نشأتْ في بيئة تجمع بين الإعلام والتجارة، فجدها الإعلامي الناشر محمد علي حافظ، أحد مؤسسي المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، صاحب التاريخ الكبير في مجال الإعلام، ووالدتها ميساء حافظ، التي لها باع كبير في مجال تجارة الملابس والأزياء الراقية، في هذه البيئة كبرت مصممة الملابس والإكسسوارات المنزلية روتانا الهاشمي، صاحبة العلامة التجارية «محراب»؛ لتنتج لنا قطعاً من التراث الإسلامي والبيئة المحيطة بها، شقت روتانا طريقها بمجهودها، وكانت من أوائل المصممات اللواتي أدخلن الألوان على العباية السوداء، وصممن أيضاً عبايات بألوان متعددة. «سيدتي» التقت روتانا الهاشمي، لنتعرف أكثر إلى بداياتها، ونشأتها، وما نصيحتها للفتيات الراغبات في دخول هذا المجال.
عرفينا بنفسك، من روتانا الهاشمي؟
روتانا الهاشمي، مصممة ملابس وعبايات وإكسسوارات وكماليات منزلية، درست هندسة ديكور، نشأت في بيئة إعلامية. وتستدرك قائلة: «كبرت وأنا أشاهد جدي محمد علي حافظ وهو يعمل في هذا المجال، ولمست حبه وعشقه للإعلام الذي بات بمنزلة علامة فخر لنا اليوم، ولكن كان لدي ميول أكثر إلى للتصميم الذي جذبني، وقد تأثرت بوالدتي التي لها باع كبير في مجال تجارة الملابس الراقية منذ زمن في محلاتها ومعارضها الخاصة، وعمتي بثينة حافظ، سيدة الحجاب المعروفة، فأحببت هذا المجال، ووضعت بصمتي فيه ولله الحمد».
عشق تصميم الملابس
كيف دخلت مجال التصميم؟ ومن الذي شجعك على ذلك؟
كما ذكرت، عشقت تصميم الملابس منذ الصغر، حينما كنت أشاهد والدتي التي شجعتني على ممارسته، وساعدتني أيضاً، ولليوم أستشيرها وآخُذُ رأيها فيما أفعل وأصمم، فهي بلا شك صاحبة خبرة كبيرة. وكنت من أوائل المصممات اللواتي أدخلن الألوان على العباية، ومن أوائل اللواتي صممن عبايات ملونة بعد أن كانت العباية السوداء هي السائدة فقط. أنشأت علامة روتانا الخاصة بالملابس والعبايات، وعلامة محراب الخاصة بسجادات الصلاة، وكل ما يخصها من سجادات وأجلة مصاحف وعطور، وغيرها من المستلزمات والهدايا الخاصة بها لتناسب من يبحثون عن الرقي والفخامة في كل شيء في حياتهم.
ما الذي يستهويك في هذه المهنة؟
أحب التصميم في كل مجالاته؛ لأن فيه إبداع، والإبداع جزء مني.
ما مصدر إلهامك؟
استمد إلهامي عادة من كل ما هو جميل، ومن البيئة المحيطة بي، ومن منطقتي وبلدتي، التي أصمم كل ما يتلاءم معها ومع طقسها ومناخها.
تابعي المزيد: المستثمرات السعوديات.. انطلاق بثباتٍ نحو مستقبل واعد
تطور مجال التصميم
كيف ترين اليوم مجال التصميم، لا سيما في عصر التكنولوجيا والسوشيال ميديا؟
دخلت مجال التصميم في 2006، ونحن الآن في 2023، خلال تلك السنوات حدثت أمور كثيرة، فأجد فرقاً كبيراً بين بداياتي وبين اليوم، فعندما بدأت لم تكن الأمور سهلة بهذه الدرجة، ولم تكن السوشيال ميديا متاحة، ولم يكن الإنستغرام موجوداً. أنا تعلمت الشيء من جذوره، فالخبرة والوقت والسنين هي التي صقلتني، وهذا ما يجعلني مستمرة. فاليوم، أجد نفسي أصمم بخبرتي ما تعلمته، وبالطبع نحن نتابع العصر والموضة وكل ما هو جديد لنواكب الحدث، ولكن بنفس الخطوط واللمسات الخاصة بنا.
