منصب عمدة باريس يعدّ من أهمّ المناصب في فرنسا، سبق لـ جاك شيراك أن تولاه لسنوات طويلة، ومنه مرّ إلى منصب رئيس الجمهورية. وفي انتخابات البلدية للعام المقبل، والتي ستجرى في شهر مارس (آذار) المقبل 2020 برز اسم رشيدة داتي التي رشّحها «الحزب الجمهوري»، كواحدة من أهمّ المرشّحات لمنصب عمدة باريس. فمن هي رشيدة داتي وما أبرز المحطات التي مرت بها للوصول إلى هذه الانتخابات؟
رشيدة داتي قاضية فرنسية من أصل عربي
رشيدة سيدة فرنسية من أصل عربي، تعد امرأة مثيرة للجدل سواء في حياتها المهنيّة أو حياتها الشخصية: أمها جزائرية، ووالدها مغربي، وكانت أول امرأة من أصل مغاربي يتم اختيارها لمنصب وزاري رفيع يطمح إليه أكبر السياسيين وأعرقهم. شغلت داتي في عهد الرّئيس نيكولا ساركوزي، منصب وزيرة العدل، وهي حاليّاً رئيسة بلدية الدائرة السابعة في باريس.
واصلت مسيرتها ليتم انتخابها نائبة في البرلمان الأوروبي، واليوم وبعد أن ظنّ البعض أن نجمها أفل، ظهرت من بين المرشحين لمنصب عمدة مدينة باريس .
صفحات من كتاب حياة رشيدة داتي
كشفت رشيدة داتي في كتاب من تأليفها عن صفحات من سيرتها الذاتية قالت فيه، إن والدها مبارك داتي كان يشتغل عاملاً بسيطاً في البناء، وأمّها ربة بيت سهرت على تربية 12 طفلاً، وبينت أن نجاحها هو نتيجة إصرارها، معترفة بأنها عرفت الفشل ومرت بكبوات، مضيفة: ولكنني كنت دائماً أقف من جديد وأتقدم إلى الأمام.
أظهرت رشيدة داتي والتي فعلاً أنها امرأة صلبة بل وحديدية أمام كل ما انهال عليها من نقد وانتقاد، طيلة مسيرتها السياسية وحتى ما يخص حياتها الشخصية.
وذكر صحافيون وسياسيون بأن دمعتها سهلة، ولكنّها ليست رقيقة أو عاطفيّة، وهذا يتناسب مع مهنتها الأصلية كقاضية، هدفها أن تكون وتبقى في المقدمة، وذهب بعضهم إلى حد القول بأنها لا تتأخر عن اتباع أي وسيلة للوصول إلى تحقيق أهدافها الشخصية والمهنية.