بعد اجتيازها لمحطات صعبة وتحديات مربكة، وتعاظم جهود التمكين لها لتعزيز مشاركتها في العمليات التنموية الاقتصادية والاجتماعية، باتت المرأة العربية اليوم تتمتع بمقومات علمية ومهنية تجعلها قادرة على النجاح في شتى المجالات، وتأسيس مشاريع خاصة قائمة على خطط مدروسة وتطلعات عالية المستوى.
في هذا المقال تحدثنا خبيرة إدارة المشاريع ودراسات الجدوى ندى الطيار عن قطاعات برزت فيها المرأة العربية كرائدة أعمال، وأبز العناصر التي قادتها للنجاح، من دون الدخول في مقارنات بينها وبين الرجل وبين امرأة وأخرى.
نموذج مشرف
تقول ندى الطيار في بداية حديثها: "المرأة العربية نموذج مشرف من الطموح والمثابرة والعزيمة"، وأضافت: "رسمت طريقها بثبات وحددت أحلامها وناضلت، وكانت تطلعات قياداتنا وبرامجنا الوطنية سنداً لها، فصيغت القوانين لحمايتها ودعمها وتمكينها، لتدخل سوق العمل بثقة وقوة سواء كموظفة او كرائدة أعمال وقائدة مؤسسات ومشاريع".
وتحدثت الطيار عن انعكاسات نجاح المرأة العربية كرائدة أعمال على مجتمعاتنا، قائلة: "العمل الريادي الذي تمتلکه المرأة هو جزء لا يتجزأ من روافد الاقتصاد الوطني، حيث إنه يساهم في توظيف أعداد إضافية من الأيدي العاملة، كما وتضيف المشاريع الناتجة عن هذا العمل الريادي الكثير من الأفكار التطويرية وتفعيل المشاركة في فعاليات والأحداث العامة، وخلق المزيد من الحيوية الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة".
وأشارت بشكل خاص إلى أن "المرأة إذا دخلت مجالاً يخدم المرأة فإنها تعرف متطلبات النساء، وستبذل كل جهدها لأن تعبد طريق النجاح أمام نساء أخريات أو على الأقل توفر لهن المنتجات والخدمات التي يحتجنها".
أفق واسع للإبداع
أما بالنسبة للمجالات التي تحبذها المرأة العربية وبالأخص السعودية فتقول: "من واقع دراستي للحالة السعودية على وجه الخصوص، يمكن القول إن المرأة السعودية أبدعت وبرعت في مجالات عديدة كالهندسة والطب والتكنولوجيا والتجارة والخدمات المالية وغير ذلك، ولا يمكن حصر نجاحها في قطاع معين، ونلاحظ اليوم أن عدداً من أكبر وأقوى الاتفاقيات والمشاريع في المملكة تحمل توقيع سيدات ناجحات، وتشير التقارير العالمية إلى قصص تفوق وتميز بطلاتها سيدات سعوديات، وينطبق هذا الأمر على العديد من الدول العربية الأخرى".
وبالحديث عن نجاحات المرأة السعودية نعيدكم إلى مقال نشر في يوم المرأة بعنوان: "سيدتي" تبحر بفخر في إنجازات المرأة السعودية
أما في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الخاصة فتقول ندى الطيار إن "أفق الإبداع واسع جداً في هذا السياق، لا سيما في قطاعات الأزياء والديكور والتصميم على أنواعه، ومجالات التجميل والمطاعم والمقاهي والمراكز الترفيهية، والمحال التجارية، من دون أن ننسى بصمتها في القطاعات الصحية والتعليمية والإعلامية وتنظيم الفعاليات والأحداث وغير ذلك".
وتحدثت الطيار عن قطاع التصميم بالتحديد، لا سيما وأنه يحظى بدعم كبير من الجهات المختصة فقالت: "ما يميز مجال التصميم أنه واسع الأفق وأن هناك هيئات ومؤسسات مختصة تواظب على تطويره ومده بالأدوات والتقنيات اللازمة، فقطاع الأزياء مثلاً نرى كيف أنه يلقى اهتماماً كبيراً من هيئة الأزياء وجمعية الأزياء والعديد من الجهات المعنية، واليوم أنظار العالم كله تتجه نحوه، وهناك العديد من المصممات اللواتي برزن بإبداعاتهن محلياً وعالمياً، وهذا المجال الخيارات فيه عديدة فلا يقتصر فقط على التصاميم النسائية الخاصة بالأفراح، فهناك الملابس اليومية والجلابيات والعبايات وهناك الملابس التراثية التي تبرز في المناسبات الوطنية والأعياد وهناك أزياء الأطفال والرجال بأنواعها المتعددة والملابس الشبابية المعاصرة وغير ذلك، أما مجال التجميل فهو أيضاً مجال واسع جداً يشمل العيادات والصالونات والمشاغل ومراكز ابتكار أو تجارة المنتجات الجمالية، وهناك أيضاً مجال الطهي من المجالات البارزة التي تحبذها النساء لاستثمار مهاراتهن في هذا المجال بتحويلها إلى مشروع".
هل تعرفون أنه وفق استطلاع رأي: 91% من رواد الأعمال الصغيرة يشعرون بالسعادة؟ اقرؤوا معنا هذا المقال.
عوامل النجاح
عددت ندى الطيار بعض العوامل التي أدت إلى نجاح المرأة العربية كرائدة أعمال وهي:
- الشغف والثقة بالنفس والرغبة بإثبات الذات.
- الانضباط الشخصي نتيجة الإصرار والعزم على النجاح.
- تحصيلها العلمي واختيارها لتخصصات متميزة وحرصها على تعزيز مهاراتها.
- مساهمة التشريعات والقوانين وخطط التنمية الحديثة في تعزيز دورها.
- التطور التقني الذي سهل عمل المؤسسات وإنجاز المعاملات.
- دعم المجتمع والأسرة لها ولطموحاتها.
- حاجة السوق للمزيد من الأفكار الإبداعية والمشاريع الجديدة.
وبالحديث عن النجاح، هنا مقال آخر موجه للمرأة الطموحة.. كيف تصبحين سيدة أعمال ناجحة؟
تحقيق التوازن
ومن أهم الأسئلة التي تطرح في سياق نجاح المرأة بشكل عام هو كيفية تمكنها من تحقيق التوازن بين أدوارها المختلفة في الحياة، وعن ذلك تقول الطيار: "يمكنها تحقيق التوازن عن طريق تنظيم وقتها وتحديد أولوياتها في كل مرحلة من دون أن تتخلى عن طموحاتها وأحلامها، سواء كانت أماً أو زوجة أو ابنة أو أخت، يمكن أن تتقاطع الأدوار جميعها لخلق دائرة نجاح ورضا واعتزاز لدى المرأة، ولا ننسى أنها باتت تحظى بدعم كبير من مجتمعها".
وفي الختام أشارت المستشارة إلى حقيقة مهمة في مسيرة المرأة وهي أن الفشل يمكن أن يكون لبنة من لبنات النجاح، فهو يساعد المرأة على أن تستفيد من تجاربها وتبني عليها وتتجنب تكرار نفس السلوك أو الخطة، وتبنى بذلك سلماً متيناً للنجاح مبنياً على الخبرة والاحترافية والإتقان".