يعد احترام الذات وتقديرها أحد أكثر المفاهيم النفسية تعقيداً، فوصف ماهية تقدير الذات بشكل مناسب يتطلب معالجة مسبقة لبعض الجوانب التي تؤثر في شخصية الإنسان وتعزز الشعور به، وعلى الرغم من كون احترام الذات عاملًا كان حاضرًا دائمًا في أي محاولة لتفسير السلوك البشري الطبيعي، إلا أنه لا يشمل الجوانب الإيجابية المتعلقة بالشخصية فقط، بل يشمل العديد من الجوانب الأخرى والتي تتعلق بالآخرين، كالتأكيد الذاتي لاحترام فردية الآخرين، بالسياق التالي سيدتي التقت استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية واختصاصي الدعم الذاتي د.سميرة توفيق لتحدثك عن سلوكيات تدمر احترامك لذاتك.
ما هو احترام الذات؟
بحسب الموقع الرسمي لجامعة سالامانكا (أحد أقدم ثلاث جامعات في أوروبا وتقع بقشتالة، أسبانيا) يتم تعريف احترام الذات على أنه: "التقييم الإيجابي أو السلبي الذي يجريه الفرد لمفهومه الذاتي، وهو تقييم يكون مصحوبًا بمشاعر القيمة الشخصية وقبول الذات". ومن ثمّ فاحترام الذات، إذا فُهم بهذه الطريقة فهو يُعبر عنه من خلال سلوك الفرد بجميع أبعاده ومظاهره، مثل قبول الذات، والتأقلم، وقبول الآخرين، والتفاعلات الاجتماعية، من بين أمور أخرى.
من ناحيتها توضح استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية واختصاصي الدعم الذاتي د. سميرة توفيق معنى احترام الذات لسيدتي فتقول: "إن احترام الذات هو الكلمة الأكثر استخدامًا للحديث عن ما نشعر به تجاه أنفسنا. لذلك، فإن أكثر ما نريده ونحاوله في هذا العالم هو أن يكون لدينا تقدير جيد وعظيم للذات، حيث أن الفكرة التي لدينا عن أنفسنا تؤثر بشدة على علاقاتنا مع الآخرين ومع العالم من حولنا".
تقول توفيق: "إذا كان كل ما تفكر به وتفعله يؤثر على ما تشعر به، فأنت تستطيع من خلال سلوكك وتفكيرك أن تغير ما تشعر به، ومن ثمّ تغير تقديرك لذاتك، وقد تنجح بعض الأفكار والنصائح في زيادة وتعزيز الثقة في قدراتك إذا التزمت بها، فهنالك أفكار تحثك على التوقف عن بعض التصرفات التي تقلل من احترامك لذاتك أو حتى قد تدمر هذا الاحترام من الأساس حيث يُعد تعلم كيفية تحديد الأشياء السلبية أو التصرفات الغير مجدية بالحياة فرصة هامة لتغيير ما تشعر به".
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين على: للشباب.. هذا هو الفرق بين احترام الذات وقبول الذات
سلوكيات تحد من احترامك لذاتك
تقول توفيق: "هناك عدد من السلوكيات والتي إن انتهجناها قد تقلل من احترامنا لذواتنا" ومنها:
الإصرار:
فعندما لا تنجح جهودك في أمر ما وأنت تعلم أن هذا الأمر بلا جدوى ولكنك تصر على ما تفعله وتظل تحاول القيام بالمزيد من الجهود في نفس الشيء، فهذا بلا شك سيقلل من احترامك لذاتك. ومثال لذلك هناك أزواج يبذل أحدهما قصارى جهده للفوز بالحب الغير متبادل مع شريكه. ويظل يكرر نفس الشيء مرارًا وتكرارًا حتى يفقد كرامته واحترامه لذاته. ومن المفارقة أن هذا السلوك اليائس والمفرط بالتحديد هو الذي يسبب الابتعاد عن شريك حياتك.
الاستسلام :
في الاتجاه المعاكس للإصرار هو الاستسلام بسبب عدم الثقة في القدرات الذاتية. فعندما يشعر رجل أعمال مثلًا بأنه غير قادر على إدارة شركته الخاصة وقيادة فريقه، وفي النهاية يختار الاستسلام. هذا الاستسلام يدفعه للشعور بالعجز ومن ثمّ التوقف عن إدارة فريقه وشركته، مما يفاقم شعوره بالاكتئاب وقلة احترام الذات.
