بيام سيدو: اخترت تخصص جراحة المخ والأعصاب لأنه مليء بالتحديات

لن يتخيل من يقرأ حوارنا مع بيام سيدو أنها لم تتعد من العمر الـ 22 عاماً، إذ أن حياتها كتاب مليء بصفحات النجاح، بل التفوق، مستمدة من أسرتها الداعمة حب العلم وقيمة العمل الجاد. كان الكتاب رفيقها الدائم منذ بداية حياتها، ومنه اكتشفت اهتمامها بالمجال الطبي علمياً ومهنياً وإنسانياً.
جذبها تخصص جراحة المخ والأعصاب الذي يعد من أكثر التخصصات العلمية دقة لاهتمامها بالمساهمة في اكتشاف تقنيات جديدة ضمنه، وباتت من المثابرين على متابعة البحوث العلمية والمشاركة الفعالة فيها، كما والمشاركة في مختلف المبادرات الشبابية التوعوية والاجتماعية والإنسانية الممتدة من المجال الطبي، حتى تم تعيينها مؤخراً رئيسة لقسم التحالف العالمي لجراحة المخ والأعصاب في المملكة العربية السعودية.

 

أفق معرفي واسع

 

بيام سيدو رئيسة لقسم التحالف العالمي لجراحة المخ والأعصاب في السعودية


قبل أن نتحدث عن تعيينك رئيسة قسم التحالف العالمي لجراحة المخ والأعصاب في المملكة العربية السعودية، من قبل منظمة Global Neurosurgical Alliance العالمية، نَود أن نتعرف قليلاً على بيام سيدو؟

اسمي (بيام بنت أمين سليمان سيدو) وُلِدت في مدينة الرياض عام 2002 م، مِنْ أبوين متعلمين، فوالدي أستاذ جامعي معروف، وباحث له إسهامات في جغرافية الوعي الثقافي، ووالدتي تحمل درجة البكالوريوس في اللغة الفرنسية، ودبلوم عالي تأهيل تربوي، وقد نشأتُ وترعرعتُ - ولله الحمد والشكر - في بيئة متعلمة، وكان الكتابُ عمود بيتنا الرئيس، إِذْ أن مكتبتنا المنزلية كانت رافداً من روافد بداية تفتح أُفقي المَعرفي، وطموحي المستقبلي، والحمد لله كنتُ متفوقة في دراستي في كافة المراحل.

كيف نشأ ارتباطك بدراسة الطب؟

في مراحل تعليمي الأولي وقُبيل التحاقي بالجامعة، كُنتُ أميل للمواد العلمية، مثل: العلوم، والكيمياء والرياضيات أكثر من غيرها، وتَكوَّن لديَّ هاجس لدراسة الطب، واطلعتُ على كتبٍ ثقافية عامة في حقل العلوم الصحية، مثل: مؤلفات الدكتور صبري القباني، وعبد السلام العجيلي، وبعض الأطباء الآخرين الذي مارسوا مهنة الطب، واكتشفت في نفسي رغبة عميقة وجدية في دراسة تخصص الطب، وبدء رحلتي العلمية في استكشاف حاجة المرضى للرعاية والاهتمام، والمساهمة في هذا الجانب الإنساني قدر المستطاع.

 

"تخصص جراحة المخ والأعصاب من أدق التخصصات العلمية"

بيام سيدو

 

لماذا جراحة المخ والأعصاب؟ هذا التخصص الدقيق تحديداً؟ وبماذا يتميز عن التخصصات الأخرى؟

لا ريب بأن دراسة تخصص جراحة المخ والأعصاب، وإجراء بحوث علمية وعَملية في المجال، من أَدق التخصصات العلمية، قياساً بتخصصات طبية أخرى، ويتصف بميزات فريدة تجعله مجالاً متميزاً، ذلك أن الطبيب في هذا التخصص يتعامل مع الجهاز العصبي المركزي، الذي يعتبر من أكثر الأنظمة التشريحية تعقيدًا في الجسم، مما يتطلب فهماً عميقاً للهيكل والوظيفة العصبية، ناهيك من أن طبيب جراحة المخ والأعصاب يواجه تحديات تقنية، مثل: استخدام المعدات التكنولوجية، والتقنيات الحديثة في إجراءات العمليات الجراحية.
ولا يمكن النَجاح والتميّز في هذا التخصص ما لم تصقل موهبتك بدراسة ما يتعلق به، وبتعمق علمي جاد، ومتابعة ما يُنشر من بحوث في دوريات علمية متخصصة ومُحكمة، وكل جديد له صلة بموضوع الدراسة. وانصب اهتمامي كثيراً في استخدام التكنولوجيا في جراحة المخ والأعصاب، والتقنيات الحديثة والمبتكرة لتشخيص حالة المريض، التي تساهم كثيراً في تحسين حالتهم، وتنفيذ العمليات الجراحية بدقة فائقة، مثل: تقنية التحفيز العميق للدماغ (DBS)، وتقنية الجراحة بالاستيقاظ المحلي، والتخطيط الإستيريوتاكسي بدون إطار (Frameless Stereotaxy).
وكنتُ محظوظةً في المجال العملي والنظري أيضاً، فقد تعلمت الكثير من أستاذين قديرين في المجال، وهما: البروفيسور فيصل العتيبي، والبروفيسور عماد الدين كنعان، جراحا الأعصاب المشهوران، وتكوّن لدي من خلالهما فكرة طيبة عن التخصص، وكان لتوجيهاتهما السديدة، أعظم الأثر في نفسي، سائلة ربي أن يحفظهما من كل سوء، ويبارك في أعمارهما.

نتفق جميعنا أنه ليس بتخصص سهل، وبعد أن تحدثنا عن ميزاته، ما أبرز الصعوبات التي ترتبط بهذا التخصص؟

الصعوبات التي تواجه طالب العلم التخصصي كثيرة جداً في كل مجال من مجالات المعرفة، وهذا أمر طبيعي قديماً وحديثاً، من أساطين الطب القدماء، مثل: أبقراط اليوناني، وأمير الأطباء ابن سينا، والطبيب أبو بكر الرازي والطبيب ابن نفيس الدمشقي، وحتى وقتنا الحاضر الذي تطور فيه العلوم والمعارف والتكنولوجيا، ويمكن تذليل الصعاب أمام المتخصص بالمثابرة والاجتهاد والملاحظة، ومحاولة توسيع مداركه العلمية، وتطوير مهاراته الفنية، ومتابعة كل جديد في المجال، وخاصة التجارب العلمية، والنظريات الحديثة.
بالتأكيد تخصص جراحة المخ والأعصاب مليء بالتحديات، منها: أن يتبنى الطبيب نمط حياة معينة تتسم بالتفاني في العمل، والانضباط والالتزام في الوقت، ويكون متهيئاً لساعات عمل طويلة، وجاهزاً في كل وقت لأي طارئ.

 

تأثير معنوي

 

عُيّنت مؤخراً رئيسة قسم التحالف العالمي لجراحة المخ والأعصاب في المملكة العربية السعودية، من قبل منظمة Global Neurosurgical Alliance وهي منظمة دولية مكرّسة لتعزيز التعاون والبحث والابتكار في مجال جراحة المخ والأعصاب، ما الذي يعنيه ذلك لك؟

تعييني بهذا المنصب تكليف وتشريف هو شرف كبير لي أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يعينني في حمل هذه الأمانة وأكون عند حسن ظن الجميع بي. هذا التعيين يجمع بين شغفي واهتمامي بجراحة المخ والأعصاب، ورغبتي الأكيدة في خدمة بلدي المملكة العربية السعودية، ويتيح لي هذا الدور أن أحقق تأثيرًا معنويًا كبيرًا وذلك من خلال جمع الخبرات والموارد والمعرفة في هذا المجال.
وإن شاء الله سأكون ملتزمة قدر المستطاع بالفائدة والمنفعة على أبناء وبنات مملكتنا الحبيبة من خلال توفير فرص بحثية وتدريبية وتطوعية في مجال جراحة المخ والأعصاب لهم. ولا شك أن تمكين الشباب وتشجيعهم في هذا المجال، يعد جزءًا من تحقيق رؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - (رؤية 2030م).

 

أداء أكاديمي متميز

 

بيام سيدو رئيسة لقسم التحالف العالمي لجراحة المخ والأعصاب في السعودية


جامعة الفيصل من الجامعات المتميزة في المملكة كيف تصفين سنوات دراستك فيها؟

كان لي شرف كبيرُ أن ألتحق بالدراسة في جامعة الفيصل، وأنهلَ العلم التخصصي في رحابها، ومن مناهلها، ووضعت نُصب عيني أن أُكرّس معظم وقتي للتعليم والتَعَلُمْ، وأمتثل لتوجيهات أساتذتي، وأتعاون معهم، وأستفيد من تجاربهم، فالعلم لن يعطيك جزأه ما لم تعطه كلك، وأنا ابنة الجامعة، ومدينة لأفضالها الكثيرة عليَّ ما دمت حية.
وسنوات دراستي في جامعة الفيصل كانت مجزية ومثمرة ولله الحمد، بفضل الله وفضل الدعم المستمر الذي كنت أتلقاه من أساتذتي الكرام، وكان لذلك أكبر الأثر في نفسي، ودافعاً لي نحو طموحي المستقبلي في مجال التعليم.
تتميز جامعة الفيصل بأنها تولي اهتماماً ملحوظاً بالبحث العلمي، فمنذ السنة الأولى من دراستي في كلية الطب، مُنحتُ فُرص مشاركات في الأنشطة البحثية، مما زاد من شغفي واهتمامي بالبحث العلمي. وتسعى الجامعة إلى توفير بيئةٍ علمية خصبة داعمة للبحث، وتشجيع الطلاب على استكشاف اهتماماتهم ومواهبهم، والمساهمة الحثيثة في تطور المجالات التخصصية.

ما الذي أهلك الحصول على منحة مؤسسة الملك فيصل للدخول إلى هذه الجامعة؟

أعتقد أن الذي أهلني للحصول على منحة دراسية من مؤسسة الملك فيصل للدراسة في جامعة الفيصل بالدرجة الأولى، هو تفوقي الدراسي في المراحل الثلاث قبل التحاقي بالجامعة، وتحقيق المرتبة الأولى، وحصولي على نتيجة عامة 100%، والمؤسسة عادةً تبحث دائماً عن الطلبة المتفوقين والمتميزين، لمساعدتهم في إكمال دراستهم. إضافة إلى أدائي الأكاديمي المميز، شاركت بالعديد من الأنشطة اللاصفية قبل التحاقي بالجامعة.
وقمت بالتطوع في العديد من فعاليات التوعية الطبية، مثل: فعالية دعم وتوعية الجنف المقوس بتنظيم من المعهد الوطني للعلوم العصبية في مدينة الملك فهد الطبية، ويوم التوعية بإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام جهاز الإنعاش الآلي، التي أقامها مركز الخبراء للتدريب الطبي، ويوم التوعية بالتوحد العالمي في مركز التدخل المبكر وغيرها من الفعاليات. تلك المشاركات عكست التفاني الذي أبديته في خدمة المجتمع، ورفع الوعي حول قضايا صحية مهمة. علاوة على ذلك، اهتمامي العميق بالبرمجة وتطوير الحاسوب، فقد لعب دورًا أيضاً في استحقاقي للمنحة، وقد شاركت في مبادرة المليون مبرمج عربي، حيث اكتسبت مهارات ومعرفة قيمة في هذا المجال. ودفعني حبي للقراءة، واهتمامي بالكتاب المشاركة في تحدي القراءة العربي، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث حققت المركز الأول على مستوى منطقة الرياض.

 

"المنح التعليمية تساهم في تشجيع الطلبة الموهوبين وتذليل الصعاب أمامهم"

بيام سيدو

 

برأيك ما أهمية هذا النوع من المنح بالنسبة لمحبي العلم وذوي الطموح؟

ليت المؤسسات الخيرية، ومَنْ أَنعم عليهم ربي من أصحاب المال والجاه، أعني بذلك التجار، يَحذون حذو مؤسسة الملك فيصل في تشجيع الطلبة الموهوبين، وتذليل الصعاب أمامهم ومساعدتهم في مواصلة دراستهم وتعليمهم، وتبني المشاريع العلمية والبحثية، والحمد لله هناك الكثير من الفضلاء في المملكة، يساهمون في هذا الجانب مساهمات طيبة، إلا أن المأمول منهم أكثر في هذا الجانب الخيري.
وأقدم جزيل شكري وتقديري لمؤسسة الملك فيصل لإتاحتها فرصة التحاقي بالجامعة (ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله)، فجهودها مشكورة ومشهودة، وأخص بالذكر صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن خالد آل سعود سلمه الله، ومتعه بالصحة والعافية، والعمر الطويل.


اقرؤوا معنا أيضاً: سوزان باعقيل ورحلة التوثيق للتراث والهوية السعودية

 

التعمق بالبحث العلمي

 

تشارك بيام سيدو في مشاريع بحثية مختلفة - الصورة من المصدر


تشاركين حالياً في أكثر من 30 مشروعاً بحثياً في مجال علم المخ والأعصاب، حدثينا عن أبرزها؟

البحث العلمي ركيزة أساسية من ركائز التخصص، وذلك لتطوير جوانب شتى من دوحاته والتعمق فيه، وتحليله ودراسته بأسلوب علمي مقنن وسلس، وفق القواعد والأسس المتبعة للوصول إلى نتائج علمية دقيقة، ومن أبرز مشاركاتي في المجال، البحوث التالية:

Novel Variants in the SLC16A2 Gene Expands the Genotypic Spectrum of Allan-Herndon-Dudley Syndrome in Saudi Arabian Patients - بالتعاون مع قسم علم الأعصاب الوراثي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.

يهدف هذا البحث إلى توسيع الطيف الجيني لمتلازمة آلان هيرندون دودلي النادرة في المرضى السعوديين من خلال اكتشاف تغيرات جديدة في جين SLC16A2، ويساهم في تحسين التشخيص لمرضى المتلازمة في المستقبل.

Unraveling ctDNA: A New Frontier in Metastatic Brain Tumor Detection and Monitory - بالتعاون مع التحالف العالمي لجراحة المخ والأعصاب.

يستكشف هذا البحث فائدة استخدام الحمض النووي السرطاني التجريبي (ctDNA)، لكشف ورصد ورم الدماغ الناتج عن الانتشار، ويمكن أن يساعد هذا الاكتشاف الجديد في تحسين تشخيص ومراقبة الأورام الدماغية لدى مرضى السرطان.

The Incidence, Natural Course, Predictors, and Outcomes of Acute Draining Vein Thrombosis in Patients with Dural Arteriovenous Fistula Post Embolization - بإشراف الدكتور/ أنس الرحيمي.

يهدف هذا البحث إلى دراسة حدوث وتطور ومحتملات ونتائج جلطات الأوردة المصرفية الحادة لدى المرضى الذين يعانون من تشنج الأوردة الشريانية الصفاقية بعد العلاج بالتخثر، ويساهم في توفير فهم أفضل لهذه المضاعفة النادرة، ومساعدة الأطباء في اتخاذ القرارات العلاجية الصحيحة.

 

بيام سيدو بعد فوزها بجائزة التميز البحثي السنوية من جامعة الفيصل - الصورة من المصدر

 

وما النتائج التي تحققها هذه الأبحاث؟

من خلال المتابعة والملاحظة الدقيقة في مشاريعي البحثية، ومتابعتي أيضاً لما يُنشر من دراسات في أوعية معلومات، تبيَّن لي مما لا يَدع مجالاً للشك بأن قضايا البحث العلمي الدقيق، تفتح آفاقاً كثيرةً أمام الباحث في مجال دراسته، فلولا البحث والتحليل، لما عرفنا بعض الجوانب غير الدقيقة في النظريات السابقة، وتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة، والمعتقدات الصحية الخاطئة، مثال ذلك: أجرى الطبيب المعروف ابن النفيس (1213-1288م) أول تشريح على دماغ الإنسان، وقام بتصحيح بعض النظريات الخاطئة لجالينوس وابن سينا حول تشريح الدماغ.
إضافة إلى ما ذكر فإن البحث العلمي الجاد يصقل موهبة الإنسان في حقل اختصاصه بعيداً عن التخمين، كما أن هذه الأبحاث تساهم في زيادة المعرفة العلمية حول عمل وتشخيص وعلاج الأمراض العصبية، وتمهد الطريق لاكتشافات جديدة وابتكارات في مجال علم المخ والأعصاب، مما يساهم في تطوير الممارسات الطبية، وتقدم الرعاية الصحية في هذا المجال. وكباحثة في مجال علم المخ والأعصاب، فإن المشاركة في هذه الأبحاث توفر لي فوائد شخصية مهمة أيضاً، فمن خلال هذه الأبحاث تزداد معرفتي وفهمي في التخصص الذي أحبه، كما أتعرف على أحدث التطورات والابتكارات في المجال، وبذلك أكتسب خبرة قيمة في تصميم الدراسات، وتحليل البيانات وكتابة الأبحاث العلمية، وأستطيع التواصل مع زملائي الباحثين، والمشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية، مما يعزز شبكة اتصالاتي المهنية، ويساهم في تطور مساري الأكاديمي والمهني.

 

مبادرات رائدة

بيام سيدو خلال مشاركتها في ملتقى التوعية بمرض الباركنسون - الصورة من المصدر


شاركت في تأسيس مجموعة الفيصل لجراحة المخ والأعصاب وأصبحت الأمين العام فيها، ما الرسالة التي تحملها هذه المجموعة؟

تأسست مجموعة الفيصل للطلبة المهتمين بجراحة المخ والأعصاب بتشجيع من الدكتور/ عاكف عبيدات، متعه الله بالصحة والعافية، ودعمه اللامحدود للمجموعة. إنها مبادرة رائدة يقودها طلاب وطالبات الجامعة، وتوفر المجموعة منصة للتعرف المبكر على هذا المجال، وتقدم فرصًا قيمة ولا تضاهى للطلبة، لتعزيز فرصهم واستعدادهم لممارسة هذا المجال كمهنة مستقبلية. كما تعزز المجموعة، منافذ عديدة وغنية من مسارات التدريب العالمية بإشراف من مستشارين متميزين في المجال.
في ظل المجموعة، قمنا بتأسيس فرق مختلفة، مثل: فريق التوعية، وفريق البحث، وفريق العلاقات العامة، وفريق التدريب والتطوير، وذلك لتوجيه طاقات كل فرد نحو تطوير قدراته ومهاراته في المجال.
وأحد الأنشطة الهامة التي نظمها فريقنا، إقامة دورة لتأهيل الطلاب للتعرف على غرفة عمليات جراحة المخ والأعصاب، ودورة أخرى كانت تهدف لتعليم الطلاب من خلال سلسلة محاضرات حول موضوعات مختلفة ومهمة في هذا المجال، وتدريبهم على الخبرة العملية. كما قمنا بإرسال مجموعة من طلابنا لتمثيل الجامعة، وعرض أعمالهم البحثية في المؤتمر العالمي للجمعية العالمية لجراحة المخ والأعصاب الاستيريوتاكية والوظيفية الذي أقيم في دبي في شهر نوفمبر عام 2023م.

ومن خلال قيادتك لفريق التوعية فيها كيف تساهمين في تحقيق أقصى استفادة من رسالتها هذه؟

بصفتي رئيسة فريق التوعية، فإن دورنا الرئيس يتمثل في نشر الوعي بموضوعات مختلفة ومتنوعة في مجال الجراحة العصبية والتداخلات الجراحية المتعلقة بها، بالإضافة إلى التحديات البحثية في هذا المجال. فقد قمنا باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز معرفة الجمهور العام بالأمراض المختلفة، وخيارات إدارتها، سواء الجراحية أو غيرها، كما نظمنا فعاليات توعوية مختلفة، مثل: ملتقى التوعية بمرض الباركنسون بالتعاون مع الجمعية السعودية لمرضى باركنسون، وحدث توعية بمرض الصرع بالتعاون مع الجمعية السعودية للصرع. ولدينا في المستقبل خطط طموحة لزيادة الوعي بمسارات التدريب الجراحي العصبي المختلفة، لمساعدة الطلاب والطالبات على فهم المتطلبات والتحديات، وعملية التقديم لمسار التدريب في بلدان مختلفة.

أنت أيضاً عضو نشط في مجلس إدارة فريق قلوب للإنسانية بالمملكة، حدثينا عن أبرز مبادرات الفريق وكيف تساهمين فيها؟

أنا أشغل حالياً منصبي الأمين العام وأمين الصندوق في فريق قلوب للإنسانية، وهذه المبادرة تهدف إلى نشر الوعي الطبي للأفراد المحتاجين، وقمنا بتنظيم فعاليات تهدف إلى تعليم هؤلاء الأفراد حول ضغط الدم، وكيفية أداء الإنعاش القلبي الرئوي، والإسعافات الأولية للاختناق. ونسعى للتوسع في مناطق ومدن أخرى من المملكة العربية السعودية خارج منطقة الرياض، ولدينا فرق في جدة والأحساء، ونطمح إلى المزيد أكثر في هذا الجانب.

