وسط السويقة الحي الشعبي المعروف بالرباط في قلب المدينة القديمة، يستقبلك طابور من الناس ينتظرون دورهم أمام دكان صغير قرب بائع النعناع، وهو مشهد مألوف يتكرر مع اقتراب كل رمضان، حيث يتجمهر أمام الدكان البسيط عدد كبير من الناس باحثين عن ضالتهم وهي الشباكية التي تقلى أمام أعينهم، ليلفها البائع في ورق أبيض ويرش عليها حبات السمسم ويقدمها للزبائن.
الحلوى الشباكية أو المخرقة هي حلوى رمضان الأولى في المغرب، ترفق مع الحريرة المغربية. ويعد عبد العاطي الشاوي أقدم صانع لها توارثها أباً عن جدٍّ، تمتاز بمذاقها الحلو وتعد من عجينة الدقيق وماء الزهر والسمسم وقليل من اللوز، تورق أمام المتبضعين وتطوى على شكل وردة لتقلى في الزيت ساخن وتنقع في العسل.
لا حياد عنها ويكثر عليها الإقبال حتى في بعض مواسم الصيام في شوال أو الأشهر الحرم. وبالرغم من تطور محلات مع هذه الحلوى، يبقى حانوت السويقة بالمدينة القديمة هو ملاذ المئات من سكان الرباط وزوارها، لجودتها وطراوتها ولأثمنتها المناسبة التي لا تتعدي 28 درهماً للكيلوغرام.
يعود الحانوت لعائلة مكاوي منذ أزيد من 20 عاماً، حيث كانت تصنع هذه الحلوى على يد رجال لتباع للصائمين في رمضان أو غير رمضان. ويقول الشاوي: نصنع "المخرقة" وهناك من يطلق عليها اسم الشباكية، لكن الشباكية تختلف في عجينها وشكلها فهي تعد بخليط أخف وتكون على شكل دائري كبير.
ثم هناك البريوات، وهي كلها حلويات رمضانية بامتياز يقال إن أصلها من الشام وتسمى "القطائف"، وترتبط بكل المعجنات التي تقلى في الزيت وتغمس في العسل، دخلت إلى المغرب عن طريق نزوح الأندلس في القرن 15 إلى الرباط وسلا وعدد من المدن المغربية الأخرى. اختصاصنا هو الشباكية والبريوات وهي من حلويات المغاربة منذ مئات السنين ونحرص أن نكون في الموعد كل رمضان، وكل يوم لكن في رمضان يكون الطلب أكثر حتى بالنسبة للمغاربة المهاجرين الذين يأخذونها معهم قبيل الشهر الكريم إلى ديار المهجر.