قبل أيام عرض فيلم الضيف بدور العرض المصرية، الفيلم من إخراج «هادي الباجوري» تأليف «إبراهيم عيسى» بطولة كل من الفنان «خالد الصاوي»، «شيرين رضا»، «أحمد مالك»، «جميلة عوض».
الفيلم شارك في مهرجان «تالين بلاك نايتس» السينمائي في إستونيا وفاز بجائزة الجمهور، وكان من المفترض مشاركته في الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لكن تأخير تصريح الرقابة منعه من المشاركة وتأخير عرضه في دور العرض المصرية.
أجرت «سيدتي» حواراً مع المخرج «هادي الباجوري» لمعرفة كواليس فيلم الضيف وكل ما أثير حوله ومشكلة الرقابة وتأخير عرضه في دور العرض المصرية.
-
بداية نهنئك على موافقة الرقابة وعرض الفيلم للجمهور، لكن لماذا كل تلك الضجة حول عدم موافقة الرقابة على عرضه داخل مصر؟
أولاً أشكرك على التهنئة، ثانياً الفيلم تقدمت به إلى لجنة مهرجان «تالين بلاك نايتس» بعد تأخير موافقة الرقابة على عرض الفيلم في «مهرجان القاهرة السينمائي» مع أن المتبع دوماً هو عدم خضوع أي فيلم مصري أو أجنبي يعرض في مهرجان فني داخل مصر أو خارجها لموافقة رقابية ما، لذلك وافقت لجنة مهرجان «تالين» على الفور على عرضه وحاز على جائزة الجمهور.
-
هل من الطبيعي أن يفوز فيلم مصري بجائزة في مهرجان «تالين بلاك نايتس» ولا يتم الموافقة على عرضه داخل مصر؟
كما قلت لك لا يهم موافقة الجهة الرقابية على الأفلام في مصر، ليذهب الفيلم ويعرض داخل فاعليات أي مهرجان دولي، لكن الرقابة تخشى أن يكون الفيلم به أي إساءة لا تليق بعمل مصري، وهذا أنا أرفضه تماماً فليس من المعقول أن أسيء لبلدي، أنا أعمل تلك المهنة لكي أساعد على النهوض بصناعة السينما المصرية.
-
كيف ترى الهجوم على العمل من زاوية أن الفيلم يسرد حياة الكاتب «إبراهيم عيسى»؟
الفيلم لا يمت بأي صلة لـ«إبراهيم عيسى» سوى أنني قلت للممثل «خالد الصاوي» أن يأخذ من كاركتر «إبراهيم» شخصيته الفكاهية وتكوينه النفسي أمام الشاشة وطريقته البسيطة في عرض المشكلات ككاتب ساخر.
-
وما رأيك في الآراء التي شاهدت الإعلان الخاص بالفيلم ورأت أن الدكتور «يحيى حسين التيجاني» الدور الذي يجسده الممثل «خالد الصاوي» هو نسخة طبق الأصل من كاتب العمل «إبراهيم عيسى»؟
لأن الدور هو لكاتب ومفكر إسلامي، هذا ما جعل كل من شاهد التايلر الخاص بالفيلم يقوم بالربط بين أداء الممثل «خالد الصاوي» وشكل وأداء «إبراهيم عيسى» في برامجه، لكن عندما تشاهد الفيلم بالكامل ستجد أن الدور ليس له علاقة بـإبراهيم عيسى على الإطلاق.
بالإضافة إلى أن الفيلم لا يحكي قصة كاتب ومفكر، بل يسرد قصة فتاة تجلب لوالدها شاباً يتعرف عليه ويطلب يدها، وسنرى خلال الأحداث تطورات في الشخصيات يتضح من خلال ذلك أن الفيلم قائم على فكرة أخرى غير التي شعر بها كل من شاهد الإعلان الخاص بالفيلم.
-
ذكر الممثلون في الإعلان الخاص بالفيلم أكثر من مرة كلمات مثل الدين، الكنيسة، الجامع، الحجاب، فهل هذا كان مقصوداً أو إشارة لأن العمل يناقش مشكلات التعصب الديني في مجتمعاتنا؟
القصة الأساسية هي لشاب يتقدم لخطبة فتاة والدها مفكر إسلامي، فمن الطبيعي أن نرى خلال هذا التعارف بعض التناقضات التي توجد في أي مجتمع، سواء كانت تناقضات اجتماعية أو دينية أو حتى تناقضات شخصية، ولأن الفيلم قائم على الحوار أكثر من أي شيء آخر كان من الضروري خلال دعاية الفيلم أن نظهر تلك الصراعات بين الشخصيات في مرحلة التعارف.
