يعشق الكثيرون الأطعمة الممتلئة بالسكريات، ولا يجدون مانعًا من تناولها بصورة متكررة متغافلين عن أضرارها الجسيمة؛ ومؤخرًا توصلت دراسات حديثة إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الأطعمة فائقة التصنيع والمعالجة مثل "الآيس كريم"، وحبوب الإفطار، وحلوى "المافن"، والوجبات الجاهزة معرضون بشكل أكبر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهي من المشكلات التي قد تؤدي إلى الوفاة المبكرة.
كما أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أنّ نتائج دراسات أجراها باحثون من فرنسا وإسبانيا اكتشفوا مجموعة متزايدة من الأدلة على أنّ الأطعمة الفائقة التصنيع والمعالجة التي تحتوي على مكونات صناعية ومواد كيماوية وسكر ودهون مشبعة ومواد حافظة قد يكون لها دور في عدد من الاضطرابات الصحية، مثل: السرطان، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم.
فيما جمع الباحثون في جامعة باريس معلومات عن الظروف الصحية والنظام الغذائي لنحو 105 آلاف شخص. وخلال خمس سنوات من المتابعة كان أولئك الذين يستهلكون الأطعمة الفائقة المعالجة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والنوبات القلبية وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية.
يذكر أنّ الدراسات أشارت إلى أنه عندما ترتفع كمية الأطعمة فائقة المعالجة في النظام الغذائي بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المئة فإنّ خطر الإصابة بالأمراض يرتفع 12 في المئة.
بدورهم نصح القائمون على الدراسات بتجنب الأطعمة الفائقة المعالجة قدر استطاعتهم. هذه الأطعمة تحل محل الأطعمة الصحية والمغذية، كما أنّ المواد المضافة والملوثات الناتجة عن المعالجة والتغليف تلعب دورًا كبيرًا في نشر الأمراض.
ووجدت الدراسات أنّ أكبر مستهلكي الأطعمة الفائقة المعالجة الذين تناولوا أكثر من أربع وجبات مصنعة يوميًّا أكثر عرضة بنسبة 62 في المئة للوفاة، مقارنة بالذين تناولوا وجبتين فقط.
تجدر الإشارة إلى أنّ إطلاق اسم الأطعمة الفائقة التصنيع مستمد من إحدى طرق تصنيف الأطعمة عبر مستوى عملية المعالجة الصناعية التي تمرّ بها.
والفئة الأدنى في هذا الصدد هي "الأطعمة غير المصنعة أو ذات الحد الأدنى من المعالجة"، وتتضمن: الفواكه، والخضراوات، واللبن، واللحوم، والبقوليات: كالعدس، والبذور، والحبوب: كالأرز، والبيض.
و"الأطعمة المصنعة" هي تلك التي أضيفت إليها مواد لإطالة مدة صلاحيتها أو لتحسين طعمها باستخدام الملح، أو الزيت، أو السكر، أو عبر التخمير. وتضم تلك الفئة: الجبن ومعلبات الفواكه والخضراوات، والسمك المدخن، والبيرة.
ثم تأتي "الأطعمة الفائقة التصنيع" التي تمر بعملية معالجة صناعية كبيرة وعادة ما تضمّ قوائم مكونات طويلة على أغلفتها، وتحتوي على مواد حافظة مضافة، ومواد تحلية للطعم أو مكسبات لون.