كيفية إدارة الضغوط النفسية في مرحلة الشباب

 إدارة الضغوط النفسية في مرحلة الشباب
إدارة الضغوط النفسية في مرحلة الشباب

الضغوط النفسية هي الشعور غير المريح الذي ينتابك عندما تكون قلقاً أو خائفاً أو غاضباً أو محبطاً. إنه ناتج عن العواطف، ولكنه يؤثر أيضاً في مزاجك وجسمك. يعتقد الكثيرون أن الشباب لا يعانون من الإجهاد؛ لأنهم ليسوا مضطرين للعمل ودعم الأسرة، لكن هناك أسباباً عديدة تدفعهم إلى الشعور بالتوتر؛ لذلك تعرف إلى كيفية إدارة الضغوط النفسية في مرحلة الشباب.

ما الذي يسبب الضغوط النفسية؟

الشعور بالضغط للحصول على درجات جيدة

تعود أسباب الضغوط النفسية إلى عوامل كثيرة، نذكر منها حسب موقع Healthy Children:

  • ضغط الوالدين: من خلال تكرار الجمل التالية: "لا تخيب ظني، نظف، أسرع، أكمل هذا، قم بواجبك تدرب على الموسيقى، ابذل قصارى جهدك، ابقَ بعيداً عن المشكلات، كوّن المزيد من الأصدقاء".
  • ضغط الأصدقاء: "كيف كان أداؤك في الاختبار؟ جرب هذا، أثبت أنك لست خاسراً، لا تتسكع معهم، لا ترتدي ذلك".
  • الضغوط النفسية الذاتية: "أحتاج إلى إنقاص وزني وبناء عضلاتي، وارتداء الملابس المناسبة، والحصول على درجات أفضل، وتسجيل المزيد من الأهداف، إقناع والدي أنني لم أعد طفلاً بعد الآن".

ما رأيك بمتابعة: كيفية التعامل مع الضغوط النفسية وفقاً لبرجك

أسباب أخرى للضغوط النفسية:

  • مشاهدة الآباء يتجادلون.
  • معرفة كيف تكون مستقلاً.
  • الشعور بالضغط للحصول على درجات جيدة.
  • التفكير في المستقبل.
  • التعرض للضغط لفعل شيء تعرف أنه سيئ بالنسبة إليك، مثل التدخين.
  • القلق بشأن كيفية تغيُّر جسمك.
  • التعامل مع المشاعر المضطربة.
  • القلق بشأن مشكلات الجوار أو العالم.
  • الشعور بالذنب.

إدارة الضغوط النفسية في مرحلة الشباب من وجهة نظر مختصة

متخصصة في علم النفس الإيجابي ومدربة تطوير الذات نادين عز الدين

"سيدتي" التقت متخصصة علم النفس الإيجابي ومدربة تطوير الذات؛ نادين عز الدين لتوضح أكثر عن مشاكل الضغوط النفسية في مرحلة الشباب.

وبرأي عز الدين، "تُعد مرحلة الشباب من أكثر المراحل العمرية حيوية وتحدياً في حياة الإنسان، حيث يواجه الشباب ضغوطاً متنوعة تتعلق بالدراسة، العمل، بناء العلاقات الاجتماعية، واتخاذ القرارات المهمة. قد تتسبب هذه الضغوط في تأثيرات نفسية سلبية إذا لم تُدَرْ بشكل صحيح" .
وتسلط الضوء على إستراتيجيات فعَّالة لمساعدة الشباب على إدارة الضغوط النفسية بطريقة تعزز استقرارهم النفسي ونموهم الشخصي، أهمها في الآتي:

  • التعرُّف إلى مصادر الضغوط

أولى الخطوات لإدارة الضغوط هي التعرُّف إلى مصادرها. يمكن أن تكون الضغوط مرتبطة بالدراسة، ضغط العمل، التوقعات العالية من الأهل والمجتمع، أو حتى العلاقات الشخصية. عندما يكون الشاب قادراً على تحديد المصدر الرئيسي للضغوط، يصبح من الأسهل التعامل معه بشكل فعَّال ووضع خطة مناسبة للتخفيف منه.

