الانزلاق الغضروفي أو "الديسك"، هو فتق في غشاء الغضروف، حيث ينتج عنه نتوء المادة الجيلاتينية إلى الخارج.
لمعرفة أحدث ما توصل إليه العلم في جراحة الديسك، يلتقي "سيدتي. نت" رئيس قسم جراحة العمود الفقري في جامعة بوسطن الأميركية، البروفسور طوني تنوري، الذي يملك أكثر من عشرة اختراعات طبية، مسجلة في أميركا منذ عام 2002 ومعتمدة في كبرى مستشفياتها ومستشفيات عدد من الدول الأوروبية، أسهمت في تطوير عمليات جراحة الظهر والعمود الفقري، في حوار هنا نصه:
*اختُتمت مؤخرًا أعمال المؤتمر الثاني عشر للجمعية العالمية للجهاز الحركي IMS الذي ترأسه كل عام. ما أبرز ما جاء فيه؟
-موضوع المؤتمر لهذا العام، كان "المضاعفات التي يمكن أن تنشأ عن التدخل الجراحي"، فبرزت فاعلية "الجراحة الذكية" Minimally invasive التي يتم في خلالها إحداث شق صغير جدًّا، عوضًا عن تمزيق العضل و/أو مفاصل الظهر، لإجراء الجراحة ومن دون المساس بالأعصاب. كذلك لناحية الأعراض الجانبية الأقل على المريض.
*ما هي أسباب الانزلاق الغضروفي (الديسك)؟
-توجد أسباب عدة لـ"الديسك"، أبرزها:
• السبب الجيني، أي الاستعداد الوراثي لدى بعض العائلات.
• أسلوب الحياة المتبع، حيث تتطلب طبيعة العمل، لدى البعض، حمل أثقال أو شدّ، كذلك ممارسة بعض أنواع الرياضات التي تضع حملًا إضافيًّا على العمود الفقري.
*هل توجد أنواع من الانزلاق الغضروفي(الديسك)؟
-يوجد نوعان من الانزلاق الغضروفي:
1- حين يكون الديسك الأساسي لا يزال متماسكًا وجيدًا. في هذه الحالة يتم التدخل الجراحي لإزالة الجزء الناتىء فقط، الذي يضغط على العصب. والجراحة الذكية أعطت نتائج جيدة في هذه الحالة، مع عوارض جانبية أقل بكثير من تلك الكلاسيكية.
2- حين يكون الديسك متفتّتًا وغير قادر على القيام بمهامه (التخفيف من الصدمات على الفقرات والأعصاب). في هذه الحالة تتم إزالة الغضروف الناتىء، بالإضافة إلى كامل الغضروف الأساسي، ويصار إلى رفع الفقرات من خلال استعمال دعامات اصطناعية تحل محل الغضروف، إضافة إلى تثبيت الفقرات ببراغٍ طبية. وفي هذه الحالة قدمت "الجراحة الذكية" نتائج أفضل من الجراحة الكلاسيكية.
*هل يمكن إجراء مقارنة بسيطة بين ما حققته "الجراحة الذكية" وبين ما حققته تلك الكلاسيكية؟
-"الجراحة الذكية" لم تثبت فقط فاعليتها التي توازي الجراحة الكلاسيكية، إنما يبدو أنها تفوقت على هذه الأخيرة لناحية التقليل من المضاعفات بشكل ملحوظ، مثل: الالتهاب الحادّ وفترة النقاهة التي يحتاجها المريض قبل مزاولة حياته الطبيعية.
كما وأنه لناحية المظهر، فإنَّ الشق صغير جدًّا يكاد لا يترك ندوبًا تُرى في "الجراحة الذكية".
وقد يظهر الفارق جليًّا بين "الجراحة الذكية" والجراحة الكلاسيكية، كلما زاد عدد الفقرات التالفة لدى المريض (حيث نجد لدى بعض المرضى نحو5-6 فقرات تالفة).
كما يظهر الفارق لدى المرضى المسنين، أو أولئك الذين يعانون حالات صحية حرجة، مثل أمراض القلب، والسكري أو الكلى أو غيرها، حيث إنّ بعض هؤلاء المرضى ليس بمقدورهم الخضوع لجراحة كلاسيكية تضع ضغطًا إضافيًّا على الكلى أو القلب، وترفع من ضغط الدم لديهم.
*هل باتت "الجراحة الذكية" منتشرة في الدول العربية؟
-"الجراحة الذكية" في تزايد مستمر في العالم والدول العربية. وعلى المريض أن يكون مثقفًا طبيًّا ليدرك اختيار الجراحة التي تتلاءم مع وضعه الصحي، والتفريق بينها وبين ما يتم الترويج له في بعض المواقع، وتسويقه على أنه خيار شافٍ، فيما هو ليس إلا خدعة تسويقية من قبل بعض الشركات!
شاهدوا أيضاً:سيدتي ضد الاكتئاب أنا مكتئب ادعمني