يحتفل الشعب السعودي بـ "يوم التأسيس"، الذي يوافق 22 فبراير من كل عامٍ، مستحضراً في هذه المناسبة الوطنية الغالية قصةً عظيمةً لوطنٍ تأسَّس قبل أكثر من ثلاثة قرونٍ، ويعيد للذاكرة ملاحم تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود، رحمه الله، عام ١٧٢٧م، وما صاحب ذلك من بطولاتٍ، أسهمت في بناء كيانٍ سياسي، يَنعَمُ بالوحدة، والاستقرار، والازدهار.
وتشهد السعودية اليوم اهتماماً كبيراً بمجالات العلوم المختلفة، في مقدمتها الفضاء عبر إطلاق البرامج المتنوعة بغرض دراسته علمياً، والإسهام في إفادة البشرية، من ذلك المؤتمرُ الذي نظَّمته أخيراً وكالة الفضاء السعودية، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي "UNOOSA" بصفته شريكَ محتوى، وهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية بوصفها شريكاً في الاستضافة، وتناول مساعي السعودية لتعزيز الاستدامة البيئية، وتحقيق استخدامٍ مستدامٍ للفضاء من خلال أفضل التجارب والممارسات العالمية في مجالات الأقمار الصناعية، وتبني الخبرات والمعارف المتصلة بالعلوم وبحوث الفضاء التطبيقية للأغراض المدنية.
ولأن المرأة السعودية تلقى حالياً دعماً كبيراً بغرض تمكينها علمياً ومهنياً ضمن "رؤية 2030"، فقد تمَّ تعزيز دورها في المجال، وإرسال أول رائدةٍ سعوديةٍ إلى الفضاء.
ومواكبةً من "سيدتي" لهذه الإنجازات، نسلِّطُ الضوء على أبرز الأسماء النسائية السعودية في مجال الفضاء، وأهم الأدوار التي قمن بها، عرفاناً بدور المرأة في تطوير العلوم المختلفة، وإسهاماتها في التنمية المستدامة.
ريانة برناوي
تعتبر ريانة برناوي الباحثة في العلوم الطبية الحيوية، أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، حيث نجحت في أن تكون مصدر إلهام لنساء من كل الخلفيات في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت برناوي واحدة من سعوديين اثنين بين طاقم مهمة أكسيوم-2 الفضائية الخاصة، والتي حملها صاروخ سبيس إكس فالكون-9 إلى الفضاء من الولايات المتحدة في يونيو الماضي.
وأجرت برناوي في المهمة التي استغرقت 10 أيام في محطة الفضاء الدولية، بحوثاً كانت تهدف إلى دراسة استجابة الخلايا المناعية، وتأثير بعض العلاجات على الحالات الالتهابية، لزيادة المعرفة بالتغيرات البيولوجية التي تحدث في بيئة الفضاء، ورصد لنشاط آلاف الجينات في الخلايا المناعية المتعرضة للالتهاب مع مرور الوقت، بالإضافة إلى سير العمليات المرضية، لأغراض الوقاية والعلاج المبكر.
واستندت التجارب التي أجرتها برناوي في محطة الفضاء الدولية على بعض من أعمالها التي قامت بها على مدى تسع سنوات قضتها كباحثة في برنامج هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض.
وكان برفقة برناوي على متن مهمة أكسيوم-2، زميلها علي القرني، الذي يعدّ ثاني رجل سعوديّ يرتاد الفضاء؛ فضلاً عن أمريكيين اثنين هما بيغي ويتسون، وجون شوفنر.
تابعي المزيد: نائبة رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية ..مشاعل الشميمري:حلمي أن أكون رائدة فضاء
مشاعل الشميمري
وكان قد سبق ريانة في العمل بمجال الفضاء المهندسة مشاعل الشميمري، والتي تعتبر أول سعودية تعمل في مجال تصميم الصواريخ النووية، وما يسجل لها انضمامها إلى وكالة ناسا عندما كانت في الثانية والعشرين من عمرها.
ومشاعل حاصلة على شهادة بكالوريوس العلوم في هندسة الملاحة الجوية والرياضيات التطبيقية، لتحصل بعد ذلك على شهادة الماجستير للعلوم في هندسة الملاحة الجوية من معهد فلوريدا للتكنولوجيا.
كانت بداية مسيرتها المهنية مع Raytheon Missile System في قسم الديناميكا الهوائية، حيث ساهمت في أكثر من 22 برنامج صاروخي.
ومشاعل الشميمري أستاذة في قسم الهندسة الميكانيكية والفضاء بجامعة ميامي، علاوة على ذلك، فهي تعيش شغفها من خلال تثقيف وإلهام الآخرين عبر المؤتمرات والندوات التي تلقيها من خلال قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وأثناء إقامتها في ميامي، فلوريدا، أسست "مشاعل أيروسبيس" في سن 26 عاماً، الأمر الذي دفعها إلى تحقيق حلمها وبناء الصواريخ.
كما حازت مشاعل الشميمري على جوائز عديدة، منها جائزة المرأة الملهمة لعام 2015 وجائزة الإنجاز العلمي لعام 2018 من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
مريم فردوس
نالت الطبيبة ورائدة الفضاء السعودية مريم فردوس لقب أول امرأة عربية تغوص تحت جليد القطب الشمالي، وثالث امراة تتمكن من ذلك بعد امراتين روسيتين.
ونشرت عنها صحيفة "هافينجتون بوست" العربية قصة مغامرتها في تقرير مطول، مشيرة إلى أن الطبيبة الشابة المتخصصة في طب الأطفال لم تتخلَّ عن حلمها وممارسة هوياتها المفضلة حتى وصلت إلى العالمية.
فرضت الدكتورة مريم فردوس اسمها بين أوائل النساء في المملكة العربية السعودية في مجال الرياضة والذي يعتبر مجال جديداً، أولت له الحكومة السعودية مؤخراً اهتماماً ملحوظاً خصوصاً بعد تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود وكيل الرئيس للقسم النسائي بالهيئة العامة للرياضة.
يشار إلى أنه وصل إلى القطب الشمالي أقل من آلاف شخص في العالم بينهم العلماء والجيولوجيين والرياضيين، وقد تمكن من الغوص فيه حوالي ثلاثون شخص فقط منذ عام 2008.
كما عرف اسم مريم فردوس إلى جانب زميلها علي الغامدي، حيث كانا البديلين لزميلهما ريانة برناوي وعلي القرني في المهمة العلمية للمملكة إلى محطة الفضاء الدولية.
وتمثل دورهما في المهمة أن يكون جاهزين لأي طارئ قد يحدث، وأن يكونا على تواصل مستمر مع زميليهما علي وريانة من غرفة التحكم في غرفة العمليات بالأمم المتحدة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر