ميغان ماركل، بعد عام حافل بالعمل والإنجازات والمناسبات الوطنية والرسمية والخاصة، وأهمها تحولها من امرأة إلى أم لأول مرة، وإنجابها طفلها الملكي الأول «آرتشي» من زوجها الأمير هاري، السادس بولاية العرش البريطاني بعد والده الأمير تشارلز وشقيقه الأكبر الأمير ويليام وأبناء شقيقه الثلاث حسب البروتوكول الملكي البريطاني، احتفلت يوم الأحد، 4 أغسطس الجاري بعيد ميلادها الـ38 في قصر بالمورال الملكي، وأول المحتفلات بعيد ميلادها ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، جدة زوجها الأمير هاري؛ حيث تمضي عطلتها الصيفية فيه مع زوجها دوق أدنبرة الأمير فيليب بهدوء.وسرب مصدر ملكي بأن الملكة إليزابيث أمرت بإعداد كعكة عيد الميلاد الملكية الأولى لـ ميغان ماركل في قصر بالمورال خاصة بمواصفات مميزة، ولا بد أن تكون لذيذة المذاق، خاصة وأنه العيد الثاني لعيد ميلادها في العائلة الملكية.
ودعوة الملكة لميغان إلى قصرها بالمورال، للاحتفال معها بعيد ميلادها الثاني، هو دليل على حب الملكة لميغان، ومكافأة لها على أداء مهامها الرسمية كدوقة ساسيكس، وكزوجة للأمير هاري بشكل جيد ومميز.
ميغان ثاني قوة تغيير بعد الأميرة ديانا في العائلة الملكية البريطانية
وبـ14 شهراً، أحدثت ميغان ماركل تغييراً جذرياً بالتقاليد والأعراف الملكية على غرار ما فعلت حماتها الأميرة ديانا سابقاً، وأصبحت حسب محللين وخبراء ملكيين، أول قوة تغيير مؤثرة في العائلة الملكية البريطانية، التي كانت محافظة على أسرارها وخصوصية كل أفراد الأسرة المالكة حتى تزوج الأمير تشارلز الأميرة ديانا، وتسببت ديانا بعفويتها ورقتها وصراحتها بكشف تدهور حياتها الزوجية، ومعاناتها من الوحدة العاطفية والاكتئاب بعد اكتشاف حب زوجها لكاميلا باركر، وتحولها لهوس غير طبيعي لوسائل الإعلام المحلية والعالمية حتى توجت أميرة القلوب عالمياً، تكريماً لمساهماتها الخيرية وتواضعها بين أبناء الشعب الإنجليزي.
وها هي دوقة ساسيكس الدوقة ميغان ماركل تكرر الأمر بأسلوب مختلف، وبشخصية مختلفة، فهي أكثر صلابة من الأميرة ديانا، وتختلف عنها بأنها تملك قلب زوجها بالكامل، ولا تشاركها فيه امرأة أخرى. لكنها تشبهها بتمردها على الأعراف الملكية، وبرغبتها بالعيش على طريقتها الخاصة وبالأسلوب الأمريكي أكثر من الأسلوب الإنجليزي التقليدي الأقل حيوية وتلقائية بحكم القيود الملكية.
وبينما لا تسمح التقاليد لأحد من غير أفراد العائلة بتقبيل الأمراء؛ إلا إن بادروا هم إلى ذلك، تقبل وتعانق ميغان من تريد بحرية، وبينما يمنع أفراد العائلة المالكة من توقيع الأوتوغرافات، والتقاط صور سيلفي مع المعجبين، تفعل ميغان ذلك حسب خبير ملكي.
وبينما يتم تغطية تعميد كل أطفال الأسرة المالكة حتى أبناء الأمير تشارلز والأمير ويليام، أغضبت ميغان وسائل الإعلام والشعب عندما أصرت على خصوصية تعميد طفلها بعيداً عن الأضواء، ومنعت وسائل الإعلام من حضور وتصوير التعميد، وأخفت أسماء العرابين «والديه الروحيين» عن الجميع.
واكتفت بنشر صور رسمية بعد التقاطها بأربع ساعات كاملة من وقت تعميد طفلها «آرتشي»، ولم يمانع الأمير هاري، وكان لها ما أرادت تماماً.
