أعراض الاكتئاب الخفيف، يجب أن تؤخذ على محمل الجد للحؤول دون تطور الاكتئاب إلى مزمن.
خلال فترة حياته، يُصاب شخص واحد من بين كل 5 أشخاص من نوبة واحدة من الاكتئاب. ومع ذلك فإنَّ العديد من حالات الاكتئاب لا يتم اكتشافها ومعالجتها، الأمر "الذي يزيد من خطر الانتحار ويؤدي إلى تدهور الحياة الاجتماعية والشخصية للفرد". وفي المقابل هناك بعض حالات الاكتئاب العابر أو بعض الاضطرابات النفسية الخطيرة تؤخذ على أنها اكتئاب وتعالج بطريقة غير مناسبة. وحتى عندما يتم تشخيص الاكتئاب بشكل صحيح، فإنَّ السيطرة على المرض تكون غير مكتملة لأنها تعتمد في أغلب الأحيان على وصف مضادات الاكتئاب، والتي يتم وصفها بشكل عام، من دون مراقبة ومتابعة، ومن دون علاج نفسي كذلك.
في أغلب الأحيان، توصف أدوية لعلاج الاكتئاب الخفيف، وغير كافية لعلاج الاكتئاب الشديد، أو تعطى دون علاج نفسي أو متابعة ومراقبة. لذا، من المهم دائماً المواكبة الطبية.
تحديد الاكتئاب
الاكتئاب لا يظهر فقط عن طريق الحزن أو الشعور بالكآبة. في الواقع فإنَّ هناك مجموعة من الأعراض خلال فترة طويلة من الزمن قد تشير إلى الاكتئاب. وهذه الأعراض هي كالتالي: المزاج المكتئب، فقدان الاهتمام أو الطاقة، انخفاض التركيز، انخفاض احترام الذات، مشاعر الذنب، الأفكار والسلوكيات الانتحارية أو اضطرابات النوم والشهية. وهذه الأعراض تؤثر على الحياة المهنية والاجتماعية والعائلية للفرد، وتولّد ضائقة حقيقية.
"سوف يحاول الطبيب أن يزيل الفرضيات الأخرى التي تشترك معها أعراض الاكتئاب: مثل اضطرابات القلق، الاضطرابات النفسية، الأمراض الجسدية (مثل قصور الغدة الدرقية والأمراض العصبية- الانتكاسية وغيرها)، وتعاطي المخدرات أو الأدوية المنشطة نفسياً"، وفق الخبراء. "وقد يتوجب على الطبيب كذلك أن يتصور بشكل منهجي احتمال وجود اضطراب ثنائي القطب والذي له صلة بنوبات الاكتئاب ونوبات الهوس التي قد تمرمن دون ملاحظة. وفي حال وجود شكوك وللتأكد من التشخيص، فقد يطلب الطبيب العام مساعدة الطبيب المختص".
3 مستويات متميزة من الشدة
قد يكون الاكتئاب خفيفاً أو معتدلاً أو شديداً. وفي حالة الاكتئاب الخفيف يواجه الشخص صعوبات في القيام بأنشطته اليومية المعتادة (في العمل وعلى صعيد الحياة العائلية والاجتماعية) ولكنه يقوم بها على أية حال بجهد إضافي. في حالة الاكتئاب المعتدل، سيكون من الصعب للغاية تحقيق هذه الأنشطة اليومية، بينما في حالة الاكتئاب الشديد سيكون شبه مستحيل أو مستحيل تماماً القيام بها.
مضادات الاكتئاب: لمن؟
سواء كان الاكتئاب خفيفاً أو شديداً، يعتمد العلاج بالدرجة الأولى على الدعم النفسي (العلاج النفسي). ويجب أن ترتبط مضادات الاكتئاب على أساس كل حالة على حدة. ويؤكد الأطباء "لا يتم وصف مضادات الاكتئاب في حالة الاكتئاب الخفيف، ولكن يمكن التفكير بها لعلاج حالات الاكتئاب المعتدل ويجب في المقابل وصفها منذ البداية لعلاج الاكتئاب الشديد. وفي حالة وصفها للمريض، فإنَّ المراقبة والمتابعة المنتظمة ضرورية (خلال الأسابيع الأربعة إلى الثمانية) من أجل تقييم مدى تحمل المريض للدواء وفعاليته في العلاج. وحالما تختفي الأعراض يجب أن يتبع العلاج الدوائي متابعة فترتها تدوم من 6 إلى 12 شهراً لمنع خطر الانتكاسة وعودة المرض. ويجب أن يكون التوقف عن العلاج تدريجيا، وتحت إشراف الطبيب".
ثلاث فئات من السكان يجب الانتباه إليها
أولاً، الأشخاص المسنون الذين يعانون من أي نوع من الاكتئاب سواء الشديد أو الخفيف، حيث يكون لديهم خطر الانتحار عالياً، ولكن أيضاً الأشخاص الذين يمرون بفترة حداد حيث سيكونون عرضة كذلك إلى خطر الانتحار. وثانياً المرأة التي وضعت للتو مولودها، إذ يجب التفريق بين "كآبة الطفل" وهي ردة الفعل العاطفية والانفعالية للولادة والتي لا تدوم، وبين "اكتئاب ما بعد الولادة". وثالثاً وأخيراً الاكتئاب الذي لا تتم ملاحظته الذي يصيب المراهقين الذين يصارعون لإظهار مشاعرهم وانفعالاتهم، وفي بعض الأحيان يُساء فهمهم من قبل الأشخاص المحيطين بهم والذين يربطون هذه التغيرات في المزاج بأزمة المراهقة.