جزء كبير من الحوامل يعانين من مشكلة الأنيميا أوارتفاع ضغط الدم، خاصة فقر الدم الناتج عن قلة الحديد وحمض الفوليك، وكذلك ارتفاع ضغط الدم الأصلي...عن الأعراض والأسباب والخطورة وطرق العلاج يحدثنا الدكتور منير رءوف أستاذ طب النساء والتوليد.
الأنيميا: المرأة بطبيعتها تحتاج إلى نسبة عالية من الحديد؛ نظراً لأنها تفقد كمية من الدم شهرياً على هيئة الدورة الشهرية، إضافة إلى نوع الغذاء، من هنا كانت مشكلة فقر الدم أكبر.
الأنيميا -فقر الدم- مشكلة تخص السيدات الحوامل في العالم العربي أكبر مما هي في العالم الغربي؛ حيث تعتمد النساء في العالم العربي على الأرز والعيش -الخبز- في طعامهم مع قلة تناول اللحوم والخضروات؛ وهي المأكولات الأساسية التي تحتوي على الحديد وحمض الفوليك.
الحمل بطبيعته يشكل حملاً إضافياً على أجهزة تكوين الدم، ويسبب ضعفاً في كمية الحديد، وعليه فإن الحامل التي تعاني من فقر الدم ستكون مشكلتها أكبر حيث تتطور الحالة إلى أنيميا حادة.
الأعراض تبدأ في الزيادة ببطء، وربما لا تستطيع الحامل التنبه للمشكلة؛ إذ تعتبرها نوعاً من أعراض الحمل، إضافة إلى شحوب الوجه والتعب عند القيام بأي مجهود، مع فقدان القدرة على بذل المجهود المعتاد منها.
يعاود الحامل المريضة بفقر الدم الإحساس بالملل وربما التوتر العصبي، وربما بنظرة واحدة إليها يسهل التشخيص، فالوجه متعب وشاحب.
لابد من المتابعة مع الطبيب؛ إذ يمكنه تشخيص أي ضعف بسيط في الدم وعلاجه على وجه السرعة، بإعطاء الحديد وحمض الفوليك.
بعد تشخيص الحالة يمكن إعطاء الحديد عن طريق الفم أو بالحقن العضلي أو الوريد، وربما تحتاج الحامل إلى نقل دم لمحاولة الوصول إلى مستويات عالية أسرع، وفي العادة تؤخذ احتياطات خاصة أثناء الولادة في هذه الحالات.
ارتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي قد يكون ظواهر مرض معين، وأحياناً يكتشف الطبيب أن الحامل تعاني من ارتفاع ضغط الدم بدون سبب ظاهر، وهو ما يطلق عليه: ارتفاع ضغط دم أصلي وليس ثانوياً.
على المريضة بضغط الدم إخبار الطبيب المعالج؛ حتى يتمكن من الاستمرار في العلاج، أو ربما كان يحتاج إلى تغيير الأدوية لتصبح مناسبة للحمل والجنين، وللتأكد من أنها لا تؤثر على الجنين.
تحتاج مريضة ضغط الدم إلى عناية مركزة، خاصة أن احتمال وجود مضاعفات أثناء الحمل يكون أعلى من السيدات ذوات الضغط الطبيعي.
تسمم الحمل من أهم المضاعفات، لذا يجب مراجعة الطبيب بصفة دورية، وإجراء كشوفات خاصة الكشف على الهرمون لتحديد المستوى الوظيفي للمشيمة، وأيضاً إجراء كشف الموجات فوق الصوتية لتحديد نمو الجنين وحصوله على ما يحتاجه من تغذية.
يجب أن تتم الولادة في وقت قصير، وربما يحتاج المريض إلى مساعدة في الولادة بالجفت أو الشفط، أو عملية قيصرية مثلها مثل مريضة القلب.