لا يزال النجم السوري عابد فهد أحد أبرز رهانات الدراما العربية في كل موسم ومن المرشحين الرئيسيين للمنافسة على صدارة المشهد الرمضاني. في هذا العام، لعب عابد فهد دوراً جديداً بالإضافة إلى نجوميته وحرفيته كممثل، فكان عرّاباً للتعاون بين شركتي "إيبلا الدولية" للمنتج هلال ارناؤوط و"الصباح إخوان" للمنتج صادق الصباح لإنتاج المسلسل. عابد فهد أكد ذلك في حديث خاص لـ "سيدتي" التي التقته خلال زيارتنا لموقع تصوير مسلسل "دقيقة صمت» الذي يلعب بطولته وسيعرض في رمضان المقبل، بالإضافة إلى مسلسل "عندما تشيخ الذئاب" وكانت معه المقابلة الآتية.
يقال إنك عرّاب الشراكة بين شركتي «إيبلا» و«الصباح» لإنتاج مسلسل «دقيقة صمت»، فهل من تفاصيل حول ذلك؟
نعم، أنا صاحب الفكرة؛ لأن خبرة الإنتاج والتسويق التي تملكها شركة «الصباح» ضرورية في عالم الدراما ومهمة لنجاح أي مشروع، حيث أنه من المهم أن يحقق شروط عرض أفضل كما أن شركة «إيبلا» شركة كبيرة ومهنية. وبالتالي، فإن الشراكة مفيدة للجميع.
هل يمكن أن تكون هذه الخطوة مقدمة لشراكات أخرى بين الشركتين؟
أتمنى ذلك، وأعتقد أن نجاح العمل هو من يقرر الاستمرار.
هل سنرى نجاحاً مشابهاً لنجاح مسلسل «الولادة من الخاصرة»؟
للكاتب سامر رضوان هويته الخاصة في التأليف. والعمل سيكون مشوقاً ونتمنى أن يكون أحد أهم الأعمال في رمضان 2019، إذ أن ثمة ملامح وبوادر تشير إلى ذلك.
هناك إجماع على أن المنافسة ستكون قوية بين مسلسليّ «دقيقة صمت» و«مسافة أمان» للمخرج الليث حجو في شهر رمضان، فهل تعتقد ذلك؟
هناك الكثير من الأعمال المنافسة منها: «الهيبة 3» و«خمسة ونص» و«عندما تشيخ الذئاب»، بالإضافة إلى العديد من الأعمال السورية والمصرية والخليجية.
هذا الأمر صعب جداً
كان من المقرر أن تكون أحد أبطال مسلسل «مسافة أمان» لكنك اعتذرت في اللحظات الأخيرة، فما الذي حدث؟
في الحقيقة، ليس هناك طاقة، وتوقعت أن لديّ وقتاً للمشاركة في العمل بالإضافة إلى مشاركتي بمسلسليّ «دقيقة صمت» و«عندما تشيخ الذئاب»، ولكن تبيّن أن هذا الأمر صعب جداً. وبصراحة، انتابني الخوف بأني لن أستطيع أن أقدم الشخصية كما يجب، ولذلك فضلت الاعتذار، فالممثل عندما يتعاقد لتقديم دور ما، عليه أن يقدم كل طاقته وليس ما تبقى منها.
شاهدنا المقدم «رؤوف» الذي أديت دوره في مسلسل «الولادة من الخاصرة» ظالماً، فهل سيكون «أمير ناصر» في «دقيقة صمت» ظالماً أم مظلوماً؟
في هذا العمل، يضطر أن يكون ظالماً، ولكن لن تنتهي الحكاية هنا. ولا أريد أن أفصح عن الكثير من التفاصيل لنترك للجمهور اكتشاف الشخصية خلال عرض العمل.
دائماً ما تحوي شخصيات الكاتب سامر رضوان على جوانب نفسية فهل تندرج شخصيتك في «دقيقة صمت» ضمن هذا الجانب، وهل هذا مرهق لك كممثل؟
نعم، هذا يتسبب بإرهاق شديد. ونصوص سامر صعبة جداً ولكنها ضرورية ولا نستطيع أن نقول عنها إنها ليست جميلة أو أني لن أتبناها كمشروع، وفي الحقيقة نص «دقيقة صمت» يندرج ضمن هذا السياق. فهو مرهق للإخراج والإنتاج ويتضمن مواقع تصوير عديدة ومتفرقة ومتفرعة. كما أنه احتاج إلى فريق عمل كبير وميزانية كبيرة جداً. وأنا كممثل أتعب جداً والدور متنوع وفيه صعود وهبوط وانكسار. وهو ما دفعني للبحث عن شكل جديد في الأداء ومختلف عن بقية الأدوار. وبالتأكيد، يزول هذا الإرهاق عندما يحقق العمل نتائج جيدة وينال الرضا والمتابعة.