كما لاحظت أن أغلب المصممين الذين بدؤوا معي قبل السوشيال ميديا لديهم وعي أكثر في المجال، وأنا لست ضد منصات التواصل الاجتماعي، بل على العكس، ولكن لا بد أن أستخدمه بطريقة ذكية ومتقنة وعملية وواضحة، وأن يكون تركيزي فيه على العمل فقط، وليس على حياتي ويومياتي، ليس من الحقيقة أن الشخص الناجح هو من لديه متابعون أكثر.
ما المفاهيم الأخلاقية التي تتبعها روتانا الهاشمي خلال عملها؟
أهم المفاهيم الأخلاقية بالنسبة إلي الجودة، والاستمرار، وبصمتي التي أتركها على قطعي، ويؤسفني أن أجد من ينسب تصاميمي وقطعي إلى نفسه، وهذا شيء مؤسف أن تتعب على عملك، وتجد أن هناك من يقلده بكل بساطة، فجميل أن يكون لكل مصمم بصمته الخاصة من دون تقليد. ولله الحمد لدي عملائي الذين يستطيعون أن يميزوا تصاميمي وبصمتي منذ أن بدأت. لا كما أنني أحرص على تصميم ما يتناسب مع بيئتي ويتماشى مع منطقتي.
نشأت في بيئة إعلامية وتجارية، وفخورة بأني حفيدة محمد علي حافظ
البحث عن الجودة
من الشريحة التي تستهدفها روتانا الهاشمي، وكيف تقيسين مستوى رضا الجمهور عن القطع في ظل التغيير المتسارع للموضة؟
ليس هناك فئة معينة أصمم لها، ولكن هناك شريحة هي التي تأتيني، وهي الفئة التي تبحث عن الجودة، والفئة التي لا تحب تكرار القطع. وأنا أصمم لجميع الأوقات والمناسبات. ولله الحمد، تجد تصاميمي إقبالاً من مختلف الفئات.
بالنسبة إلى أسعار القطع، فهي متوسطة لتتناسب مع الجميع، إلا أن القطع التراثية قد تكون مرتفعة بعض الشيء؛ ذلك لأن موادها باتت نادرة هذه الأيام، فللأسف لم تعد القطع أو الخامة التراثية متوفرة بكثرة مثل السابق.
وأما بالنسبة إلى القطع التي أصممها إلى جانب الملابس التراثية، فأنا أصمم كاجوال، وطلب مني مراراً أن أصمم فساتين للأفراح والمناسبات، لذا ستكون هذه على خططي القادمة.
إلى جانب الملابس الرسمية وملابس المناسبات، هناك طلبات لتصميم ملابس رجالية جميعها بإذن الله ضمن المخططات القادمة، وذلك بالطبع بعد دراسة السوق وحاجته.
من الشخصيات التي صممت لها روتانا؟
نعم، هناك العديد من الشخصيات المحلية والعالمية التي ارتدت من تصاميمي، فمحلياً الأميرة ريما بنت بندر، سفيرة المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأميركية، وعربياً الأميرة هيا بنت الحسين، وعالمياً Carolina Herrera عند زيارتها إلى المملكة، وغيرهم من الشخصيات الكبيرة البارزة.
شخصيات تتمنى أن تصممي لها؟
الملكة رانيا العبد الله.
تابعي المزيد: هدى فلاتة: لم أحلم يوماً بالنجاح ولكني سعيت جاهدة لتحقيقه
علامة محراب
حدثينا عن علامة محراب، ولماذا أطلقت عليها هذا الاسم؟
محراب علامة تجارية محلية تصنع خارجياً، بدأتها في أوروبا عام 2016؛ بهدف إنشاء ما يخص الصلاة من سجادة ولباس وغيرهما بجودة فخمة تناسب الأشخاص الذين يرغبون في اقتناء كل ما هو مميز في حياتهم، حتى سجادات الصلاة وملابسها وكل ما يخصها.
فتضم علامة محراب سجادة صلاة، ولكن بخامة راقية أطرافها معطرة بالخزامى، ويوجد في وسطها بوصلة للدلالة على مكان القبلة، وحجم السجادة كبير ومناسب. كذلك تعمدت أن يكون لباس الصلاة مريحاً وبجودة عالية، وهناك أيضاً حقيبة خاصة بسجادة الصلاة، وأطلقت عليها اسم «محراب» بوصفها رمزاً لمكان الصلاة، والشعار أيضاً استوحيته من الاسم.
