وكذلك هو الحال بالنسبة للأبوين، اللذين لا يستطيعان بدقة تحديد المستقبل المهني لأولادهما. طبعا الأبوان يريدان من الأبناء اختيار المهن الأكثر راحة والأدر ربحاً والأكثر شهرة؛ لكن ما يريده الأبوان ربما يتعارض مع ميول الأبناء ورغباتهم عن المستقبل الذين يريدونه.
هما مجرد مرشدين
أصدر باحثون في وزارة التربية والتعليم البرازيلية دراسة مقتضبة عن موضوع مشاركة الأبوين في اختيار مستقبل أولادهما قالوا فيها: " ليس للأبوين حق إجبار الأبناء على انتهاج طريق معين لتحديد مستقبلهم المهني، وبخاصة المراهقين الذين يعشقون السير ضد كل ما يفرض عليهم. ومن الأفضل أن يكون الأبوان عبارة عن مرشدين وموجهين يدلون أبناءهم على ما هو أفضل. وحدد الباحثون ثلاثة أسئلة يتوجب على الآباء طرحها على أبنائهم عندما يدخلون في أي نقاش حول مستقبلهم، فما هي هذه الأسئلة الثلاثة؟
1 – ما الذي تحب أن تقوم به أو تمارسه؟
عند طرح سؤال محدد كهذا سيجيب الابن أو الابنة بجملة من الأشياء، التي يحبان ممارستها عندما يكبران، وهنا يمكن أيضاً تفريع السؤال إلى جملة من الاستفسارات وعلى رأسها ما هو الشيء أو النشاط الذي يحبه الابن أو الابنة أكثر من سلسلة الأمور، التي أوردها في رده أو ردها على السؤال الرئيسي. من هنا يمكن أن يتعرف الأبوان أولاً على الأشياء والنشاطات التي يحبها الأبناء، ومن ثم معرفة الشيء الذي يحبونه أكثر من بقية النشاطات، هذه تعتبر الخطوة الأولى التي تعطي فكرة للأبوين لمساعدة الأبناء على اختيار مهنة المستقبل.
2 – ما الشيء الذي تتقنه أكثر من بقية الأشياء؟
هذا سؤال آخر غاية في الأهمية، ينبغي على الأبوين طرحه على الأبناء لمعرفة ليس فقط النشاطات التي يحبها الأولاد، بل أيضا الأشياء التي يتقنونها أكثر من غيرها. فربما يحب الابن أو الابنة أشياء كثيرة أو نشاطات كثيرة؛ ولكن ترى هل يتقنها جميعاً؟ بالطبع لا. في هذه الحالة من المهم جداً أن يعرف الأبوان ما يتقنه الأبناء ويمكن أن ينجحوا فيه.
3- ما هي الأشياء التي لا تحبها ولا تحب ممارستها؟
بهذا السؤال، حسب ما جاء في الدراسة، يستطيع الأبوان معرفة النشاطات أو المهن التي لا يحبها أولادهما، وبذلك يلغي من القائمة الطويلة جملة من الأمور التي لا يحب الأبناء القيام بها لا في الكبر ولا في الصغر. هذا السؤال يساعد الأبوين كذلك على استبعاد نشاط ما كانا يريدان طرحه على الأبناء لتحديد المستقبل المهني.