أن تخاف المرأة من آلام الولادة الطبيعية ومشقتها، أو لسبب خوضها تجربة الأمومة لأول مرة في سن كبيرة، أو نتيجة لأسباب طبية قاهرة، حدث شائع ومقبول! لكن أن يتحول الأمر وتُصبح الولادة القيصرية هي البديل والخيار الأول ومن دون أسباب طبية، ثم يُترجم هذا لأرقام مخيفة تصل إلى أن أكثر من 80% من الحوامل يفضلنها بمعدل واحدة ضمن خمس حوامل فالشأن جد خطير.
استشاري طب النساء والولادة الدكتور عبد الحميد السبيلي. يوضح الأسباب:
الولادة الآمنة
* لماذا تفضل المرأة الآن العملية القيصرية على الولادة الطبيعية؟
«الولادة الآمنة» شعار اتخذته منظمة الصحة العالمية عند الحديث عن الولادة، وهذا الشعار يعني: أمٌّ سليمةٌ تلد أطفالًا أصحاء بدون مضاعفات، فالأصل في الولادة هو «الولادة الطبيعية»؛ أي دخول الجنين برأسه إلى حوض الأم بسهولة، ثم اندفاعه تدريجيًا بواسطة عضلات الرحم والبطن؛ حتى يخرج عن طريق المهبل.
ولكن توجد بعض الحالات التي تقتضي التدخل الجراحي أي «العملية القيصرية»، وهي تعني إخراج الطفل عن طريق شق البطن ثم الرحم.
حسب الظروف
* هل هناك ظروف طارئة وأخرى عادية تُجرى فيها العملية القيصرية؟
1. طارئة مثل:
• إجهاد الجنين، أي خلل في نبضه بسبب نقص الأكسجين.
• نزيف قبل الولادة بسبب نزول المشيمة أو انفصالها.
• تعسر الولادة نتيجة عدم توافق حجم الجنين أو وضعة مع الحوض.
• أن يكون رأس الجنين للأعلى أو بالعرض، حيث يصعب ولادته طبيعيًا.
• وجود عملية قيصرية (أو أكثر سابقة) مع دخول الحامل في أعراض ولادة قد تؤدي إلى خطر انفجار الرحم.
2. ظروف عادية:
• وجود عملية قيصرية أو أكثر سابقة.
• ضيق بحوض الأم بالنسبة لحجم الجنين.
• وجود تسمم حمل: (ارتفاع بضغط الدم مع زلال بالبول).
• مرض الأم بالسكري واحتمال ولادة طفل حجمه أكثر من 4 كغم أو وفاته داخل الرحم.
• تأخر الحمل أكثر من 42 أسبوعًا.
• رغبة الأم في عدم خوض تجربة الولادة الطبيعية، وهذا حق لها يعترف به طبيًا.
ذكريات أليمة!
* لكن لماذا تفضّل بعض النساء العمليات القيصرية على الولادة الطبيعية؟
1. وجود تجربة ولادة طبيعية سابقة ذات ذكرى مؤلمة لها أو لإحدى قريباتها.
2. عدم الرغبة في تحمل الآلام والمعاناة أثناء الولادة الطبيعية.
3. حملها في سن أكثر من الـ35.
4. «الطفل العزيز» وهو الطفل الذي يجيء بعد فترة تأخر كبيرة في الحمل.
5. التقدم في التقنية والتعقيم وتوافر الخبرات في العمليات بين الأطباء أدى إلى انخفاض المضاعفات والوفيات في العمليات الجراحية.
7. الحالة الاقتصادية للأسرة التي تسمح بتكاليف العملية القيصرية التي تعتبر أقل عناء للمرأة من الولادة الطبيعية.
8. الاكتفاء بطفلين أو ثلاثة، وهذا لا يمثل مشكلة عند إجراء العمليات الجراحية المتعاقبة.