يخلط كثير من الشباب ما بين قبول الذات واحترام الذات، على أن احترام الذات يعتمد في المطلق على قيمتنا المتصورة وقيمتنا الذاتية. ولذلك، يرى نيف منهم أن ذلك يشجعنا على تجاهل أو تشويه جوانبنا السلبية، على أن التركيز المفرط على احترام الذات يمكن أن يؤدي إلى سلوك أناني أو سام أو نرجسي لجعل أنفسنا نشعر بالتحسن، بالسياق التالي سيدتي التقت د. أروى عبد الجواد استشاري تنمية بشرية وصحة نفسية لتخبرك عن الفرق بين احترام الذات وقبول الذات
• قبول الذات أكثر تعقيدًا وشمولية من احترام الذات
تقول د. أروى لسيدتي: احترام الذات غالبًا ما يكون مشروط بسلوكنا وإنجازاتنا، ويأتي احترام الذات من تقييم نقاط قوتنا مقارنة بالآخرين في جوانب مختلفة من حياتنا. وتشمل نقاط قوتنا:
- الصحة والرفاهية
- المال
- الجمال
- القوة
- النجاح بالعمل
- المهارات والقدرات
- الأخلاق والمعتقدات
وفي حين أن الاعتماد على احترام الذات وحده يمكن أن يجعل قبول الفشل أكثر صعوبة، فإن قبول الذات يكون أكثر تعقيدًا وشمولية من احترام الذات. فهو يشمل كل جانب من جوانب أنفسنا ويسمح لنا برؤية أنفسنا على حقيقتها، بما يتجاوز إنجازاتنا الخارجية، في حين أن تدني احترام الذات لو تحقق من الممكن أن يكون مشكلة، حيث تنمية قبول الذات يمكن أن تساعد الفرد على بناء احترام ذاتي أكثر دقة واستدامة، إلى مستويات صحية. فمعرفة وقبول شخصيتك بكل جوانبها يساعدك على التوقف عن الحكم على نفسك وانتقادها بشكل مفرط، وتدني احترام الذات له العديد من التأثيرات السلبية الخطيرة على حياتك ومستقبلك.
• احترام الذات عرضة للتغيير حسب الظروف
تقول د. أروى: احترام الذات عرضة للتغيير حسب الظروف الخارجية. لكن قبول الذات يدوم طويلاً لأنه لا يعتمد على ما يحدث في حياتك، حيث يمكن أن يساعدك قبول الذات على التعاطف مع الذات حتى عندما تسوء الأمور والذي يساعدك في الحفاظ على نظرة متوازنة وموضوعية لنفسك كشخص.
وتؤكد أن ميزة التعاطف مع الذات هي أنك لست بحاجة إلى أن تشعر بأنك أفضل من الآخرين حتى تشعر بالرضا عن نفسك. وهذا على النقيض من احترام الذات الذي يقوم على المقارنة، لذا فإن احترام الذات يمكن أن يمنحك دفعة مؤقتة عندما تسير الأمور على ما يرام. لكن قبول الذات والرحمة سيحررك من الحاجة لمقارنة نفسك بالآخرين. قبول الذات سيجلب لك السعادة والرضا بغض النظر عن العوامل الخارجية.
• كيف أعرف مستوى قبولي لذاتي؟
من المحتمل أنك تعرف بالفعل ما إذا كانت مستويات قبول الذات لديك مرتفعة أم منخفضة. ولكن للحصول على فكرة، فكر في طفولتك، هل كان والديك ومن يحيطونك من أصدقاء ومدرسين وأقارب سلبيين ومنتقدين؟ هل ركزوا انتقاداتهم عليك كشخص وليس على سلوكك؟
ف ما يلي قائمة بالعلامات التي قد تشير إلى افتقارك إلى قبول الذات:
- تجد صعوبة في الاعتراف بإخفاقاتك وضعفك ولا ترى إلا سماتك السلبية لتتحدث عنها.
- أنت تفتقر إلى حب الذات ولديك رغبة عميقة في أن تكون شخصًا آخر غير ما أنت عليه.
- نظرتك للحياة سلبية بدون سبب محدد.
- أنت تميل إلى الإفراط في انتقاد نفسك وعدم التأكد من هويتك.
تقول اختصاصية التنمية البشرية والصحة النفسية: إذا كنت تعاني بانتظام من واحدة أو أكثر من هذه العلامات، فمن المحتمل أن يكون قبولك لذاتك منخفضًا، على أنه يمكن أن يساعدك التأمل وممارسات الوعي الذهني على إعادة بناء قبولك لذاتك بمرور الوقت. وهذا بدوره سيؤدي إلى تحسين صحتك العقلية والعاطفية.
• احترام الذات الصحي و احترام الذات غير الصحي
مصطلح احترام الذات لا بد أن يكون صحيًا وهو يشير إلى الأشخاص الذين لديهم صورة ذاتية إيجابية إلى حد معقول، فإذا كان لديك "تقدير صحي لذاتك"، فأنت تعتقد أنه يمكنك "المنافسة" حيث تجد نفسك تعمل بجد أكثر من معظم زملائك أو ربما تكون صاحب إنجاز أفضل من أقرانك. أو ربما إبداعك هو ما يميزك عن الآخرين...
وعلى صعيد آخر إذا كان لديك احترام غير صحي لذاتك، فهذا يعني إما أنك تفكر كثيرًا في نفسك، أو أنك تقلل من قدراتك. وترتبط هاتان القطبتان بمستويات منخفضة من الذكاء العاطفي.
تؤكد د. أروى أن تقدير الذات ذو تأثير كبير على الطريقة التي نعيش بها في حياتنا. ففي نهاية المطاف، تقدير الذات هو العدسة التي نفسر من خلالها عالمنا الخارجي. كما أنه يملي الطريقة التي نتحدث بها مع أنفسنا. وهذا بدوره يحدد خيارات الحياة التي نتخذها والمخاطر التي نقرر اتخاذها، وبالنهاية فإن قدرًا صحيًا من احترام الذات يمكن أن يساعدك على النجاح في هذا العالم، وقبول الذات هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجلب لك السعادة والرضا الخالصين.
ونحو المزيد فهذه نصائح لتحقيق احترام الذات