3 رائدات إماراتيات في عالم الطب والصحة.. كيف رفعن مبدأ الاستدامة؟

يوم المرأة الإماراتية
يوم المرأة الإماراتية

حققت المرأة الإماراتية، في ظل القيادة الرشيدة، نجاحات واسعة وإنجازات في مجالات الحياة كافة من دون استثناء، وحازت على مراتب مشرفة ومتقدمة عالمية، وفي مجال الطب والصحة برزت شخصيات نسائية متميزة تركن بصماتهن حتى اليوم، يعملن بكفاءة عالية للارتقاء نحو الأفضل ورفع اسم الإمارات عالية شامخة.
بمناسبة يوم المرأة الإماراتية 2024 الذي يحمل شعار مبادرة «عام الاستدامة»، أشارت 3 طبيبات إلى الدور المميز للمرأة الإماراتية في القطاع الطبي بجميع تخصصاته، وما حققته من إنجازات في خدمة المرضى؛ وذلك بدعم من قيادة الدولة الرشيدة ورؤيتها الطموحة لتشجيع الفتيات على الدراسة والتخصص في مختلف مجالات الطب والصحة داخل الدولة وخارجها، ما أسهم في تعزيز نهضة دولة الإمارات التنموية والحضارية، وذلك عبر لقائهن من خلال موقع "سيدتي".

الدكتورة نهلة المنصوري:

الدكتورة نهلة المنصوري
الدكتورة نهلة المنصوري

 

أحرص على استخدام تقنيات ومواد طبية آمنة جداً وصديقة للبيئة

حصلت الدكتورة نهلة المنصوري، رئيسة قسم الجراحة التجميلية والترميمية في مستشفى هيلث بوينت، على بكالوريوس الطب والجراحة من الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا، وعلى البورد الألماني في جراحة التجميل والترميم، والذي يعد من أبرز المؤهلات العالمية في هذا المجال، وهو ما أتاح لها فرصة تعلم وممارسة المهنة، وفقاً لأرقى معايير التميز الطبي والجراحي لأكثر من 12 عاماً.
مهمة الدكتورة نهلة، كرئيسة قسم الجراحة التجميلية والترميمية، تشمل إجراء مجموعة واسعة من العمليات الجراحية والترميمية التي تهدف إلى تحسين مظهر المرضى وإعادة ترميم الأنسجة المتضررة جراء الإصابات أو العمليات الجراحية السابقة، والندبات، بالإضافة إلى علاج الوذمة الشحمية، وغيرها. تتابع قائلة: "كما أقدم استشارات طبية للمرضى لمساعدتهم على اتخاد قرارات مدروسة بشأن اختيار نوعية العلاج الأنسب لكل حالة، وأعمل بمساعدة الفريق على متابعة حالات المرضى بعد العمليات؛ لضمان تحقيق أفضل النتائج العلاجية. ويشمل نطاق عملي أيضاً الجانب الإداري والتأكد من توفير بيئة عمل آمنة ودافعة للإنجاز والتميز، وذلك من خلال تقديم التوجيه والتدريب للفريق الطبي على استخدام أحدث التقنيات والأساليب العلاجية الجراحية وغير الجراحية".
هل قرأت عن إنجازات 5 رائدات إماراتيات في مناصب قيادية مختلفة؟

د. نهلة المنصوري: ثقي بقدراتك وواصلي تعلمك، فالتطور باستمرار مفتاح النجاح والتميز.

مواكبة التطورات

تؤثر مسؤوليات د. نهلة المهنية بشكل كبير على حياتها الشخصية، كما تقول، حيث تتطلب مستوى عالياً من الالتزام والتركيز والدقة خلال ساعات عمل طويلة، وبذل مجهود مكثف وسريع لضمان تقديم أفضل رعاية للمرضى، وتحقيق النتائج المرجوة. تتابع قائلة: "عملي يتطلب مني تحمل مسؤولية اتخاذ القرار لعلاجات ستؤثر بشكل مباشر في حياة أشخاص آخرين. وبالتالي أجد نفسي أمام صعوبة دائمة؛ وهي الحفاظ على التوازن بين حياتي المهنية والشخصية، وللتغلب على هذه الصعاب، أعمل على تنظيم الوقت بشكل دقيق وفعال، ووضع أولويات واضحة والاستفادة من دعم الفريق الطبي، وأتأكد من مواكبة التطورات؛ من خلال التعلم المستمر والمشاركة في ورش العمل والمؤتمرات الطبية، مما ساعدني في تطوير مهاراتي ومواكبة أحدث الابتكارات في مجال عملي".
روت لنا د. نهلة تجربة شخصيه مؤثرة؛ عندما التقت بمريض يعاني من مرض نادر ومعقد كانت تجربته تجعلها تدرك أهمية وجود خبراء متخصصين في هذا المجال لتقديم الرعاية والدعم اللازمين. تستدرك قائلة: "رأيت كيف أن التشخيص والعلاج لهذه الحالات يمكن أن يكون تحدياً كبيراً، ولكنني أيضاً أثق في أهمية بث الأمل والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه الطبيب المتخصص الذي يعمل بجدية في هذا المجال. وألهمني هذا اللقاء للتفكير بالانخراط في مجال الطب، والمساهمة في تقديم الرعاية والدعم لأفراد المجتمع.

