امتلكت الصحافية والناشطة المصرية-الأميركية «منى الطحاوي» قدرة المواجهة والتعبير في الداخل الأميركي. فحملت بخاخاً زهرياً. ونزلت إلى إحدى محطات الأنفاق في نيويورك محاولة طمس إعلان عنصري مساند لإسرائيل كتب فيه: «في أي معركة بين الرجل المتحضر والهمجي، ادعم المتحضر، ادعم إسرائيل، واهزم الجهاد».
رهن الاعتقال
حملت «الطحاوي» السبراي، ورشت الكلمات المكتوبة على الإعلان في محاولة منها للتعبير عن رأيها، واعتراضها على هذه الإعلانات المثيرة للكراهية. إلا أن سيدة تدعى «باميلا» حاولت اعتراضها. وبعد قليل جاءت شرطة نيويورك لتعتقل «الطحاوي»، التي تساءلت أكثر من مرة عن سبب اعتقالها. وطالبت الأميركيين أثناء وضع القيود في يديها بأن يلاحظوا أن الشرطة تعتقلها رغم أنها «تحتج بشكل سلمي». ومن المفارقة أن شرطة نيويورك احتجزت «الطحاوي» 22 ساعة؛ بسبب رغبتها في التعبير عن رأيها. وهو ما يسمح به القانون الأميركي!
من هي «الطحاوي»؟ ولدت في 1 أغسطس 1967، في مدينة بورسعيد المصرية. تخرجت في الجامعة الأميركية في القاهرة، ومن ثم انخرطت في عملها الصحفي بعد انتقالها للعيش في مدينة نيويورك الأميركية، حيث عملت صحافية وناشطة حقوقية ومساندة للنساء هناك. تكتب مقالات رأي في عدد من الصحف هناك من بينها «نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست»، و«جيروزليم بوست». أما على صعيد حياتها الشخصية فتزوجت «الطحاوي» في بداية عام 2000 إلا أن زواجها لم يستمر.
جوائز وتكريمات
على الرغم من إقامتها في الولايات المتحدة الأميركية إلا أنها كرست جهودها لدعم قضايا الحريات. لذا حصلت على الكثير من الجوائز والتكريمات، منها اختيارها ضمن «أقوى 500 شخصية عربية في عام 2012». وحصلت على الجائزة الخاصة بالمساهمة المتميزة في الصحافة من مؤسسة «آناليند» في عام 2010. كما فازت بجائزة «سمير قصير» لحرية الصحافة عن فئة «أفضل مقال رأي» في عام 2009.
بطلة الربيع
وهذا كله صب في سياق دعمها لحقوق الإنسان عموماً، فشاركت في الثورة المصرية منذ بداية انطلاقها، حتى أنها تعرضت للاعتداء من قبل قوات الشرطة أثناء أحداث «محمد محمود»، التي وقعت عقب ثورة 25 يناير بعدة أشهر. وهذا ما دفع صحيفة «الإندبندنت» إلى وصفها بـ«بطلة الربيع العربي» بعد محاولتها طمس الإعلان المسيء للمسلمين في محطة مترو الأنفاق في نيويورك.
انتصار «الطحاوي»
بعد إطلاق سراحها أكدت «الطحاوي» في حسابها الشخصي على «تويتر» إيمانها بـحق الآخر في الإساءة، وحقها أيضاً في الاعتراض والاحتجاج على تلك الإساءة ووصف المسيء بـ«المتعصب». ووصفت ما يحدث بأنه «عنصرية وكراهية»، مطالبة بحقوقها في التعبير عن رأيها بصفتها «مواطنة مصرية- أميركية».
وربما تأتي خطوة «الطحاوي» تالية للاحتجاجات التي وقعت في العالم الإسلامي على الفيلم المسيء للإسلام. إلا أن ما فعلته «الطحاوي» وما نتج عنه من منع تعليق الإعلانات المثيرة للكراهية في محطات الأنفاق في نيويورك لقي تشجيعاً على «تويتر»، بوصفها امرأة انتصرت ضد المسيئين للعرب والمسلمين.
*رابط فيديو إلقاء القبض على الناشطة المصرية- الأميركية «منى الطحاوي» أثناء محاولتها طمس إعلان مساند لإسرائيل في نيويورك:
http://www.youtube.com/watch?v=QUPQwv49j5o