الحادي عشر من شباط / فبراير، ذكرى ميلاد الضحك، هو تاريخ فاصل لكل القهقهات في المسرح والسينما والتلفزيون، لكل هذا الفرح في الحياة، وذلك بعد أن رأت الفنانة المصرية ماري مُنيب النور في مثل هذا اليوم قبل 114 عامًا، حيث وُلدت فنانة الضحكة والكوميدية في العالم العربي في هذا التاريخ بالعام 1905، ليُكتب لفنّ الضحك تاريخ جديد، يبدأ مع ميلادها.
ويحتفل محرك البحث الشهير «غوغـل» بذكرى ميلاد ماري مُنيب، التي كانت لها بصمتها العظيمة في تاريخ السينما والمسرح العربي، لاسيّما في مجال الكوميديا، التي أخذت مع هذه الفنانة الشاهقة والعارفة كيف تُنزع الابتسامات من أصحابها، الفاهمة لعالم الكوميديا الذي يعتقد الكثيرون بأنه سهل. حيث عاشت «مُنيب» ورحلت عنا وهي تتربع على هذا العرش، وفي قلوبنا وفوق ضحكاتنا الكثيرة، التي كانت سببًا فيها.
هنا وُلدت ماري مُنيب وهكذا عاشت
من المعلومات القليلة التي لا يعرفها الكثيرون عن الفنانة المصرية الراحلة ماري مُنيب أنها من أصول لبنانية، على الرغم من أنها عاشت معظم حياتها في مصر، فقد وُلدت في العاصمة اللبنانية بيروت في 21 شباط / فبراير من العام 1905، قبل أن تنتقل برفقة عائلتها للعيش في مصر، وتحديدًا في حيّ «شُبرا» في العاصمة المصرية القاهرة.
ظهرت موهبتها الفنية في عمر مبكر، إلا أن مشوارها الفنيّ كان قد بدأ رسميًا في حقبة الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي، وكان ظهورها الأول على خشبة المسرح بعد أن انضمت إلى فرقة «الريحاني» الشهيرة آنذاك خلال العام 1937، وبعدها لاحظ العديد من المخرجين والمنتجين موهبتها الهائلة، خاصة في الكوميديا، وتوالت عليها عروض الأفلام والمسرحيات، حتى وصلت إلى قمتها بأداء دور البطولة في عدد من الأعمال السينمائية الكلاسيكية المصرية. وكانت تشتهر «مُنيب»، بدور «الحماة» و«الأم». واستمرت حياتها الفنية طوال خمسة وثلاثين عامًا كاملة.
بعمر الرابعة عشرة.. ظهورها الأول
كانت مسرحية «القضية نمرة 14» هي الظهور الأول الرسمي لـ ماري مُنيب على خشبة المسرح، وكانت في ذلك الوقت لم تتجاوز من العمر 14 عامًا، وتحكي مُنيب عن هذه التجربة، خلال مقابلة أجراها معها التلفزيون الكويتي، أنها عندما شاهدت الجمهور لأول مرة في حياتها «أُصيبت بالخــرس» لحظتها، ولم تستطع نطق أي كلمة، ثم انسحبت على الفور من على خشبة المسرح.
وبعد هذا الظهور الأول وغير الموفق، ظنّ الجميع بأنها نهاية فنانة لم تبدأ بعد، لكن ماري مُنيب تمكنت من إثبات عكس ذلك، واستمرت لـ35 عامًا كاملة في عالم الفن، قدمت خلالها ما يقارب الـ200 فيلم سينمائي، وعلى الرغم من أنها اشتهرت بأدوار «الحَماة» الشريرة الظريفة، وأدت الدور في أفلام عدة أفلام منها: «حماتي ملاك، الحموات الفاتنات، وحماتي قنبلة ذرية»، إلا أنها في الحياة الحقيقية كانت معروفة بقلبها الطيب وابتسامتها الدائمة.
صانعة الضحك في أعمالها الفنية
قدمت ماري مُنيب أكثر من 22 عملًا فنيًا على خشبة المسرح، كانت من أبرزها: «خلف الحبايب، عريس في إجازة، سلفني حماتك، يا مين يخلصني، خليني اتبحبح يوم، إلا خمسة، لو كنت حليوة، تعيش وتاخد غيرها، الشايب لما يدلع، الستات ميعرفوش يكدبوا، يا ما كان في نفسي، حماتي بوليس دولي، أشوف أمورك أستعجب، ما حدش واخد منها حاجة، 30 يوم في السجن، إبليس وشركاه» وغيرها من الأعمال.
أما في السينما، فلها ما يقارب الـ200 عمل سينمائي، كما أسلفنا بالذكر، من أبرزها: «لصوص لكن ظرفاء، خذني معاك، العائلة الكريمة، المراهقان، اعترافات زوج، حكاية جواز، رسالة من امرأة مجهولة، جمعية قتل الزوجات، انسى الدنيا، شهر عسل بصل، شجرة العائلة، الناس اللي تحت، بنات بحري، سامحني، أحلام البنات، أم رتيبة، حماتي ملاك، كابتن مصر، مملكة النساء، تار بايت، عفريتة إسماعيل يس، علشان عيونك»، وغيرها العديد من الأفلام التي حُفرت في ذاكرة المصريين والعرب.