يمنحنا السفر فرصة للقيام ببعض الأشياء الجديدة؛ فمن خلاله هناك إمكانية لاكتساب معارف مختلفة وخبرات مميزة في زيارة أماكن جديدة. إنها فرصة لتغيير طريقة تفكيرنا وأسلوب حياتنا وتطوير شخصيتنا، عبْر الكثير من التحديات والاختبارات والخيارات التي نحتكّ بها؛ فنجد أنفسنا في سياق تحمُّل المسؤولية واتخاذ القرار. السياق التالي يعرّفكِ إلى المزيد عن أهمية السفر والتجارِب الجديدة في بناء الشخصية.
الآثار الإيجابية للسفر على العقل والروح
تقول مادلين نبيل أنور، مختص تنمية بشرية واستشاري دعم ذاتي لـ«سيدتي»: إن فوائد السفر والدخول لتجارب جديدة لا شك فيها؛ فهناك العديد من الدراسات التي تثبت الآثار الإيجابية للسفر على العقل والروح. إن الذهاب في مغامرة، ورؤية أماكن جديدة، وتكوين صداقات جديدة، يحسّن من ثقتك بنفسك، ويخلّصك من التوتر، ويجعلك أكثر ذكاءً.
وتؤكد أنور أنه كلما سافرتِ أكثر، كنتِ أكثر سعادة. فالسفر والتجارِب الجديدة يدفعك لتعلُّم كيفية وضع الأشياء في نصابها الصحيح، والتخلي عن الأشياء الزائدة عن الحاجة، وتقدير الأشياء غير الملموسة؛ فالمسافر الحقيقي مَن يعود محملاً بالتجارِب والخبرات والمعارف التي يحتفظ بها إلى الأبد، والتي من خلالها يتمكن من الاستفادة وإعادة النظر لكثير من أمور حياته.
فوائد السفر والتجارِب الجديدة التي لا تُعد ولا تُحصى
توسيع الآفاق
عندما تسافرين، فإنكِ تتركين منطقة الراحة الخاصة بكِ وتتركين وراءك الروتين اليومي الذي نغرق فيه جميعاً عادةً من دون النظر إلى ما هو أبعد من ذلك. إن توسيع الآفاق الذي يأتي مع السفر والتجارِب الجديدة، والتعرُّف إلى ثقافات جديدة، متضمنة أفكاراً جديدة وأطعمة جديدة وأزياءً جديدة؛ وصولاً للموسيقى والتقاليد المختلفة؛ مما يسمح لكِ برؤية العالم من منظور مختلف، والذي يجعل عقلكِ أكثر انفتاحاً تجاه طرق الآخرين في الحياة؛ حيث تعريض نفسكِ لأفكار وأساليب جديدة يجعلك أكثر تسامحاً وتفهماً؛ مما يساعدكِ على النموّ كشخص؛ فالسفر يزوّدك بمعرفة جديدة ويحرركِ من الأحكام المسبقة.
إثراء التجارِب الثقافية
السفر يجعلكِ تخوضين غمار زخم من التجارِب الثقافية الغنية، وفي كلّ رحلة، سواء أكانت قصيرة أو طويلة، إلى أماكن قريبة أو بعيدة عن بلدك، ستتعلمين الكثير من الأشياء، كما أن التفاعل مع أشخاص من أماكن أخرى والتواصل والتفاعل معهم، سيثري عقلكِ بمعرفة جديدة. فبالإضافة إلى جعلك أكثر حكمة، ستتوسع آفاقكِ؛ مما يسمح لكِ بالتفكير في حلول جديدة لكثير من التحديات التي تواجهينها بالحياة، والتي يمكنك تطبيقها عند العودة إلى روتين حياتكِ المعتاد.
تنمية المهارات الشخصية
إن تطوير المهارات الشخصية من خلال السفر، هو إحدى أهم فوائد السفر. عندما تسافرين عبْر أماكن جديدة؛ فإنكِ تواجهين مواقف غير متوقَّعة أو مفاجئة، تجبرك على اتخاذ قرارات سريعة؛ فتتعلمين التكيُّف مع الظروف الجديدة؛ مما يعزز ويَزيد من قدرتكِ على حل المشكلات، والمرونة العقلية، والقدرة على التكيُّف والاستقلال.
يعزز العلاقات الإنسانية والصداقات الدولية
من أهم فوائد السفر التعرُّف إلى أشخاص جدد واكتساب صداقات جديدة؛ مما يعزز الروابط الإنسانية العالمية. فعندما تزورين أماكن أخرى في العالم؛ فإنكِ تقابلين أشخاصاً من ثقافات أخرى، وتتفاعلين معهم، وتتعلمين عن ثقافاتهم وعاداتهم كثيراً من الأشياء. فعندما تجدين نفسك في أماكن غريبة عليكِ وفي مواقف غير مألوفة؛ فمن المرجّح أن تبدأي محادثات مع السكان المحليين. إنها طريقة رائعة لتطوير المهارات الاجتماعية. من الطبيعي أن تجدي في رحلاتكِ الأولى صعوبة في التواصل مع الغرباء؛ خاصة إذا وقفت اللغة كحاجز أمامك في التواصل، إلا أنكِ كلما سافرت أكثر، فقدتِ خجلك وأصبحتِ أكثر انفتاحاً؛ فتتعلمين كيفية التأقلُم في كلّ مكان، وتكوين صداقات تثري تجرِبة سفرك؛ حيث تنشأ صداقات دولية تعززينها بالتواصل في مناسبات أكثر أو تستقبلينها في منزلك.
