بروح بطولية عالية قامت "تاتيانا كاساتكينا" مضيفة إحدى الطائرات الروسية بإنقاذ حياة العشرات من الركاب في حادث "سوخوي"، بعد تعرض الطائرة إلى حادث مروع، إثر نشوب حريق مهول في طائرة "سوخوي سوبرجيت 100" التابعة لشركة "أيرفلوت" الروسية، إذ تحررت هذه المضيفة الحسناء من براثن الخوف، وواجهت الظرف المفاجئ والصعب بصمود وروح إنسانية، وأثنت عليها وسائل الإعلام والركاب الذين نجوا من الموت المؤكد بفضل ما قدمته من مساعدة.
الأمل بالنجاة
من المعروف أن المواقف الصعبة تكشف معادن الأشخاص، وذلك ينطبق مع مضيفة الطيران الروسية تاتينا، التي تحولت في هذا الظرف الطارئ إلى حبل نجاة للركاب، بما قدمته لمساعدتهم للفرار من الطائرة الملتهبة بألسنة النيران بالتعاون مع أفراد الطاقم، وأبانت عن رباطة جأش وثبات بعد الحريق الكبير الذي شب في مؤخرة الطائرة، إذ وقفت وسط الظلام والدخان لتدفع الركاب نحو الخارج.
وقيل عن هذه المضيفة: "يا لها من بطلة.. إنها شجاعة كما أنها جميلة جداً"، وكذلك "هذه المضيفة هي البطلة"، وقال آخر: "لقد كانت تقف داخل الطائرة المليئة بالدخان وسط الظلام.. وأخرجت الناس وساعدتهم على النزول من الطائرة". . وتسابق بعض الإعلاميين لإجراء مقابلات معها، وهناك من دعا إلى منحها مكافأة كعرفان لها وتقدير لجهودها الاستثنائية، فقد كانت تسحب البعض من ملابسهم بعد أن فقدوا الوعي وأصابتهم الصدمة. وتمكنت من مساعدة العديد من الركاب في الجزء الأمامي للطائرة بمساعدة زملائها بعد أن منحتهم أملا بالنجاة بفضل شجاعتها ونباهتها.
هبوط صعب بعد تحطم العجلات
سردت المضيفة البطلة تفاصيل الحادث المفاجئ على لسانها قائلة: ".. بدأ الجميع بالقفز من مقاعدهم عندما كانت سرعة الطائرة عالية، حدث هذا بشكل سريع، لم تكن هناك نيران بل كان هناك دخان أسود.... وبمجرد أن أصبحت انخفضت سرعة الطائرة على مدرج الهبوط.. توجهت نحو الباب الخاص بالطوارئ وقمت بركله وفتحه على الفور، وشرعت قبل أي أحد بإخراج الركاب.. لقد كنت أجذبهم من ملابسهم لكي لا يتأخروا في الخروج في محاولة للحصول على متعلقاتهم..".
والجدير بالذكر أن المضيفة صمدت لإجلاء أكبر عدد من الركاب، وعندما زادت كثافة الدخان بشكل جعل بقائها داخل الطائرة مستحيلاً، قفزت بدورها نحو الخارج.
ويذكر أن الطائرة تعرضت إلى ضربة برق بسبب سوء الأحوال الجوية، ما جعلها تضطر إلى الهبوط بشكلٍ صعب، حيث تحطمت عجلات الطائرة الأمامية واشتعلت النيران في مؤخرتها، الأمر الذي أسفر عن مقتل 41 راكباً من أصل 78 كانوا على متنها، وتحولت الطائرة إلى كتلة من النيران تهبط من السماء، وعندما استقرت على الأرض بعد فترة زمنية فقدت الكثير من أجزائها.