قد يكون التفكير الإيجابي هو السر للبقاء بصحة جيدة أثناء التقدم في السن، بحسب ما تشير الدراسات العلمية. فقد وجد العلماء أنَّ المتفائلين يمشون بشكل أسرع، ويعانون آلامًا أقلّ وقبضاتهم أقوى.
استجوب الباحثون في كلية جامعة لندن University College London أكثر من 7 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 90 عامًا حول قيمة ومعنى حياتهم.
وكان أولئك الذين حكموا أنّ للحياة قيمةً أعلى، أكثر احتمالًا بنسبة 16 في المئة، بأن يكونوا متزوجين، وأقل احتمالًا بأن يعيشوا لوحدهم بنسبة 13 في المئة. وكانوا أيضًا أكثر احتمالًا بنسبة 13 في المئة بأن يقابلوا أصدقاءهم أسبوعيًّا على الأقل، وأكثر احتمالًا بأن يكون أعضاءً في مؤسسة ما.
ووجدت الدراسة أيضًا، أنّ أولئك الذين كان لحياتهم معنى وقيمة أقل، كانوا يقضون ضعفي الوقت بمفردهم خلال النهار (أكثر من 6 ساعات في المتوسط). وكانوا يقضون فترة أطول بحوالى 50 دقيقة مقارنة بغيرهم في مشاهدة التلفزيون.
المشاركة الاجتماعية تعطي معنًى للحياة
"إنّ المشاركة الاجتماعية عنصر مهم جدًّا في قيمة ومعنى الحياة بالنسبة للكثير من الناس. وإنّ كون المرء عضوًا في مؤسسة ما، قد يكون ذا قيمة بحد ذاته، ولكن أيضًا قد يوفر وسيلة اتصال اجتماعية كذلك. كما أنّ مسألة إيجاد معنى للشخص عندما يجلس بمفرده، أمر شائك تمامًا، حيث إنه يرتبط بالنسبة لمعظم الناس بعلاقاتهم مع الآخرين. ولقد أدهشنا أهمية هذا الشعور بالمعنى والقيمة، حيث إنّ الناس الذين كانوا ينظرون إلى أنّ لحياتهم معنًى وقيمة، كانوا يتمتعون بصحة أكثر ومنخرطين اجتماعيًّا"، بحسب المؤلف الرئيسي للدراسة البروفسور أندروا ستيبتو من قسم علم السلوك والصحة.
وطلبت الدراسة من الأشخاص الأكبر سنًّا، أن يحددوا درجة شعورهم بمعنى قيمة حياتهم على مقياس من صفر إلى 10.
وبعد سؤالهم مجموعة من الأسئلة حول حياتهم، وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين وضعوا درجات أعلى لمعنى وقيمة حياتهم، بدرجة 9 أو 10، كانوا أكثر احتمالًا بنسبة 10 في المئة، ليكونوا من بين الأعلى دخلًا.
وكان أولئك الأشخاص أقلّ احتمالًا بحوالى الثلث، بأن يكونوا مكتئبين، كما أنهم أقل سمنة، وأكثر احتمالًا بحوالى الخمس ليهنأوا بنوم جيد.
كما أنهم كانوا يمشون بشكل أسرع، ويأكلون أفضل، وأقل احتمالًا بأن يكونوا عاجزين أو يعانون أمراضًا مزمنة.
ويعتقد الخبراء أنّ الشعور بمعنى الحياة، يمكن أن يعطي الأشخاص حافزًا لكي يعيشوا بصحة جيدة.
كما أنّ أولئك الذين كانوا يعتقدون أنّ للحياة قيمةً أكبر، هم أكثر احتمالًا بنسبة 11 في المئة، بأن يمارسوا الرياضة.
وللحصول على هذا المعنى للحياة، أشارت النتائج إلى أنّ من المهم قضاء الوقت مع ناس آخرين.
المعاناة من الوحدة يقضي على التفكير الإيجابي
أما أولئك الأشخاص الذين وضعوا درجة لمعنى حياتهم بين صفر إلى اثنين، والذين كانوا يمضون 5 ساعات و18 دقيقة لوحدهم خلال أيّ يوم عادي، مقارنة بحوالى ساعتين و 46 دقيقة من الوقت للأشخاص الذين قالوا إنّ لحياتهم معنًى أكبر.
ووجدت الدراسة أنّ الأشخاص كانوا أكثر احتمالًا إلى أن ينظروا لحياتهم بأنها ذات قيمة إذا قاموا بعمل تطوعي أو نشاط ثقافي، مثل زيارة متحف أو مسرح كل بضعة شهور على الأقل.
أما الأشخاص الذين كان لحياتهم معنى أقل، فكانوا يقضون 4 ساعات ودقيقتين في مشاهدة التلفزيون خلال أيّ يوم عادي، مقارنة بثلاث ساعات و 17 دقيقة بالنسبة لأولئك الذين كانوا ينظرون إلى الحياة بأنها أقل قيمة.
وقال البروفسور ستيبتو في نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences" : "أن تحظى بعلاقة جيدة مع الآخرين يعمل على تحسين الشعور بمعنى الحياة والذي قد يؤدي بدوره إلى المزيد من الأنشطة الاجتماعية".