جاء في بيان لوزارة الصحة البرازيلية الذي أدخل الرعب في نفوس كثير من الأمهات والآباء في العالم أن الأطفال ما بين سن الرابعة والعاشرة معرضون للإصابة بالجلطة الدماغية بنسبة 30 %، و90% من الضحايا هم من الفتيات. كما أوضح البيان أن نسبة الإصابة بالجلطة الدماغية بين صفوف المراهقات على وجه الخصوص قد تصل إلى 38%، وأشار البيان إلى أن هذه الإحصائيات تنطبق على سكان الدول المتخلفة والدول النامية التي تكثر فيها المشاكل العاطفية الناجمة عن بعض العادات الاجتماعية القديمة والسيئة. وكذلك الأزمات العاطفية الكبيرة.
الزواج المبكر للفتاة
من الأسباب القوية التي تسبب الجلطة الدماغية للفتاة هو إجبارها على الزواج في سن مبكر ما بين الثانية عشرة والرابعة عشرة من العمر. وأكد البيان أن علماء النفس البرازيليين وكذلك الأطباء المختصون بالأمراض العصبية والدماغية أجروا بحوثاً كثيرة ودراسات متعددة حول العلاقة بين الإصابة بالجلطة الدماغية والزواج المبكر، فوجدوا أن النتائج العاطفية القوية التي تنجم عن الزواج المبكر للفتاة تبلغ حداً يؤدي إلى تفجير أوعية دماغية مسؤولة عن الجلطة الدماغية. فالفتاة تنصدم بواقع غريب لم تتهيأ له حول العلاقة الجنسية، وكذلك الطاعة العمياء الكاملة للرجل في الدول التي تعاني من التخلف والفقر.
وأكد بيان الوزارة أنه ليس الزواج المبكر بحد ذاته هو السبب في إصابة المراهقين بالجلطة الدماغية، بل ما يتمخض عن ذلك من عواطف قوية وعصبية وتوتر هي التي تساهم في تطور الحالة إلى الجلطة الدماغية.
الحالة المادية التعيسة
كما أن الحالة المادية التعيسة، وسوء التغذية والمعاملة السيئة من قبل الأهل في الدول المتخلفة وكثير من دول العالم الثالث تعتبر من أهم أسباب إصابة الأطفال مابين سن الرابعة والعاشرة بالجلطة الدماغية. وهذا ناجم أيضاً عن التحولات العاطفية الدراماتيكية التي تتحكم بالأطفال بسبب المعاملة السيئة، وعدم توفر الغذاء والعناء بسبب استغلال الطفل في العمل. وهنا أيضاً فإن الفتيات تعتبرن الضحية الأكبر؛ كونهن إناثاً ووجود قيود عليهن منذ سن مبكر جداً.
بعد الاكتئاب
الجلطة الدماغية بدأت تحتل المرتبة الثانية بعد الاكتئاب في عصرنا الحديث، وكل هذا ناجم عن التوتر العصبي والحالة العاطفية السيئة والإرهاق المهني والاجتماعي. هنا لا بد من فهم حقيقة أن مسببات الاكتئاب هي نفسها من مسببات الإصابة بالجلطة الدماغية. كما أن الجلطة الدماغية تصيب النساء مابين سن المراهقة وحتى بلوغ سن الخامسة والأربعين، الذي يعتبر سن البلوغ والنضوج اللذين يجعلان الإنسان يتفهم أكثر الظروف بجميع أنواعها.