ورغم كل انتقادات الصحافة والخبراء الملكيين لميغان، أصبحت خلال فترة قصيرة أكثر أفراد العائلة المالكة أهمية لدى وسائل الإعلام بعد الملكة، وتفرد لها مساحات أكبر بالتغطيات الصحفية حتى من دوقة كامبريدج كيت ميدلتون مع أن ميدلتون، وزوجها هما الأقرب لتولي العرش البريطاني بعد الأمير تشارلز.
عام واحد في الأسرة الملكية حفرت خلاله بصمة عالمية
ربما مضى على وجودها عام واحد في الأسرة الملكية بعد زواجها من الأمير هاري في 19 مايو 2018 الماضي، لكنها بهذا العام حفرت بصمتها الخاصة في كل أنحاء العالم.
أول إنجاز خاص مستقل عن الأسرة الملكية لميغان كان بإعداد ورعاية وإطلاق كتاب طهي؛ لمساعدة ضحايا حريق «برج غرينفيل» في سبتمبر-أيلول 2018 الماضي.
كما شاركت النساء في الطهي بحفل إطلاق الكتاب، وحاولت تعلم كيفية طهي بعض الأكلات الشهيرة منهن.
واجهت ميغان ماركل معارضة سرية وعلنية شديدة جراء تمسكها بشخصيتها وأعرافها الأمريكية في القصر الملكي البريطاني، لكن هذه الانتقادات أظهرت تمتعها بشخصية قوية صلبة لا تهزها أي ريح انتقادية من هنا أو هناك، وتصر على تحقيق ما تريد، كيف لا؟ وزوجها الأمير هاري يدعمها بدون حدود، حتى أثيرت أقوال بأنها تسيطر عليه، وتؤثر بقراراته منذ زواجه بها.
بعد مفاوضات مطولة، وافقت ميغان على قبول منصب ومهام رئيسة تحرير شرفية لعدد سبتمبر الخاص من مجلة «فوغ» العالمية بنسختها البريطانية، على أن تمنح حرية العمل عليه بحرية دون أي قيود، رغم احتمال إغضابها معارضيها ومنتقديها في القصر الملكي، وربما الملكة نفسها.
وأثارت انتقادات وجدلاً واسعاً لاختيارها 15 شخصية نسائية ألهمنها على الصعيد الشخصي، مثيرة للجدل بسياساتها التي لا تتوافق كلها وموقف الحكومة البريطانية الرسمي خاصة، وأطلقت على هذه الشخصيات «قوى التغيير»، متمنية أن تلهم هذه الشخصيات قراء المجلة في بريطانيا وحول العالم، لإحداث تغيير في البيئة وحقوق الإنسان والصحة والثقافة والتسامح، من بينهن: النشطة الشابة في مجال تغير المناخ جريتا تونبرج، ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، والملاكمة رملا علي، والممثلة والمدافعة عن حقوق المرأة سلمى حايك.
ميغان تعلن عزمها إطلاق خط أزياء خيري
وبعد نجاحها كرئيسة تحرير شرفية للنسخة البريطانية من مجلة «فوغ» العالمية، وإشرافها مباشرة على عدد سبتمبر- أيلول القادم، أعلنت عن عزمها إطلاق خط أزياء نسائي جديد هي عرابته.
ويأتي قرارها بإطلاق خط أزياء نسائي لهدف نبيل ورائع، تريد منه مساعدة جمعية Smart Works، وهي جمعية خيرية تساعد النساء على العمل.
وفي كل مرة يتم شراء قطعة من أحد تجار التجزئة، سيتم التبرع بمثيلتها للجمعية الخيرية، وتهدف من خط الأزياء هذا مساعدة النساء الأقل حظاً مادياً
والجمعية هي واحدة من جمعيات ميغان الخيرية، وتهدف لمساعدة النساء، اللاتي يأتي معظمهن من خلفيات فقيرة، ويردن الاستعداد لإجراء مقابلات العمل.
ويتم ذلك من خلال تزويدهن بزي جديد، يكون ملكهن لاحقاً، وتوفير تدريب من فريق من الموجهين المتطوعين، مع توفير مقابلة عمل بعد ذلك تناسب تخصصهن.
وبمجرد نجاح السيدة في المقابلة، يتم الترحيب بها مرة أخرى في الجمعية، لمنحها خمس قطع إضافية من «الملابس»؛ حتى تتمكن من حضور أول أيام العمل بملابس لائقة.
