصائي النساء والتوليد، والأستاذ بجامعة حلوان في موسوعته الطبية «دليل المرأة في الحمل والولادة» في نقاط توضيحية لتستفيد بها كل حامل.
الأسبوع الأول... يتم الإخصاب والبويضة مازالت في البوق، وتستمر البويضة المخصبة في سيرها نحو باطن الرحم تدفعها انقباضات عضلات البوق، ويساعدها في ذلك أهداب خلايا الغشاء المبطن لها التي تمنع انزلاقها إلى الوراء، وتصل هذه البويضة المخصبة إلى باطن الرحم بعد رحلة تستمر حوالي ثمانية أيام من تاريخ الإخصاب ويحدث خلالها ما يأتي:
عقب دخول الحيوان المنوي في البويضة تتحد نواتهما.
بعد ذلك تبدأ الخلية في الانقسام إلى اثنتين؛ تنقسم كل واحدة منهما إلى اثنتين وهكذا، وفي نهاية الأسبوع تصبح عدد خلايا الجنين أكثر من مائة.
يتجمع هذا العدد داخل غشاء واحد هو في حقيقته الغشاء الأصلي للخلايا الأولى الأم.
خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع الأول للحمل يبدأ انزلاق الخلية من الأنبوبة متجهة إلى الرحم، وتصل إليه في حدود اليوم الرابع.
تظل هذه الخلية من الخلايا في انزلاقها على جدران الرحم لمدة يومين أو ثلاثة حتى تُغرس داخل جدار الرحم، وتظل في هذا المكان حتى موعد الولادة.
ويتم ذلك عندما تدخل البويضة باطن الرحم، تبقى يومين أو ثلاثة تكون شبه هائمة غير مستقرة، لتهيئ لنفسها وسيلة تلتصق بواسطتها بجدار الرحم.
وفي هذه الفترة تمتد شعيرات دقيقة جدًا من جذرها، وبمجرد أن يتم ذلك سارت البويضة نحو مكان ما في جدار الرحم، وعندما تلمس هذه الشعيرات الغشاء المبطن تبدأ في إفراز مادة لزجة تساعد البويضة على الالتصاق بالغشاء المذكور، ويلاحظ أن الغشاء المحيط بالبويضة ليس مستويًا، بل له ما يشبه الأسنة.
وهذه الشعيرات التي بدأت في الظهور؛ هي لتمكين البويضة من الالتصاق بجدار الرحم، ثم لا تلبث خلاياها الجدارية أن تفرز مادة أخرى تُذيب ما تحتها من الغشاء المبطن للرحم.
لا تمضي بضع ساعات حتى تكون البويضة قد حفرت لنفسها حفرة في ذلك الغشاء فتسقط فيها، ثم لا تلبث خلايا هذا الغشاء الموجود على جانبي البويضة أن تنمو ثانية فتحوطها، بحيث تصبح شبه مدفونة في جدار الرحم.
وهكذا يستمر الرحم في حماية الخلايا الدقيقة وتغذيتها، لتتحول في النهاية إلى جنين له رأس وجسم وذراعان ورجلان وأصابع.
الشهر الأول... تستمر الخلايا في الانقسام حتى اليوم الرابع والعشرين، وبعد48 ساعة فقط من هذا التاريخ تظهر الأطراف الصغيرة التي تنمو بعد ذلك لتكون الذراعين، وبعد يومين يظهر بروزان آخران هما الساقان.
*في نهاية الشهر الأول يكون الجنين قد اكتمل تكوينه، ويكون طوله هنا في حدود السنتيمتر الواحد، ويكون حجمه في نصف حجم البندقة، ويكون هلاميًا، وبصعوبة شديدة يمكن رؤية أجزائه إذا تم فحصه.
*وفي الوقت نفسه يكون لرأس الجنين في هذا الموعد عينان وأذنان وفم بل ومخ أيضًا، ويوجد كلية بسيطة وقناة هضمية وحبل سري بدائي ودورة دموية وقلب.
*ويبدأ هذا القلب في الخفقان في اليوم الخامس والعشرين، والقلب هنا بدائي التركيب، لا يزيد طوله على ملليمترين، وبعد أيام من عمل هذا القلب الصغير نجد أنه يدق خمسًا وستين مرة في الدقيقة، وهكذا تحدث الدورة الدموية اللازمة لتغذية جسم الجنين الصغير، وتدور الدماء في جسم الجنين في دائرة منفصلة عن الدورة الدموية للأم.
*ونجد أن بعض خلايا الجنين تتجمع وتتشابك لتكّون في النهاية غلافًا حول هذا الجنين، ومن خلايا هذا الغلاف تتسلل السوائل؛ لتكّون ما نسميه السائل الأمينوسى- كيس المياه-.