يحب الأطفال حكاية قبل النوم فهي تعني لهم السكينة والطمأنينة عدا عن المعرفة التي يكتسبونها من الحكاية، تعلمي معنا لتروي له قصة من التراث العالمي..
اصطاد طفل سمكة من البحر، ووضعها في إناء صغير جداً لا يكاد يستوعب حركتها، ثم ذهب مع أهله ونسيها على الشاطئ...تفاجأت السمكة بكونها مقيدة بعد أن كانت من قبل تسبح بحرية في البحر الواسع.
بقيت السمكة وحيدة حزينة تحاول إيجاد وسيلة للعودة إلى البحر الذي لا يفصلها عنه سوى الإناء الزجاجي، حاولت القفز مرات ولم تتمكن، فلا تكاد تصل إلى فوهة الإناء حتى ترتطم بحرف الإناء الزجاجي؛ لتعود إلى مكانها.
وفي أثناء ذلك كان طائر البلبل يراقبها من بعيد، ولا يدرك سبب ما تفعله تلك السمكة الصغيرة، فاقترب وسألها: ألم تتعبي يا أيتها السمكة من القفز والدوران؟
فقالت السمكة:
كيف لي أن ألعب وأنا في هذه الحالة، ألعب وأنا محرومة من مياه البحر!! ألعب وقد تركني الصبي محبوسة داخل هذا الإناء دون أن ينتبه إلى أنه يعذبني!! كيف ألعب وأنا جائعة بدون طعام ولقد اقترب الموت مني!!
البلبل بحزن: أنا آسف، لقد رأيتك من فوق وأنتِ تتحركين وتقفزين على سبيل الفرحة والسعادة.
قالت السمكة: نعم كنت أرقص كالطير الذي يرقص من الألم عند ذبحه.
قال البلبل:
أخبريني كيف يمكنني مساعدتك وأنا سأفعل ما بوسعي للوصول إليك.
قالت السمكة: أنا لا أستطيع التفكير، ولا أعرف ماذا عليّ أن أفعل… فعشقي للحرية يجعلني أتمنى العودة إلى البحر لأسبح حيثما أشاء والتنقل من مكان إلى آخر دون أن أخاف من شيء.
قال البلبل:
انتظريني وسوف أعود ومعي الحل لإخراجك من هنا.
طار البلبل في السماء ووجد سرباً من أسراب الحمام فطلب منها المساعدة في إنقاذ السمكة الصغيرة المسكينة.
وافقت مجموعة الحمام وذهبت مع البلبل نحو الوعاء، وقاموا بحمل الوعاء بالكامل وطاروا به حتى منتصف البحر ثم أسقطوه ليقع في الماء وتستطيع السمكة الخروج.
خرجت السمكة من الإناء وهي سعيدة وتعوم في فرح، ثم قفزت على سطح المياه وصاحت بسرور:
أشكركم جميعاً.
ثم غطست في الماء وبدأت تغني بكلمات جميلة عن الحرية والوطن.