-
لماذا لا نرى المخرج «هادي الباجوري» يخرج أفلاماً من نوعية الأكشن والسسبينس والنوعيات الأخرى غير القالب الاجتماعي الذي اعتاد على تقديمه؟
عرضت عليَّ أعمال كثيرة من نوعية الأكشن، ولكن الفكرة تتلخص في أنني أميل وأفضل الأفلام الدرامية فهي بكل صراحة تعيش أكثر من أي نوعية أخرى، فلا يمكن لنا أن ننسى أفلام المخرج «عاطف الطيب» على سبيل المثال، لكن الفيلم الأكشن الذي مرت عليه عشر سنوات عندما تشاهده اليوم ستقوم بالضحك على أداء الحركة والتصوير لأنه لن يكون مناسباً لك الآن مثلما عرض للجمهور في حينها لأول مرة ولن يكون مبهراً لك على الإطلاق.
-
لماذا لا يقوم المخرج «هادي الباجوري» بإخراج أي عمل داخل الموسم الرمضاني؟
أولاً لا أستطيع أن أدخل عملاً وأبدأ تصويره، وأنا لا أرى الورق كاملاً أو الذي كتب هو نصف حلقات العمل فقط، والحلقات الأخرى تكتب أثناء التصوير، ومن خلال خبرتي لا أستطيع التعديل أو العمل بدقة على تفاصيل الشخصيات والحوار مثلما يحدث في أي فيلم أقدمه.
كما أنني أريد أن تظل أعمالي عالقة في أذهان المشاهدين، بالإضافة إلى أن الأعمال التي تقدم الآن بكل صراحة أغلبها بعد مرور شهر رمضان لا تتذكرها، وأنا أريد أن أقدم أعمالاً تظل لعقود يشاهدها الجمهور ولا تكون مرتبطة بشهر أو موسم فقط.
لو قدمت لن أقدم مسلسلاً ثلاثين حلقة، بل سأقدم نوعية المسلسلات الديجيتال التي تتكون من عدة حلقات قصيرة، وفي رأيي المستقبل لتلك النوعية من العرض على المواقع التي تقوم بشراء المشاهدة الشهرية عليها دون الحاجة للجلوس أمام الشاشات ومشاهدات إعلانات مدتها تفوق مدة الحلقة التي تشاهدها.
-
كيف ترى ما يحدث في السوق الدرامي هذا العام ومشكلة تقليص الأجور وعدد الأعمال المشاركة في رمضان هذا العام؟
هناك عدة محاور لتلك المشكلة، أولها أننا خلال السنوات السابقة أفرزنا أجيالاً جديدة في كل المجالات التي تخص صناعة الدراما والسينما، فليس من المعقول أن نأتي الآن ونقوم بإلغاء تلك الوظائف ونعود للوراء، وهذا ما سيجعل كثيرين يجلسون في منزلهم دون عمل من ناحية الإنسانية.
ثانياً ما الذي يغضب البعض من زيادة أجور الفنانين، مادام يجد المنتج الذي يدفع له المبلغ الذي يريده ويقوم بدفع الضرائب المستحقة على الملايين التي يأخذها، فلماذا إذن التقليص والاحتكار، وهذا سيضر السوق العام بشدة، على سبيل المثال في أميركا نرى آلاف الأفلام كل عام ومليارات تنفق على إنتاجها، ولم يحدث تقليص أو هيمنة مؤسسة بعينها للسوق لفرض تسعيرة ما على الموظفين بها.
كما أننا عندما نقوم بعمل خمسين مسلسلاً هذا العام يجب أن نقدم العام المقبل ثمانين عملاً وليس العكس، والكل يعلم ويتذكر السينما المصرية في الستينيات كانت تقدم مئات الأفلام سنوياً ولم نرَ أحداً يريد تقليص عدد الأعمال أو تقليص الأجور.
وأعتقد أن في القريب العاجل ستنتهي مشاهدة الجمهور لشاشة التلفزيون العادية، وتتجه المشاهدات إلى المنصات الإلكترونية الأخرى التي تستطيع من خلالها مشاهدة كل شيء تريده في الوقت الذي تحدده دون الحاجة إلى انتظار موعد عرضه على الشاشة.
-
من هو النجم الذي لو قدمت عملاً في موسم رمضان تود أن يكون بطل هذا العمل؟
لا أفكر بهذا المنطق، لكل عمل الممثل الذي يولد مع ميلاد السيناريو ورؤيتي الشخصية للعمل ككل.
-
ماهي الأعمال التي ستقدمها في 2019؟
«رجالة حمزة» هو فيلمي المقبل وهو من تأليف «محمد ناير» بطولة «محمد رمضان»، «ماجد الكدواني»، «ياسمين رئيس» أقدم خلاله نوعية الأكشن لأول مرة لكن في قالب درامي قوي ومتماسك أيضاً.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستقرام سيدتي