ما رأيكِ بمتابعة: كيفية إدارة العلاقات مع زملاء السكن في الحياة الجامعية؟
الشعور بالتجديد والإيجابية ويقلل الشعور بالملل والتوتر
السفر يجعلكِ سعيدة. تلخص هذه الكلمات الأربع تماماً فائدةً أخرى من فوائد السفر والتجارِب الجديدة. وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن الشعور بالسعادة يبدأ قبل الرحلة. من خلال التخطيط لرحلتك، والتفكير فيما سترينه وتتعلمينه، ويأتي التأثير الإيجابي للسفر على الصحة العقلية، من الانفصال عن الروتين اليومي وترك الهموم اليومية وراءكِ؛ لتغمري نفسك في التغيير عبْر مغامرة جديدة تكونين أنت بطلتها؛ فالسفر يَزيد من مستوى السعادة والمتعة، ويقلل من التوتر والمشاعر السلبية، ويحسّن المزاج بشكل كبير، ويقودكِ نحو التغيير؛ فتتخلصين من الملل وفقدان الشغف المعتاد بسبب الروتين والتكرار في سياقات الحياة العادية. كما أن تغيير العادات بسبب السفر، يعمل على تقليل القلق الناتج عن رتابة الحياة اليومية (كما ذكرنا آنفاً) وتحفيز الإبداع. وأن يكون الفرد أكثر إنتاجية في أدائه الشخصي والمهني.
التعرُّض للتجارِب المختلفة واكتساب المرونة في مواجهة المشاكل
عندما تسافرين، فإنكِ تتركين منطقة راحتك الجسدية والعقلية؛ حيث تتحركين بطريقة مألوفة وآمنة؛ للتكيُّف مع سياقات أخرى. تساعد هذه المواقف على زيادة مرونتك وقدرتكِ على وضع الأمور في نصابها الصحيح، ورؤية ما يحدث لكِ من منظور مختلف؛ حيث كثرة تعرُّضك لتجارِب غريبة وغير معتادة عندما تقومين بتطبيقها على حياتكِ اليومية، ستجدين نفسك تنظرين بطريقة مختلفة؛ مما يسمح لكِ بالنظر إلى المشاكل التي تنشأ من منظورٍ مختلف.
مهارات تعلُّم اللغة والتواصل
إن التواجد بين المتحدثين الأصليين للغة والاضطرار إلى التعبير عن نفسك بلغة أخرى غير لغتكِ الأم، هو مفتاح تحسين النطق والفهم والمفردات، مع الاستفادة الإضافية المتمثلة في الاستماع إلى اللغة اليومية وتعلُّم التعبيرات والعبارات الاصطلاحية الخاصة بكلّ مكان. ولذلك فأفضل طريقة لتعلُّم لغة ما، هي السفر إلى البلد الذي يتحدث بها؛ حيث اكتشاف ثقافة أخرى تشكّل حافزاً للتعلُّم. كما أن مقابلة أصدقاء جدد والرغبة في معرفة المزيد عنهم، تعزز مهارات التواصل. بعد الرحلة؛ فإن البقاء على اتصال والتواصل النشِط مع الأصدقاء، يسمح لكِ بمواصلة ممارسة اللغة.
وإذا تابعتِ السياق التالي ستتعرّفين إلى إجابة هذا السؤال: كيف أتعرّف إلى أصدقاء جدد أثناء الدراسة في الخارج؟
استكشاف الطبيعة والبيئة
السفر والتجارِب الجديدة هو وسيلة أساسية لاستكشاف الطبيعة والتعرُّف إلى بيئات جديدة؛ حيث ستنبهرين بمناظر البحار والجبال والصحاري والسهول والمساحات الطبيعية الأخرى. صور غروب الشمس، شروق الشمس، والمروج التي لا نهاية لها. والذي يجعلك مقدرةً للجمال الطبيعي للعالم، ومعه تصبحين أكثر وعياً بالحاجة إلى رعاية وحماية البيئة؛ حتى يتمكن الجميع من الحياة في بيئة صحية وخالية من التلوّث قدر الإمكان.
استكتشاف التاريخ والتعرُّف إلى التراث
يُعَد السفر بمثابة وسيلة لاكتشاف التاريخ والتراث؛ حيث يسمح لك السفر بالتعلُّم من الماضي، وفهم كيف شكّلت الأحداث التاريخية العالم كما تعرفينه. إن معرفة التاريخ والإعجاب بالتراث الذي ورثناه، أمرٌ ضروري لتقديره والحفاظ عليه.
الإلهام والإبداع
يعَد السفر علاجاً رائعاً لحل المشكلات الإبداعية. فالخروج من روتينك وتعريض نفسك لتجارِب ومحفزات جديدة، يَزيد من براعتكِ ويُثري حواسك برؤية مناظر طبيعية جديدة. إن الإلهام والإبداع يأتي من التجارِب الجديدة والأحاسيس المدهشة التي ستشعرين بها، والتي ستُثري حياتك على المدى القريب والبعيد.
بالنهاية تنصح مختص التنمية البشرية: كلما سنحت لكِ الفرصة للسفر، اغتنميها؛ حتى ولو لم تكن رحلة ترفيهية أو عطلة؛ بل تجرِبة عمل أو دراسة؛ فمن المفيد أن تستوعبي ثقافة وأحاسيس كلّ مكان جديد؛ لأن الناس والأماكن تتغير وتُثري بعضها البعض، ولا يوجد مكان أو شخص كما كان قبل أن تقابلينه.
قد ترغبين في التعرُّف إلى: للشباب والبنات: مزايا العيش في الخارج