ومن الأوتيلات العالمية التي عملنا معها وصممنا لهم محرابThe Lanesborough, London.
أهم الخامات التي استخدمتها في محراب اللنن والقطن واستخدمت التفتة، وكل مجموعة كنت أستوحيه من ثقافة معينة، فمثلاً استوحيت مجموعة من الثقافة الأندلسية، وآخر من تراث نجد... وهكذا. إضافة إلى أنني أصمم هدايا للأعراس والملكة والولادة. وعادة ما أقوم بإطلاق المجموعة الجديدة في فصل الصيف، وبالتزامن مع شهر رمضان الذي يكون أكثر طلباً على محراب، فأضيف بعض القطع التي تناسب الشهر الفضيل بلمسات روحانية راقية من الممكن أن تقدم هدية لشخص مميز، كالشموع والمصاحف، وهدايا أخرى متعلقة بالشهر الفضيل.
من يعجبك من الأسماء البارزة اليوم في قطاع الموضة؟
محلياً، هناك بعض الأسماء التي تعجبني، وعالمياً أحب ماركة ماكس مارا Max Mara الإيطالية ذات الجودة العالية، والتي حافظت على مستواها الراقي منذ بدايتها، وهو من الماركات المفضلة لدي.
أين تجدين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
الاستمرار والتطور، وبإذن الله ستكون لدي خطوط أخرى كما ذكرت، كملابس المناسبات والملابس الرجالية.
تشربت من جدي حب القراءة وأحلم بأن أؤلف كتاباً
تمكين المرأة
كيف ترين الفرص المتاحة اليوم للمرأة؟
العالم بين يديها اليوم، كل شي متاح أمامها وبسرعة. لذا إذا كان لديها فكرة أنصحها بأن تنطلق من دون تردد؛ لأن كل شي متوفر لها اليوم على عكس السابق عندما بدأت، فبلا شك هناك فرص كبيرة اليوم أمام المرأة، لذلك أقول لها ابدئي وانطلقي في المجال الذي يستهويك، فبالتصميم والإرادة ستصلين إلى ما تريدين..
روتانا الهاشمي، حفيدة الإعلامي الناشر السيد محمد علي حافظ، أحد مؤسسي المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، صاحب التاريخ الكبير في مجال الإعلام، حدثينا عن هذه العلاقة، وكيف تأثرتِ بجدك؟
أنا فخورة ومحظوظة بأني حفيدته التي تعلمت منه الكثير وما زلت أتعلم، بداية من حب الوطن وخدمته، وحب العائلة وتكاثف الأسرة، والتواضع والمحبة والاحترام، وما زلنا نتعلم الكثير.
بلا شك، ترك لنا جدي أثراً كبيراً نفخر به على مر السنين، فعندما أشاهد جريدة الشرق الأوسط «الجريدة الخضراء» في أي مكان بالعالم أشعر بفخر واعتزاز وبأني أنتمي إليها، نحن نشأنا وكبرنا على إصدارات الشركة السعودية، فكنا ننتظر صدور عدد مجلة «سيدتي» والمجلات الأخرى التابعة للمجموعة ونتناوب على قراءتها.
وهناك شيء مهم أود أن أذكره أيضاً، كبرنا ونحن نشاهد جدي عليه، وورثناه منه، وهو بره بوالديه، فأنا لم أر أي شخص باراً بوالديه مثله، وأدعو الله أن أكون بارة مثله بوالدي.
جدي كان وما زال يوصينا دائماً بالقراءة، لا تجده يجلس من دون أن يقرأ أو يطالع ويتابع الأخبار والأحداث. وأخيراً أعتقد أني ورثت من جدي في مجال الإعلام حبي للكتابة، واليوم أحاول أن أطور نفسي فيها، وبإذن الله أحلم بأن أؤلف كتاباً.
نصيحة قدمها لك جدك وأثرت في حياتك.
كان ينصحني منذ الطفولة بالادخار، ولم أكن أعي وقتها معنى الادخار، وأيضاً القراءة، وحتى اليوم.
رسالة توجهينها إلى جدك محمد علي حافظ.
ليس هناك كلمات تكفيني، وأحمد الله أنه جدي وفخر كبير أنه قدوتي.
تابعي المزيد: رشحت للفوز بجائزة امرأة العام مع الاحتفاء العالمي بالأمن السيبراني الدكتورة فاطمة الحربي: منظومة الأمن السيبراني في السعودية في تطورٍ مستمر
