برز اسمها بشدة في الأيام القليلة الماضية، ما بين إشادة بنجاح دورها كـ"رئيس عمليات مهرجان الجونة السينمائي" والذي تعد أحد أبرز الأعضاء المؤسسين له، وما بين اتهامات طالتها شخصياً وإدارة المهرجان ككل من المخرج "خضر محمد خضر"، والذي اتهمهم بأنهم قد قاموا بسرقة فكرة المهرجان منه، لغطٌ دفع "سيدتي نت" إلى الاتصال هاتفياً بالفنانة "بشرى"، والتي خصتنا بحوار، ردت فيه بقوة على كل ما أثير حولها في الفترة الماضية، وتحدثت عن بعض القضايا الهامة التي تمس صناعة السينما في الوطن العربي بشكل عام، كما فتحت لنا قلبها حول حياتها الشخصية، وحول رأيها في فكرة الزواج والارتباط بشكل عام، فكان لنا معها هذا الحوار.
في البداية نود أن نهنئك على نجاح الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي، بصفتك رئيس عمليات المهرجان، ونريد أن نسألك، ما هي نسبة رضاك عن الدورة الثانية للمهرجان؟
قبل كل شيء أود أن أشكر الله ثم عائلة "ساويرس"، وخاصة الأستاذ "نجيب ساويرس" الذي لولاه ما خرج هذا المشروع إلى النور، وبالرغم من صعوبة أن تشترك في عمل ما وتقيم نسبة رضاك عنه، إلا أنني أستطيع أن أقول إنني راضية بشكل كبير قد يتجاوز الثمانين بالمئة عن هذه الدورة، ولأننا كمجموعة عمل للمهرجان نرى دائماً أنه يجب أن يكون لدينا الأفضل والأجود فإننا لا نكف عن التفكير في تطوير المهرجان وفيما ينقصه، لذا فقد قمنا بعمل جلسة تحليلية بعد انتهاء الدورة الأولى للتأكيد على إيجابياتها وتلافي أخطائها في الدورة الثانية، وهو ما أظن أننا نجحنا فيه بشكل كبير في الدورة الأخيرة.
ما هي التغيرات والنجاحات الملموسة التي يمكن أن نرصدها في الدورة الثانية للمهرجان؟
النجاحات كثيرة، وإذا تحدثنا بلغة الأرقام، فإننا نستطيع أن نقول مثلاً إن مشاريع الشباب قد تضاعفت ووصلت إلى 145 مشروعاً، وهو رقم كبير جداً مقارنة بنظيره في الدورة الماضية، والذي لم يتجاوز الـ70 مشروعاً فقط، وأن حجم المعلنين والرعاة قد تضاعف بشكل ملحوظ مما جعلنا نغطي ما يزيد على نسبة الـ40 بالمائة من تكاليف المهرجان عن طريق الرعاة فقط، هذا أيضاً إلى جانب الكم الكبير من الإقبال على الأفلام وكم التذاكر التي بيعت هذا العام، بالإضافة إلى حجم التواجد العالمي بداية من التواجد الإعلامي مروراً بالضيوف والمنتجين الأجانب، أعتقد أن هذا كله يلخص ما وصل إليه مهرجان الجونة في دورته الثانية، وهو ما سنعتبره نقطة انطلاق جيدة، نستطيع أن ننطلق منها نحو نجاحات أكبر وأكبر في الدورات القادمة.
لا يمكن أن نتحدث عن مهرجان "الجونة" من دون أن نسألك عما أثير في الفترة الماضية حول حقوق الملكية الخاصة بفكرة المهرجان والاتهامات التي طالتك شخصياً، فما هو ردك على ذلك؟
(تضحك بشدة): أنا أتعجب ممن يتحدثون حول حقوق ملكية فكرية لأي مهرجان في العالم! وأظن أننا لو تحدثنا بهذا المنطق، فإننا جميعاً مدينون لأحفاد "موسوليني" الذين أقاموا أول مهرجان سينمائي في العالم بمدينة "فينيسيا" عام 1932، لا يوجد شيء في العالم اسمه حقوق ملكية فكرية لمهرجان، هذا الكلام عبث!
