إن إقدامَ فتاة على ممارسة رياضة كمال الأجسام واحترافها في أكثر الدول تقدُّمًا في هذه اللعبة، يُعَدُّ إنجازًا يستحقُّ التقديرَ والإشادة. واللاعبة المصرية دينا عبد المقصود حَقَّقَتْ هذا الإنجاز، لهذا استحقَّتْ أن تصبح أولَ عربية ومصرية تحترف لعبة كمال الأجسام في أوكرانيا. فهي لم تحترفْ وتشارك فقط في البطولات في أوكرانيا، بل حصلتْ على المراكز الأولى؛ حيث فازت بالمركز الأول والكأس الذهبي في عدد من البطولات التي شاركت فيها في أوكرانيا.
والدتي شجَّعتني
تمارسُ رياضةَ كمال الأجسام منذ الصِّغَرِ، وحبها لها جاء مصادفة، فمنذ الصغر كانت تذهب مع والدتها إلى "الجيم"، لذا حاولت تقليدَها، فوالدتُها كانت قدوتها، وظل حبها لهذه الرياضة يكبر معها إلى أن احترفتْها.
رياضة قاسية جدًّا
واجهت كابتن دينا عددًا من الصعوبات أثناء ممارسة هذه الرياضة، وكان في مقدمتها القسوة التي تتميز بها اللعبة؛ فهي تفرض على من يلعبها تقديمَ تنازلات كثيرة في سبيل أن يعيش الحياة القاسية التي يعيشها أبطالُ هذه اللعبة، وعلى الرغم من كل تلك الصعوبات والتحديات فإن حبَّها للُّعْبَةِ كان يجعلها تتغلَّب على هذه الصعوبات، فقد كانت تمارسُها بكل عشقٍ، لذا لم تَحْفَلْ بكلِّ تلك المُنَغِّصَاتِ، وألقتْ بها خلف ظهرها. فقد كان أمامها هدف وهو أن تصبح بطلةً في هذه اللعبة، ومن أجل ذلك كان عليها أن تتدرب أكثر وأكثر، وأن تعتني بنفسها وجسمها، وألاَّ تُغرق نفسها في التفاصيل، التي ربما تجعلها تنحرف عن مسار تحقيق البطولات في لعبة كمال الأجسام. وبفضل الله تَحَوَّلَتْ كل الصعوبات التي كانت تعترض طريقَها إلى سلم للوصول إلى هدفها الكبير، ألا وهو تحقيق البطولات.
السفر إلى أوكرانيا
سافرت كابتن دينا إلى أوكرانيا لسببين؛ الأول: أنها تضم أعظم أبطال العالم في لعبة كمال الأجسام، فروسيا وأوكرانيا هما أكثر الدول فوزًا بالبطولات، وبهما نجوم هذه اللعبة. لذا جاء اختيارها للسفر إلى أوكرانيا لاستكمال دراستها؛ فقد التحقت بكلية الهندسة هناك، كما أن أوكرانيا من أكثر الدول تقدُّمًا وقدرةً على التجهيز وإقامة البطولات العالمية في كمال الأجسام، فلديها الكثير من اللاعبين الذين يحترفون ممارسة هذه اللعبة، كما يوجد بها الكثير من الاتحادات التي تقدِّم الدعمَ للَّاعبين، وهذا ما يخلق أجواء تساعد على تطوير القدرات والمهارات، فأوكرانيا تمثِّل بيئةً خصبة ومثالية لممارسة رياضة كمال الأجسام. وتقول: "لم أكن لأصل إلى هذا المستوى من الاحترافية في لعبة كمال الأجسام لولا أنني أقيم فيها قبل سنوات، وإن شاء الله أسعى إلى مزيد من التقدم؛ من أجل تحقيق بطولات أكثر وأكثر".
أما السبب الآخر لاختيار أوكرانيا فكان استكمال الدراسة، فهي تدرس حاليًّا في كلية الهندسة، جنبًا إلى جنب مع احترافها للعبة كمال الأجسام.
أول عربية تحترف لعبة كمال الأجسام
تعتزُّ كابتن دينا وتفخر بإطلاق لقب أول عربية تحترف لعبة كمال الأجسام عليها، كما أن عائلتها تتباهى بما حَقَّقَتْهُ من بطولات في هذه اللعبة. لكن أكثر ما يشغلها حاليًّا هو أن تدخلَ هذه اللعبة في كل بيت، وأن تمارسها كل النساء والفتيات، فمثلما احترفت هي اللعبة، يمكن للكثيرات غيرها أن يَسِرْنَ على دَرْبِهَا ويُحَقِّقْنَ بطولاتٍ عالميةً مثلها. لكن للأسف هناك الكثير من الفتيات اللاتي يرغبنَ في ممارسة هذه اللعبة، لكن ربما بسبب عدم توفُّر الإمكانيات لا يستطعنَ ممارستها، لذا تتمنى أن تستطيع مساعدة كل الفتيات الراغبات في احتراف هذه اللعبة، وتوفِّر الفرص المناسبة لهن. كما تأمل أن يتمَّ تشكيل اتحاد نسائي لرياضة كمال الأجسام في مصر، وأن تلقى هذه الرياضة الدعمَ المناسب مثلما تحظى به رياضة كرة القدم وغيرها من الرياضات الأخرى.
رياضة جمال الأجسام
لا تفضِّل كابتن دينا أن تُطْلِقَ على هذه اللعبة كمال الأجسام، بل رياضة جمال الأجسام، وتُعَلِّلُ ذلك بقولها إنها رياضة الكمال والجمال. فهي تُكمل الجسم وتُجّمله، وتخلِّص الجسم من العيوب، وهذا ما يجعل الجسم أكثر جمالًا، وينعكس هذا الجمال ليس على الجسم فقط؛ بل يمتدُّ إلى العقل، لذا يتحلَّى من يمارس هذه الرياضة بالجمال شكلًا وموضوعًا؛ فهي تمنح الإنسان مزيدًا من الثقة، وتوفِّر فرصةً للإنسان للتخلُّص من كل طاقاته السلبية، كما أنها تعلِّم الصبر وقوة التحمُّل وصفات أخرى كثيرة. ومصطلح رياضة جمال الأجسام يناسب كلا الجنسين (الرجال والنساء)، فقد يعتقد البعض أن الرجال ربما يعترضون على هذا المصطلح، لكنني أراه أكثر وقعًا من مصطلح لعبة كمال الأجسام.
بطولة العالم
تستعد كابتن دينا حاليًّا لتجهيز نفسها لأكثر من بطولة، لكن أهمَّها بطولةُ العالم؛ فهي أهم البطولات، لكنها تفضِّل أن تتدرب في صمت، ولا تتحدث عما تريد تحقيقه في هذه البطولات التي ستخوضها قريبًا، لأن الأهم هو ما ستقوم بإنجازه، وليس ما تتمناه.
فيلم سينمائي
عُرض على كابتن دينا الكثير من الأفكار، سواء ما يتعلق بالسينما أو ما يتعلق بالدراما، وكانت أغلب الأعمال تميلُ إلى الحركة والدعاية، لكنها اعتذرتْ عن تنفيذ هذه الأفكار؛ لعدم استقرارها في مصر، فالدراسة والرياضة يشغلان جُلَّ وقتها، فتركيزها خلال هذه الفترة يَنْصَبُّ أكثر على الدراسة من أجل التخرج خلال العام القادم. لكنها لم تستبعدْ أن تخوضَ مثلَ هذه التجارب في قادم الأيام، مع تغيُّر الظروف وإنهاء دراستها.