هل دخول شركة «الصباح» كشريك في الإنتاج هو من فرض توسيع حضور الشخصيات اللبنانية في العمل؟
كان هناك شخصيات لبنانية في العمل. وطبيعة هذا الخط جعلت من السهل تطويره بشكل أكبر. وبالتأكيد، موضوع الشخصيات اللبنانية ليس مقحماً أو تم تركيبه بل هو موجود. كما أنه أضاف بُعداً أوسع للحكاية فمثلاً شراكتي مع الممثل اللبناني فادي أبي سمرا في الحلقات الأولى من العمل جميلة وأعطت مساحات أكبر لإظهار التشابه بين مصائر الناس وتشابه حيواتهم في البلدين. وأيضاً، لنكن شفافين، فتواجد ممثلين من جنسيات مختلفة يتيح للعمل فرص عرض أكبر في الوطن العربي.
بين نادين نجيم وستيفاني صليبا
هل كانت نادين نجيم مرشحة للمشاركة بالمسلسل؟
لا، لم يجرِ الحديث بهذا الخصوص أبداً.
هل اقترح عابد فهد اسم الممثلة اللبنانية التي شاركت بالعمل؟
لا، على الإطلاق، ولكن رأيت ما قدمته ستيفاني صليبا خلال السنوات الأخيرة ووجدنا أنها مناسبة للدور بشكل جيد جداً. وهذا الترشيح هو من شركة «الصباح» التي تجيد اختيار الممثلين المناسبين لأعمالها. ودون أي مجاملة، فإن ستيفاني تقدم دوراً مميزاً. وستظهر بإطلالة جديدة على الجمهور كما أنها تعمل بكل جد ومحبة وتفاعل مع المشروع. كما أنها لا تفوّت الفرصة لطرح الأسئلة والنقاش حول الشخصية. وأعتقد أنها ستحقق حضوراً مميزاً.
تشارك بعملين يجري تصويرهما معاً وهو ما يتسبب بغيابك عن منزلك لفترات طويلة. فهل تشعر بحالة من الشوق لزوجتك وأولادك وهل يؤثر عليك ذلك؟
لقد وضعت إصبعك على مكان الألم. في الحقيقة، أحس بالتقصير تجاههم بسبب الغياب عن يومياتهم وتفاصيل حياتهم. فالمكالمة الهاتفية لا تكفي. عندما أكون متواجداً معهم في دبي خلال أوقات الراحة ووقف التصوير أحاول أن أغطي كل الفترة التي غبت بها عنهم. فبالنهاية، هم الحياة. لو كان التصوير في مكان إقامتنا لكنت انتهيت وعدت إلى المنزل وحصلت على الشحنة العاطفية والعائلية. ولكن، للأسف، هذا الأمر مفقود في هذه المهنة. ويمكنني القول إن كل من يعمل في هذه المهنة يدفع ضريبة كبيرة.
هل يمكن أن تحدثنا عن مسلسل «عندما تشيخ الذئاب»؟
النص جميل ومحكم والكاتب حازم سليمان متفوق على ذاته في هذا المسلسل. والعمل مأخوذ عن رواية للكاتب الأردني جمال ناجي ويسلط الضوء على صراع قطبين الأول هو التشدد الديني واستخدامه لتحقيق المصالح الشخصية والثاني اليساري وما بينهما قطب ثالث وهو الشخصية المعتدلة التي لها أفكارها الخاصة والبعيدة عن أي توجه، لنصل إلى منصة رابعة سنتركها لحين العرض. كما يمكنني القول إن المخرج عامر فهد وبغضّ النظر عن كونه شقيقي فإنه يعمل على المشروع بشكل هام جداً ويركز على أدق التفاصيل المتعلقة به ومن مختلف الزوايا.
هل تتوقع أن يثير العمل حالة من النقاش عند عرضه؟
ربما. وبرأيي، أي عمل لا يثير النقاش لا داعي لإنجازه لأنه عندها سيمر مرور الكرام ولا أهمية لحضوره.
قلت سابقاً في حديث لـ «سيدتي» إنك ستكون جزءًا من الجزء الجديد لمسلسل «مرايا» مع النجم ياسر العظمة وأنك تعمل على إيجاد شراكة إنتاجية لإنجاز المشروع فهل من جديد؟
نعم، مبدئياً، هناك حديث مع شركة «إيمار الشام» لتبني المشروع وإنتاجه لموسم 2020.