وقد كان للملكة إليزابيث الثانية، جدة الأمير هاري، وحموها الأمير تشارلز، موقف إيجابي من ميغان، إذ وافقا على زواج الأمير هاري بها من دون إبداء أي تحفظ أو اعتراض بعد أن التقيا بها قبل الخطوبة والزواج الرسميين.
وعلى الرغم من كل الانتقادات القاسية التي وجهت إلى ميغان بسبب ارتفاع تكلفة تجديد منزلها والأمير هاري الملكي «فروغمور كوتيج» البالغ «2.3» مليون جنيه إسترليني المقتطعة من دافعي الضرائب البريطانيين، وتعميد ابنها الملكي الأول آرتشي بسرية، وإخفاء أسماء عرابيه؛ حفاظاً على خصوصيتها، فإن الملكة إليزابيث الثانية وحَمِيهَا الأمير تشارلز يدعمان كل مشاريع ميغان الخيرية والإعلامية، ووافقا على أن تكون رئيسة تحرير شرفية لمجلة «فوغ» البريطانية، ويدعمان كل قراراتها على طول الخط، ومازالت منذ دخلت الأسرة المالكة تحظى بدعمهما الكامل.
فبحسب الخبيرة والمؤلفة الملكية مارلين كوينيج، لو رفضت الملكة والأمير تشارلز مشاريع وقرارات ميغان، فإنها لن تتحداهما وتقوم بها رغماً عنهما.
وقالت الخبيرة الملكية كوينيج: إن خبرة وعمر ميغان يأتيان في صالحها وليس ضدها، وأن شخصيتها التي تتقبل الانتقادات، وتتحمل المسؤولية، وتمضي قدماً في طريقها، وتمتعها بروح مرحة خفيفة الظل، تعجب الملكة، وتجعلها ترغب بالجلوس معها أكثر من كيت ميدلتون.
وهي على عكس معظم زوجات الأمراء اللائي تزوجن أفراد العائلة المالكة بسن صغير، تزوجت بسن أكبر منهن، ولديها خبرة أكبر بالمجالات الإنسانية والتعليمية والمهنية.
لكنها بحاجة لمزيد من التقيد بالبروتوكولات الملكية، لهذا طلبت الملكة من صوفي ويسيكس، أن تكون مستشارة ميغان الموثوقة بالشؤون الملكية، لحمايتها من الأخطاء والانتقادات مستقبلاً، بعد إثارتها الرأي العام بقرارها الحفاظ على خصوصية الطفل الملكي آرتشي، واعتبرت سابقة من نوعها، لعدم فعل أحد من الأمراء ذلك، باعتبار أن أفراد الأسرة المالكة مرتبطون بالشعب البريطاني، ويحب الشعب البريطاني معرفة ومشاهدة تعميد الطفل الجديد القادم إليهم.
لم تغير أسلوب حياتها وتعشق الغذاء الصحي
شاء من شاء، وأبى من أبى، أصبحت الفتاة الأمريكية السمراء ميغان التي واجهت باعتراف زوجها الأمير هاري بلقائه في مجلة «فوغ» بعد سبتمبر الذي حررته زوجته إيحاءات عنصرية شديدة ومتطرفة بالتغطيات الإعلامية، ومن أشخاص مجهولين لم يتقبلوا بعد دخولها الأسرة المالكة وهي ابنة امرأة إفريقية تعمل مدربة يوغا، وأب أبيض، مطلقين منذ سنوات، وربتها والدتها بشكل مستقل حتى أصبحت على ما هي عليه الآن.
مازالت ميغان رغم نيلها لقب ملكي، وانضمامها للأسرة المالكة تختار ملابسها بحرية مثلما كانت تفعل في الماضي، ومحافظة على نظام غذائها الصحي الغني بالخضروات والفاكهة أكثر من اللحوم حتى في قصرها الملكي المستقل «فروغمور».
اليوم ميغان أصبحت أول قوة تغيير حقيقية في الأسرة المالكة البريطانية، لكونها أول امرأة سمراء البشرة، خليط بين أم إفريقية وأب أبيض، تنضم للأسرة المالكة بموافقة الملكة شخصياً، واعتبرت هذه الخطوة تطوراً وانفتاحاً فكرياً وعرقياً من قبل التاج البريطاني، وموافقة الملكة على اقتران حفيدها بها، بداية حقبة ملكية جديدة، مناهضة للتمييز والعنصرية، ومؤيدة للمساواة.