  • تنظيم الوقت وتحديد الأولويات

إدارة الوقت بشكل فعَّال هي مهارة حيوية تساعد في تخفيف الضغوط. يمكن للشباب إعداد جداول يومية أو أسبوعية لتقسيم المهام وتنظيم الأولويات. تحديد الأهداف القصيرة والبعيدة المدى يساعد في تنظيم الجهود وتقليل الإحساس بالإجهاد الناتج عن تراكم المهام.

  • ممارسة الرياضة والنشاط البدني

النشاط البدني يُعتبر وسيلة فعَّالة لتخفيف الضغوط النفسية. ممارسة التمارين الرياضية تُحفز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين؛ ما يُساهم في تحسين المزاج وتقليل مستويات التوتر. يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام، حتى لو كانت بسيطة مثل المشي اليومي أو تمارين التأمل واليوغا.

  • تبني التفكير الإيجابي

التفكير الإيجابي يُعد أداة قوية في مواجهة الضغوط. تدريب العقل على النظر إلى الأمور بشكل إيجابي وتجنب التركيز على الجوانب السلبية يُمكن أن يساعد في تحسين الحالة النفسية. يمكن للشباب تعلم إعادة صياغة الأفكار السلبية إلى أخرى أكثر إيجابية لتعزيز القدرة على التكيف مع الضغوط.

  • الاعتماد على شبكة دعم اجتماعية قوية

الدعم الاجتماعي يُعتبر عاملاً مهماً في تخفيف الضغوط النفسية. يمكن للشباب بناء علاقات صحية وداعمة مع الأصدقاء والعائلة؛ ما يُتيح لهم فرصة للتحدث عن مشاعرهم ومشاركة تجاربهم. وجود شبكة دعم قوية يمكن أن يوفر لهم الراحة والمساندة في الأوقات الصعبة.

  • ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل

  • تمارين الاسترخاء
                                                     تساعد تقنيات الاسترخاء على تهدئة العقل والجسم

     

تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، التأمل، أو حتى الكتابة التعبيرية يمكن أن تكون أدوات مفيدة في تقليل التوتر وإعادة التركيز. هذه الممارسات تساعد على تهدئة العقل والجسم، وتعزيز الشعور بالراحة والاستقرار.

  • التوازن بين العمل والحياة الشخصية

من المهم للشباب الحفاظ على توازن بين العمل أو الدراسة والأنشطة الترفيهية. تخصيص وقت لممارسة الهوايات، الاسترخاء، وقضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة يُساهم في تجديد الطاقة وتخفيف الضغوط. التوازن يُساعد في بناء نمط حياة صحي ومستدام.

  • الاستعانة بالدعم المهني عند الحاجة

إذا كانت الضغوط النفسية تتجاوز قدرة الشخص على التعامل معها، يمكن الاستعانة بالدعم المهني من مستشار نفسي أو مدرب تطوير الذات. يمكن أن يقدم الدعم المهني إستراتيجيات مخصصة للتعامل مع الضغوط بشكل فعَّال ويُساعد في تعزيز القدرة على التكيف.
يمكنك أيضاً الاطلاع على طرق التخلص من الضغوط النفسية بفاعلية

وتختم عز الدين: "إدارة الضغوط النفسية في مرحلة الشباب هي مهارة ضرورية لضمان تحقيق التوازن النفسي والنمو الشخصي. من خلال تحديد مصادر الضغوط، تنظيم الوقت، تبني التفكير الإيجابي، والاعتماد على الدعم الاجتماعي، يمكن للشباب تحويل التحديات إلى فرص للتعلم والنمو. يجب أن يتذكر الشباب أن الضغوط جزء طبيعي من الحياة، لكن بتعلم كيفية إدارتها، يمكنهم العيش بسلام واستقرار".