إذاً، ليس صحيحاً أن الفكرة في الأصل كانت للمخرج "خضر محمد خضر"، وأنكم استحوذتم على المشروع وقمتم بتنفيذه بدونه؟
هذا الكلام أيضاً غير صحيح، من الوارد في أي مشروع أن يكون هناك فريق عمل، وربما يخرج ويدخل بعض الأشخاص على المشروع وفقاً لظروف ومتغيرات العمل، وهو ما يحدث في أي مكان في العالم، السؤال في النهاية هو من استطاع أن ينفذ هذا المشروع؟ وأن يخرجه إلى النور، أظن أن هذا ما يستحق أن نتحدث عنه.
من الأفلام التي لمعت في مهرجان الجونة، هو الفيلم المصري "يوم الدين"، والمرشح للأوسكار، فما رأيك في الفيلم، وما هو الجديد الذي يقدمه من وجهة نظرك؟
فيلم إنساني وراقٍ ومفاجئ في مدى بساطته ومدى عمقه، ويوجه رسالة هامة إلى صناع السينما وإلى النجوم في وطننا العربي أنه ليس من الضرورة أن يحتوي الفيلم الناجح على نجوم كبار، وإنما يكفيه أن يحمل في داخله قضية ورسالة حقيقية تستحق التقديم.
هل تتفقين أن هذا الفيلم قد عانى من تجاهل إعلامي واضح إلى أن تم عرضه في مهرجان الجونة؟
أتفق تماماً، وأقول لك إنه وبالرغم من النجاح الجماهيري والنقدي الكبير الذي حققه هذا الفيلم في مهرجان"كان"، والذي وصل إلى قيام الجمهور العالمي بالتصفيق المتواصل لمدة تزيد على عشر دقائق لصناع الفيلم عقب نهايته، إلا أن أغلب الجمهور العربي لم يسمع به إلا عن طريق مهرجان "الجونة"، وهذا يعكس أزمة تتمثل في أننا نصب جام اهتمامنا الإعلامي على مهرجاناتنا المحلية فقط، ولا نولي الاهتمام ذاته للمهرجانات الدولية، وخاصة التي تشارك بها أفلامنا العربية، للأسف نحن لا نعرف كيف نستطيع أن نسوق أنفسنا في الخارج بعكس دول أخرى استطاعت أن تسبقنا سينمائياً.
كلمة سريعة توجهينها للفنان "أحمد الفيشاوي" عقب استمرار تصرفاته المثيرة للجدل؟
(تضحك): كنت أقول عن "الفيشاوي" دائماً إنني أحبه كثيراً، ولذا أعاتبه عتاب الأم المحبة لابنها، الآن أقول إنني مازلت أحبه، ولكنني وكما يقولون بالعامية "رميت طوبته خلاص".
ما هو رأيك في مشروع الزواج؟
أنا لست أفضل من يحدثك عن هذا المشروع، ولكنني أعتقد أننا نحتاج في وطننا العربي تحديداً إلى جعل عقد الزواج "سنوي" أسوة بعقود الشقق السكنية، (تضحك)، على أن يتم تجديده سنوياً وفقاً لرغبة الطرفين؛ لأننا وللأسف، حينما نضمن وجود الشيء، نسيء استخدامه.
ألا تفكرين في تكرار تجربة الزواج مجدداً؟
لا أفكر في ذلك في الوقت الحالي؛ لأن عملي يستحوذ على كل وقتي، ولديّ طاقة كبيرة للعمل وإنجاز كل ما أحلم به.
وما هي مشاريعك الفنية القادمة؟
لم أستقر على عمل بعينه بعد، ولكنني أعكف الآن على قراءة أكثر من مشروع لأفلام ومسلسلات سأختار الأفضل من بينها؛ لأنني أرغب في أن أعود إلى جمهوري بقوة كما تعودت، وإن لم أجد المشروع المناسب فسوف أحصل على إجازة مطولة، أستريح فيها من عناء المجهود الذهني والبدني الكبير الذي بذلته في مهرجان "الجونة" على مدار السنوات الثلاث الماضية.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي