تأهلت الرامية الأولمبية اللبنانية راي باسيل لدورة باريس الأولمبية هذا الصيف 2024، بعد إحرازها للميدالية الذهبية في بطولة كأس العالم بالرماية على الأطباق من الحفرة الأولمبية "تراب"، التي أُقيمت في العاصمة الأذرية باكو. وتمتلك راي باسيل "35 عاماً" مسيرة رياضية حافلة بالمشاركات الرياضية والعديد من الألقاب: المحلية، والعربية، والقارية والدولية، منذ دخولها عالم الرماية منذ نحو عقدين من الزمان. وكما أنها منذ عام 2017 تسعى من خلال عملها سفيرة للنوايا الحسنة للشباب مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تشجيع جميع النساء على المشاركة في مختلف أنواع الرياضات والأنشطة، ومواصلة كسر الحواجز والعقبات في مجالات يسيطر عليها الذكور.
إعداد : عفت شهاب الدين
لتسليط الضوء على الإنجازات اللبنانية راي باسيل الرياضية كان لـ"سيدتي" الحوار التالي:
بداية الشغف برياضة الرماية
تقول بطلة الرماية اللبنانية راي باسيل في حوارها مع "سيدتي" إنها نشأت في عائلة رياضية حيث كان والداها يشاركان في رياضة الكرة الطائرة؛ فوالدها كان عضواً في المنتخب اللبناني وحائزاً على العديد من البطولات، وبعد ذلك انتقل إلى رياضة الرماية في البطولات المحلية. أما والدتها فأيضاً كانت لاعبة كرة الطائرة وشاركت في بطولات جامعية.
وتضيف: "بدأت ممارسة عدة رياضات في صغري، منها كرة السلة وألعاب القوى. وعندما بلغت نحو 14 عاماً، اقترح والدي عليَّ تجربة رياضة الرماية، وقررت تخصيص نفسي لها على الرغم من ممارستي لباقي الرياضات، وفعلياً اكتشفت موهبتي في استخدام السلاح والرماية وأصبحت رامية متمرِّسة، وبطلة رياضية حطمت كل العقبات، وأصبحت المرأة العربية الأولى التي نافست في دورتين أولمبيتين. كما فزت بـ3 ميداليات متتالية في كأس العالم لرياضة "التراب شوتينغ" -رياضة أولمبية تتطلب إصابة أطباق ببندقية- التي يهيمن عليها الرجال ولا مكان للمرأة فيها في العالم العربي.
الشغف والتمسك بالأحلام
أستعين بشغفي بوصفه سلاحاً وثقتي بنفسي كرصاصة، أشق طريقي كل يوم في بيئة كانت مخصصة منذ زمن غير بعيد للرجال فحسب، أما اليوم فبإمكاني أن أقول بكل فخر إن نجاحي وصوتي قد شجَّعا بلداناً عربية أخرى على السماح للنساء بالمشاركة في هذه الرياضة والتنافس فيها. إنما أنا اليوم بطلة في الرماية بفضل تصميمي وعملي الدؤوب وتمسكي بأحلامي على الدوام".
تقول راي: "أفتخر باتباعي لشغفي وبتحدي ذاتي، كما أهتم بمحيطي؛ لأصبح ما أصبحت عليه اليوم. وبما إنني تمكَّنت من القيام بذلك؛ فكل امرأة قادرة على ذلك. اتبعي طموحكِ فحسب ولا تدعي أهدافكِ تغيب عن ناظريكِ".
في حال كنتِ مهتمة بالاطلاع إلى المزيد من الإنجازات النسائية الرياضية، تابعي ليتيسيا عون: تأهلي للألعاب الأولمبية زادني قوة وعزيمة
سفيرة النوايا الحسنة للشباب
وباعتبارها سفيرة النوايا الحسنة للشباب لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقول راي باسيل: "أسعى من خلال عملي مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تشجيع جميع النساء على المشاركة في مختلف أنواع الرياضات والأنشطة، وأن يواصلن كسر الحواجز والعقبات في مجالات يسيطر عليها الذكور. وقد أدركت من خلال مسيرتي أنه ما من عقبة ينبغي أن تعترض سبيل امرأة؛ فقد حان الوقت لكي نظهر للعالم ما نحن قادرات على إنجازه".
وتضيف: "المساواة بين الجنسين حول تغيير المفاهيم السائدة وإثبات عكس ما يعتقده الناس. إنها رسالة تهدف إلى خلق الوعي في ثقافتنا؛ حيث يمكن لنقص المعرفة فيها تقويض ثقة المرأة بقدرتها على تحقيق إمكاناتها كاملة. إن نجاح لبنان يرتكز إلى قوة شبابه، وهو أمر لا يمكن تحقيقه من دون مساواة بين الجنسين.
بطولات وميداليات رياضية
وعن مسيرتها الرياضية تقول راي: "عشت لحظات صعبة ووقعت، ومن ثَم عدت ووقفت مجدداً بفضل حبي وتعلُّقي بهذه الرياضة التي أعتبرها رسالة موجَّهة إلى كل سيدة لبنانية، واليوم أقوم بتجهيز نفسي التي أثق بها كثيراً وبالمدرِّبين، وأعيش اللحظات السعيدة وصولاً إلى الألعاب الأولمبية في باريس 2024 وحلمي أن أشاهد علم بلادي مرفوعاً هناك".
وبالعودة إلى بداياتها الرياضية التنافسية فتقول راي: "بدأ ت مسيرتي الرياضية في عام 2006 عندما شاركت في بطولة كأس العالم في مصر بسن الـ18، وكنت أصغر المشاركين.أما أول ميدالية حصلت عليها فكانت في بطولة العالم للناشئين في نيقوسيا -قبرص في عام 2007، حيث حقَّقت الميدالية البرونزية؛ ما ساهم في بداية انطلاقتي ونجاحي في هذه الرياضة،وبعدها كانت لي مشاركة في البطولة العربية للرماية التي أُقيمت في المغرب عام 2011 وحزت على الميدالية الفضية، وشاركت في الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن عام 2012 وحصلت على المركز الثامن عشر. وحصلت على الميدالية الفضية في بطولة الألعاب الآسيوية التي أُقيمت في الكويت عام 2015، وفي ألعاب ريو دي جانيرو عام 2016، احتليت المركز الرابع عشر.
كأس العالم للرماية
في بطولة كأس العالم للرماية 2016 في نيقوسيا، وفزت بالميدالية الذهبية، وصعدت إلى المركز الأول في التصنيف العالمي. أما في أكتوبر 2017 فتمَّ تعييني سفيرة للنوايا الحسنة للشباب والمساواة بين الجنسين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وفي عام 2019 قررت إطلاق أكاديمية الرماية الخاصة بي، وعلى الرغم من إغلاقها بسبب جائحة كورونا؛ فإنني أطمح اليوم لإعادة افتتاحها بعد مشاركتي في الألعاب الأولمبية في باريس 2024. وفي عام 2019 نفسه فزت بالميدالية الذهبية في بطولة آسيا للرماية في الدوحة -قطر، وتأهَّلت إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في طوكيو. وفي 2021 سافرت إلى إيطاليا للمشاركة في معسكر تحضيري للألعاب الأولمبية. حملت علم لبنان في أولمبياد طوكيو 2020، واحتليت المركز الحادي والعشرين، وفي مارس 2023، احتليت المركز الرابع في بطولة العالم في قطر، وفي أكتوبر 2023 أحرزت الميدالية الذهبية في بطولة آسيا للرماية في كوريا الجنوبية".