تعتبر الأعياد في دول الخليج العربية، ومنها عيد الفطر السعيد، فرصة للم الشمل والاحتفاء بفرحة العيد، واستقبال الأهل والأصدقاء بما لذّ وطاب من أطباق السفرة الخليجية، والتي تضم العديد من أطباق الحلويات، التي تبرع البحرينيات في إعدادها، بالإضافة إلى الحلويات التراثية والتقليدية، ومنها طبق «الحلوى البحرينية» الشهير، والذائع الصيت في دول الخليج، والذي يتصدر أطباق مائدة العيد بالبحرين، ويحرص زوار البحرين على شرائه عند سفرهم لها، بينما يتبادله البحرينيون كهدايا عند زياراتهم لبعضهم بعضًا في أيام العيد، وضمن وجبة خليجية معروفة يطلق عليها بالبحرين «القدوع»، تقدم كوجبة خفيفة لطعام الإفطار عند استقبال الضيوف من الأهل والأصدقاء والجيران صباحًا، وفي تقليد تراثي متوارث من الآباء والأجداد.
ويعد «القدوع» طعامًا كاملًا لوجبة الفطور الصباحي، وهو يضم أحد أهم عناصر المائدة الخليجية وهو التمر، والذي يقدم قبل تناول القهوة، وهي عادة مرتبطة بكل أهل الخليج؛ لأنهم يعدونها أحد واجبات إكرام الضيوف.
ولكن الآن ومع تطور العادات والتقاليد وتطور الأطباق في المطبخ الخليجي، تطور مفهوم «القدوع» إلى أن بات الوجبة الخفيفة، التي تقدم للضيوف، والتي يتفنن في تقديمها أهل البيت لاستقبال ضيوفهم، وخصوصًا في الأعياد، فقد كانت في الماضي وجبة «القدوع» وجبة تقليدية وبسيطة تضم صنفًا أو صنفين من الحلويات التقليدية؛ كالحلوى البحرينية والرهش، وتضاف إلى طاولة السفرة المكسرات والمتاي والفاكهة للاحتفاء بالضيوف والعيد، ولكنها الآن تحولت إلى «بوفيه» وطاولة عامرة، وقد تمتد لعدة طاولات، بالإضافة إلى الطاولة الرئيسية، تعرض فيها أحدث أنواع السكاكر والشوكولاتة السويسرية المعلبة والمغلفة، والعديد من الأصناف الحلو والمالحة.
ولكنّ هناك تقليدًا ثابتًا لدى جميع الأسر البحرينية في الأعياد، خصوصًا في عيد الفطر المجيد، وهو محافظته على وجود الحلوى البحرينية، والرهش والمتاي كأطباق ثابتة على طاولة العيد، يقبل البحرينيون والضيوف عليها، وهذا لا يمنع أصحاب الحمية و«الدايت» من الإقبال عليها في العيد فقط، بل إن بعض الشركات قامت بإنتاج بعض هذه الأصناف ببدائل السكر لمن يعانون من السمنة، أو لمن يتبعون حمية غذائية.
ولا يزال تقديم الحلويات الشعبية، في العيد، طقسًا من طقوس العيد الجميلة، وخصوصًا مع بعض اللمسات الخاصة عليها، وذلك يتمثل في طريقة تقديمها، وبإضافات بعض النكهات والألوان الجميلة عليها.
وتبقى الحلويات، ومنها «الحلوى البحرينية» الأكثر استهلاكًا لدى الأسر البحرينية هذه الأيام، ومن خلال استعداد الناس لعيد الفطر السعيد، وتكون أكثر من عيد الأضحى المبارك؛ وذلك بسبب سفر الناس للحج في عيد الأضحى.
والحلوى البحرينية الشعبية المشهورة في الخليج العربي تتكون من النشا والسكر والزيت أساسًا، ويُضاف إليها المكسرات والزعفران وماء الورد والهيل. وقد اشتهرت بصناعتها عائلتا «شويطر» و«الحلواجي» البحرينيتان، حيث يعتبران من أشهر صانعي الحلوى في تاريخ البحرين ومنطقة الخليج.
أما «المتاي» فهو عبارة عن نوع من أنواع المقبلات، التي تصنع أساسًا من الحمص، وهي ذات أصل هندي وشائعة في دول الخليج العربي، ومملكة البحرين تحديدًا، وتؤكل عادة بين الوجبات، أو تقدم للضيوف مع أغذية أخرى، ويعود وجود «المتاي» في مملكة البحرين إلى أكثر من مائة عام.
أما «الرهش» وهو مشهور في البحرين، وكل دول الخليج، فيتم صنعه من الطحينة، والسمسم المهروس «الهردة»، والسكر، والمطيبات.