سعاد العلوي نقاشة مغربية مشهورة بفن نقش الحناء، تحيي أفراحاً و مناسبات سعيدة بمدينة سلا حيث تقطن وأيضاً في الرباط المجاورة وعدد من المدن المغربية، وتقول سعاد لسيدتي نت: الحناء موروث ثقافي يعبر عن الفرح والترحاب بالضيف، ويرسخ تقاليد عريقة تجعل من الحناء رمزاً من رموز الحياة في المغرب.
بدأت سعاد بممارسة هذه الهواية التي أصبحت مهنتها منذ ما يزيد عن 20 عاماً، إذ بدأت موهبتها وهي تلميذة عندما رأت معلمتها بعض النقوش على يديها وطلبت منها أن تنقش يدها هي الأخرى، بعد أن أخبرتها بأنها هي نفسها من رسم تلك النقوش، و من هنا اشتهرت بالتلميذة النقاشة إلى أن صارت هذه الهواية مهنة تعيش منها، حيث كثرت عليها الطلبات ووجدت نفسها في مجال تحبه.
طقوس الحناء في الأعراس المغربية
تسعى سعاد إلى إرضاء جميع الأذواق، كما تساهم من خلاله في إدخال السرور على الآخرين، فالحناء طقس تقليدي جميل له دلالاته الكثيرة، فهي كما تقول تحاول أن تجعل الحناء تتماشى مع كل الألوان، كما أنها استطاعت أن تحول النقش البلدي إلى نقش عصري، بتخفيف نقوشه واختزاله لتقبل عليها الفتيات، وبالإضافة إلى ذلك تحاول سعاد أيضاً أن تساير ما هو مطلوب على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الحناء الخليجية والحناء البيضاء وحتى الحناء الهندية، وتقول سعاد لازالت المغربيات يحافظن عل طقوس الحناء في الأعراس بصفة خاصة، وتخصص العائلات ليلة خاصة بـ العروس المغربية، إذ تنقش فيها يدي العروس ورجليها وسط قريباتها وصديقاتها، وتكون مرفوقة بصينية مرتبة بالورد والحناء والبيض وماء الزهر والسكر، تيمناً بحياة حلوة وسعيدة وخصبة.
ويخصص للعروس في ليلة الحناء لباس أخضر تقليدي تيمناً بلون عشبة الحناء الأخضر، الذي يرمز في الثقافة المغربية والعربية عموماً إلى الصلاح والتقوى والخضرة.
ولا تقتصر طقوس الحناء على الأعراس، بل للمرأة الحامل نصيب من هذه الطقوس أيضاً، إذ يقام حفل مميز للحامل مع إتمام شهرها السابع، حيث ترش فيه بماء الزهر وببخور طيبة، خاصة مايسمى بسرغينة والعود لقماري والمسكة الحرة.
الحناء للترحيب بالضيوف
والحناء أيضاً أسلوب للترحيب بالضيف والاحتفاء به، حيث كانت الحناء ولازالت عند عائلات عريقة قي المغرب تعبيراً عن الترحاب بالضيوف وحسن استقبالهم.
فالحناء رفيقة الفرح يحتفى بها في المغرب في كل المناسبات الدينية، وعاشوراء والأعياد وخاصة ليلة القدر، التي تنقش فيها أيادي الطفلات الصائمات لأول مرة.
وأحياناً يطلق المغاربة اسماً مصغراً عليها هو"حنينة"، وقد تأخذ رمزاً دينيا أحياناً، وفألاً وبشارة لحياة أفضل لجلب السعد.