في عالم مليء بالاتجاهات غير المألوفة، بات لزاماً علينا تمرير مفهوم خدمة المجتمع للشباب من أجل مستقبل أفضل للشعوب. ويمكن تحقيق هذا المفهوم من خلال توفير فرص حقيقية وممتعة للعمل التطوعي، كما تجب تربية النشء على الأثر الإيجابي للعمل المجتمعي.
النشاط التطوعي لا يساهم فقط في تحسين حياة الشباب، ولكنه يعزز أيضاً من تطور المهارات الشخصية وبناء العلاقات في المجتمع، كما يحقق مزيداً من التماسك وتعزيز المفاهيم الإيجابية.
أهمية العمل التطوعي للشباب
هناك عدة أسباب تجعل العمل التطوعي ضرورة للأفراد والمجتمع، وتشمل هذه الأسباب التالي:
تطوير مهارات القيادة
يعود العمل التطوعي بالنفع على الفرد والمجتمع، وذلك من خلال غرس بعض المفاهيم الإيجابية. وفقاً لتقرير صادر عن موقع DoSomething.org، يساعد العمل التطوعي الشباب والفتيات في تطوير المهارات القيادية.
تعزيز التواصل المجتمعي
يساعد العمل التطوعي في تحسين طرق التواصل وبناء علاقات اجتماعية واسعة. من خلال شبكة العلاقات يتعلم الفرد مهارات جديدة، كما يحد ذلك من الشعور بالخوف من الاندماج مع الآخرين.
قد يعجبكم أيضاً: أهمية الصداقات الدولية: نظرة عالمية أكثر اتساعاً
تعزيز الشعور بالانتماء
أيضاً، العمل التطوعي يساهم في تعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه المجتمع. والعالم الآن بحاجة إلى هذا الاتجاه بعدما بات يعاني الشباب من الشعور بالانفصال عن المجتمع والبيئة.
تحسين الصحة العقلية
من جهة أخرى، أشار تقرير في National Youth Council إلى أن التطوع يساهم في تحسين الصحة العقلية من خلال تعزيز الشعور بالهدف وتقليل التوتر.
هذه الفوائد تجعل العمل التطوعي ليس مجرد نشاط خيري، بل تجربة تحولية تُغير حياة المتطوعين والمستفيدين على حدٍّ سواء.
كيف تبدأ في العمل التطوعي المناسب؟
بعض الشباب لديهم الرغبة في البدء في العمل التطوعي، لكن ربما لا يعرفون كيف يبدأون وكيف يحددون العمل المجتمعي المناسب لقدراتهم. فيما يلي خطوات للبدء في العمل التطوعي.
تحديد الاهتمامات
الخطوة الأولى للبدء في العمل التطوعي هي تحديد المجالات التي تهمك، فقط تكون مهتماً بالتعلم أو حقوق الحيوان أو حقوق الإنسان أو يمكن البيئة، وغيرها من مجالات الاهتمام. عليك أولاً تحديد المجال؛ لأنه وفقاً لـVolunteerMatch، يُفضل أن يختار الشباب مجالات تتوافق مع شغفهم وقيمهم الشخصية، حيث يضمن ذلك التزامهم واستمتاعهم بالعمل التطوعي. لذلك، فكر في القضايا التي تشعر بالشغف تجاهها وحدد كيف يمكنك المساهمة فيها.
البحث عن الكيانات المناسبة
بعد تحديد الاهتمامات، يجب البحث عن منظمات تعمل في هذا المجال. توفر مواقع مثل Idealist.org وHandsOn Network قوائم محدثة بالفرص التطوعية حول العالم. يمكنك تصفح هذه المواقع للعثور على الفرص التي تناسب مكان وجودك وأيضاً المهارات التي تتميز بها.
التواصل مع المنظمات
بمجرد العثور على المجال والجهة التي يمكن أن تعمل معها، هنا يجب التواصل مع المنظمة من خلال الطرق الموضحة لدى الموقع الخاص بها، مثلاً قم يإرسال بريد إلكتروني لعرض مجالات اهتمامك وأيضاً الاستفسار عن كيفية التطوع وعن الخطوات المطلوبة للانضمام.
البدء بخطوات صغيرة
لا داعيَ لأن يثقل الشاب نفسه وجدوله بالعمل التطوعي، لضان الاستمرارية وعدم التراجع، يمكنك المشاركة في حملات تنظيف الحي، أو مساعدة منظمة محلية لبضع ساعات أسبوعياً حتى يصبح العمل التطوعي جزءاً من الروتين اليومي؛ ومن ثَم يصعب التراجع والتوقف.
الاستمرار والتطوير
بعد أن يصبح العمل التطوعي جزءاً من الروتين اليومي للشخص، يمكن التوسع في المشاركات المجتمعية. انضم إلى مشاريع طويلة الأجل أو تطوع بمهاراتك المهنية مثل التصميم، البرمجة، أو التدريس. أظهرت دراسة نشرتها مجلة Nonprofit and Voluntary Sector Quarterly أن المتطوعين الذين يقدمون خدمات متخصصة يشعرون برضًا أكبر ويحققون تأثيراً أعمق.
تحديات العمل التطوعي
قد يواجه الشباب بعض التحديات في أثناء العمل التطوعي، مثل ضيق الوقت، عدم تحقيق التوقعات، أو صعوبة العثور على فرص مناسبة لجدول الأعمال. للتغلب على هذه التحديات، يمكن اتباع النصائح التالية:
- إدارة الوقت: خصص وقتاً محدداً أسبوعياً للتطوع، حتى لو كان ساعة واحدة.
- المرونة: كن مستعداً لتجربة أدوار مختلفة وتعلم مهارات جديدة.
- الاعتماد على التكنولوجيا: ابحث عن فرص للتطوع عن بُعد، مثل التعليم الإلكتروني أو تصميم المواد التوعوية.
العمل التطوعي لا يفيد الشباب فقط في أثناء ممارسته، بل يمتد تأثيره في المدى الطويل. وفقاً لتقرير نُشر في Forbes، يُضيف العمل التطوعي قيمة كبيرة للسيرة الذاتية، حيث يُظهر لأصحاب العمل أن الشخص ملتزم ومهتم بخدمة المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يساعد في بناء مهارات قابلة للتطبيق في بيئات العمل المختلفة.
أهمية التطوع في بناء المجتمع
العمل التطوعي لا يقتصر على التأثير في الفرد فقط، بل يُعتبر عنصراً أساسياً في تعزيز التماسك المجتمعي. وفقاً لتقرير في United Nations Volunteers، فإن مشاركة الشباب في العمل التطوعي تُسهم في تحسين جودة الحياة للمجتمعات المحلية، من خلال تقديم خدمات مباشرة مثل التعليم، الصحة، والتنمية البيئية. يساهم التطوع في تعزيز التعاون بين أفراد المجتمع؛ ما يؤدي إلى بناء شبكة اجتماعية قوية ومتينة.
اقرأوا أيضاً: مفاتيح ذهبية تساعدك على التفوق في الحياة