 

تحديد الأهداف والطموحات

بيام سيدو رئيسة لقسم التحالف العالمي لجراحة المخ والأعصاب في السعودية 


كشابة سعودية حققت كل هذه الإنجازات وهي لا تزال على مقاعد الدراسة، برأيك ما الذي يجعل الإنسان منتجاً بهذا الشكل؟ والفتيات بشكل خاص، لا سيما وأنهن يواجهن تحديات أكثر، وما هي رسالتك لهن؟

الطموح والاجتهاد، هما سبيلان رئيسان نحو تحقيق الهدف، إضافة إلى تنظيم الوقت وترتيب الأولويات، بحيث أعطي الأولوية للمهام الأكثر أهمية، والتي تساهم بشكل كبير في تحقيق أهدافي، وأكون منتجة وأحقق بعض الإنجازات المتواضعة، وأعتقد أنني ما زلت في أول الطريق، وسأكرس وقتي وجهدي كله لقضايا البحث العلمي في مجال التخصص إن شاء ربي، لعلي أساهم في إضافات علمية جديدة في هذا الجانب. أقول لكل فتاة أن تحدد لها هدفاً واضحاً في الحياة، وتكرس وقتها وجهدها في تحقيق هذا الهدف، مع الثقة بالنفس، والحمد لله نحن (أمة اقرأ)، أقول لهن: القراءة، ثم القراءة، ثم القراءة، ولا تخفن من الفشل، بل اعتبرنه فرصة للتعلم والنمو، أنتن قويات وقادرات، فالمستقبل لكن وبانتظاركن.

 

"المرأة السعودية شريكة نجاح"

بيام سيدو

 

اليوم كيف ترين واقع المرأة والفتاة السعودية؟ وإلى أي مدى برأيك استفادت من آفاق الرؤية العظيمة؟

أثبتت المرأة السعودية، وبكل جدارة واقتدار وثقة المشاركة في عملية البناء والتطوير في نهضة المملكة الحديثة، وفق رؤية 2030 م، ولم تدخر جهداً في ذلك أو تتقاعس عن دورها، وتألقن في مجالات عدة. وشاركت المرأة في المملكة مشاركة فعالة إلى جانب الرجل في مجالات: التعليم، والصحة، والاقتصاد، وغير ذلك من الجوانب العلمية والثقافية والاجتماعية وغيرها، فالمرأة السعودية شريكة نجاح. والبعض منهن تميزن في مجالاتهن، وحصلن على جوائز محلية، وعربية، عالمية مرموقة.

ما هي المقولة التي تؤمنين بها وتعبر عن اندفاعك وطموحك؟ وإلى أين يأخذك طموحك بعد؟

"الأيام التي تكسرك هي ذاتها التي تصنعك، انت حصاد اللحظات التي اعتقدت أنها لن تمر ومرت"، قالها: الأديب المعروف نجيب محفوظ. أدرك أن طموحي كبير والعمر قصير، فلا حدود لطموحي لاكتشاف المزيد من المعلومات والنظريات العلمية في مجال جراحة المخ والأعصاب، وأطمح في إنشاء مختبر بحثي لدراسة هذا المضمار، وذلك لاستكشاف ما هو أبعد مما اكتشف الآن، وأطمح أيضاً أن يكون باستطاعتي الوقوف إلى جانب المرضى المحتاجين، وعلاجهم دون قيود مالية تذكر، وأكون عضواً فعالاً ومنتجاً في مجتمعي، وأمثل بلدي المملكة العربية السعودية بأفضل صورة في المحافل الدولية (وما توفيقي إلا بالله)، وأرجو من الله العلي القدير أن يمنحني القدرة على تحقيق آمالي وطموحاتي.


وبالحديث عن الآمال والطموحات تعرفوا معنا أيضاً كيف أن السعودية هدى العبيداء تحقق حلمها بعد 40 عاماً وتتخرج بمرتبة الشرف