يعاني الإنسان خلال حياته من كثير من الضغوط، التي يكون بعضها خطيراً، وتؤدي في حال عدم معالجة أسبابها إلى الإصابة بالاكتئاب.
وعادةً ما يرافق هذا المرض النفسي بعض الأمور التي تقلل من سعادتنا، وتجعل حياتنا كئيبة للغاية، منها فقدان الإحساس بالمتعة، ونقص النشاط، والإحساس بالخمول والتعب، واضطراب النوم والشهية، وزيادة أو نقصان الوزن، ولوم النفس كثيراً.
وفي بعض الأحيان، تكون بيئة العمل سبباً رئيسياً للإصابة بالاكتئاب، وهو ما أكدته لـ«سيدتي نت» ندى عثمان الحسون، المعالجة النفسية، التي شرحت بالتفصيل هذا النوع من الاكتئاب، وقدمت الحلول للتخلص منه.
حيث قالت: «يعطي العمل حياتنا اليومية معنى وقيمة، ويمنحنا الفرصة للتعرف على أصدقاء جدد، وهذا ما يجعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا، خاصةً حينما يُقدِّر الآخرون عملنا، ويكون هذا العمل في الوقت نفسه مستقراً ومجزياً، وفي هذه الحالة نصبح محصَّنين ضد الاكتئاب الذي يصيب عدداً كبيراً من الناس.
وأوضحت الحسون، أن الاكتئاب مرض شائع، ويصيب امرأة واحدة من بين كل خمس نساء، ورجلاً واحداً من بين كل عشرة رجال في فترة معينة من حياتهم.
وكشفت أن المشكلات الشائعة بين عامة الناس، تشمل أيضاً مكان العمل، فقد أوضحت تقارير أن ثلاثة من بين كل عشرة موظفين، يعانون من مشكلة ما في الصحة النفسية كل عام، ما يقلل من إنتاجهم في العمل، ويزيد من نسبة الإجازات المرضية، والتغيُّب عن الدوام.
وقالت الحسون: بيئة العمل تصيب الموظفين بأمراض معينة، وقد تدفعهم إلى الانتحار، وهذه المشكلة باتت تستدعي الاهتمام والحذر، وكذلك بعض الممارسات السلبية في العمل؛ تجعل الموظف غير سعيد، أو تصيبه بالاكتئاب.
وبيَّنت أن هناك كثيراً من الأمور التي تُفقد الموظف مهارته في العمل، منها:
- عدم معرفة حُسن أدائه في العمل.
- التغييرات المستقبلية في الوظيفة التي يعمل بها.
- الإساءة التي قد يتعرض لها من قِبل زملائه، أو مديره، والصراعات التي تتصل بمهام الوظيفة.
- عدم وجود علاقة قوية مع أفراد العمل أو الزملاء أو المدير.
- ظروف العمل السيئة، مثل المكاتب المزدحمة، والضوضاء، والأجواء الحارة وعديمة التهوية.
وقدمت الحسون عدداً من النصائح التي تدعم الصحة النفسية للموظفين، مبينةً أن على المسؤولين الالتفات إليها؛ حتى لا يصاب الموظفون بالاكتئاب خلال العمل، وهي:
1- التفاهم والمحبة في التعامل مع الموظفين.
2- على المدير التركيز على نقاط القوة، وتفادي الضعف، والتحفيز المستمر.
3- الوقاية من التنمُّر بين الموظفين.
4- رفع روح فريق العمل.
واختتمت الحسون بالقول: البيئة الصحية في العمل، هي التي تحقق الرضا الوظيفي لدى العاملين في المؤسسة، لذا لابد أن تكون مواضيع الصحة النفسية ضمن الأولويات في أماكن العمل والإدارات، ومن المهم أن تكون الإدارة العليا على دراية بأهمية الصحة النفسية في مكان العمل، وآثارها الإيجابية والسلبية على الموظف خاصةً، والعمل بشكل عام؛ حتى لا يصاب الموظف بالاكتئاب، ويؤثر ذلك على إنتاجه.