هوس السيطرة:
يمكن أن يشعرك أكثر بعدم الأمان، فالتحكم قد يكون ضروريًا وعمليًا ولكن في النطاق الطبيعي، المشكلة هي السيطرة الزائدة والتي تجعلك تخرج عن الطور مع الآخرين فتجد نفسك فجأة مهووس بالسيطرة والتحكم، فتفقد زمام الأمور وتقابل بعدم الطاعة في ظل موجات من الرفض والذي يكرس لعدم الاحترام.
تجنب ما يخيفك
الخوف يحمينا وينقذ حياتنا، لكن عندما يكون خوفًا وهميًا ونتجنبه، فإن ما نفعله حقًا هو زيادته. هذه هي الطريقة التي يتم بها بناء أنواع الرهاب المختلفة، مثل التحدث أمام الجمهور، على سبيل المثال. الخوف من الخطأ أو الإحراج قد يقود الشخص إلى تجنب القيام بذلك، في تلك اللحظة يشعر بالتحسن، لكنه في الواقع يستعد لتجنب جديد، والذي مع مرور الوقت، سينتهي بتأكيد عدم قدرته والشعور بعدم الأمان والذي يصل لعدم احترام الذات والانتقاص من شأنها.
قد ترغبين في التعرف على: جلد الذات المستمر.. تحديات منذ الصغر، وطرق لتجاوز القيام بذلك
التسويف:
يحدث التسويف عندما تبحث بالخطأ عن أفضل وقت لبدء التغيير، وتظل كل الأوقات غير مناسبة، وتجد الحجج والأعذار والمبررات للتأجيل والتسويف، بالنهاية لا بد أن تعلم أن اليوم الذي لا تخطو فيه خطوة إلى الأمام هو يوم ضائع، وهذه الخطوة إذا لم تخطوها، فسوف تتراجع حتماً خطوة إلى الوراء.
المساعدة المؤلمة:
هي إحدى الطرق التي يمكن أن تضر بها الآخرين وتؤثر في احترامهم لذواتهم وهذا ما يحدث مع الآباء الذين يعتقدون أن مشكلة أطفالهم هي افتقارهم إلى الدعم والمساعدة رغبة منهم في حماية طفلهم بأفضل النوايا، وفي ظل الحماية الزائدة، فإنهم يفعلون كثير من الأشياء من أجله. ولا ينتبهون أنهم في بعض الاحيان ينتقصون من شأنه بدون قصد وبهذه الطريقة، فإنهم ينشؤون طفل ضعيف وغير قادر على تطوير استقلاليته فاقد لاحترامه لذاته وهو ما سينمو معه وهو شاب وبعد النضوج.
الدفاع عن نفسك بشكل وقائي يؤثر على علاقاتك بالآخرين:
الاندفاع أو المبالغة في الدفاع عن النفس بشكل وقائي ضد أي إشارة أو شعور بعدم الثقة قد ينقله لنا أي شخص له تأثير شديد السلبية، فينتج عن هذا الدفاع دوامة من علامات عدم الثقة التي من شأنها أن تجعل العلاقة صعبة ويمكن أن تؤدي إلى أسوأ النتائج.
إضفاء الطابع الاجتماعي على المشكلة:
فالاعتقاد السائد بأن الحديث عن المشكلة بشكل عام يساعد في حلها هو اعتقاد خاطئ، لأنه يعطيها حضوراً أكبر ومساحة أكبر. بالإضافة إلى زيادة تكثيف التوعية بالنواقص والإعاقات الظاهرة.
نصائح تعزز احترام الذات
- يمكن تحقيق احترام الذات عن طريق تجنب وضع السلوكيات السابقة موضع التنفيذ.
- تعلم استراتيجيات جديدة لاكتساب سلوكيات جديدة.
- التعرف على الأفكار التي تؤثر على تقييمك لنفسك لتعديلها.
- تحسين علاقتك مع الآخرين ومع العالم ومع نفسك.
ونحو المزيد من النصائح حول احترام الذات هذه 8 نصائح لزيادة احترامك لذاتك لتكون أكثر حباً لنفسك