أهمية الخيارات المستدامة

تلاحظ د. نهلة تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة بالنسبة لوعي النساء بهذا النوع من الجراحات؛ إذ أصبحت العديد منهن أكثر اطّلاعاً وفهماً للإجراءات التجميلية، والفوائد التي يمكن تحقيقها من الناحية الجمالية والصحية، فالعديد من النساء الآن يسعين لتحسين نوعية حياتهن من خلال هذه العمليات، وليس فقط لتحسين المظهر الخارجي. تستدرك قائلة: "وفرت قيادتنا الرشيدة للمرأة بيئة داعمة وأفضل فرص التعليم والتدريب المهني، بما أسهم في رفع كفاءة المرأة الإماراتية، ومكّنها من التفوق في مجالات تخصصها. ولاشك أنني حظيت بهذا الدعم في وطني، الذي بفضله أصبحت المرأة الإماراتية قادرة على تحقيق إنجازات متميزة والمشاركة في بناء مجتمع متوازن ومزدهر، لذلك أود أن أنصح المرأة الإماراتية، خاصة الطبيبات الشابات بالثقة في قدراتهن، ومواصلة التعلم والتطور باستمرار؛ لأنه مفتاح النجاح والتميز، ولكي أحقق الاستدامة في عملي؛ أحرص على استخدام تقنيات ومواد طبية آمنة جداً وصديقة للبيئة. وأطبّق أفضل الممارسات العالمية التي تقلل من الهدر وتراعي الصحة العامة، كما أهتم بنشر الوعي بين زملائي والمرضى على حد سواء، وتشجيع المحيطين بي حول أهمية الخيارات المستدامة وتأثيرها الإيجابي على الصحة والبيئة.

الدكتورة عبير الطنيجي:أستفيد من أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل قراراتي

الدكتورة عبير الطنيجي

 

بدت الدكتورة عبير الطنيجي، المديرة التنفيذية للعمليات السريرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، من خلال حديثها، نموذجاً للمرأة الإماراتية الطموحة التي تجسد روح الريادة والابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة.
نشأت د. عبير على قيم التفاني والإصرار المستمدة من ثقافة دولتنا الحبيبة، مما أصقل شخصيتها القيادية، وجعلها تتمتع برؤية إستراتيجية متعمقة، وقدرة استثنائية على التواصل والإلهام. تتابع قائلة: "أُعرف بتوازني وحكمتي، حيث أقود فريق العمل برؤية واضحة وتركيز على تحقيق الأهداف بأعلى معايير الجودة، مع الحفاظ على روح الفريق والتعاون. أنا لست فقط قائدة، بل أنا أيضاً محفزة للتغيير الإيجابي، وملتزمة بتحقيق التميز في كل ما أقوم به، وفي دوري كقائدة على التميز الطبي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أركز على تحقيق التميز؛ من خلال ضمان تقديم رعاية صحية ذات جودة عالية لكل مريض، كما أستفيد من أدوات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل البيانات، مما يساعدنا في اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة ودفع التحسين المستمر في جميع جوانب العمليات السريرية. هذا النهج المتكامل يسهم في تحقيق التميز المستدام وتحسين نتائج المرضى بشكل مستمر".
هذا الدور، الذي تقوم به د. عبير، يحمّلها كما تقول، مسؤولية كبيرة، لكنه في الوقت نفسه يمنحها الفرصة لتحقيق تأثير إيجابي مباشر على صحة المجتمع، وهو ما اعتبرته مصدر إلهام ودافعاً مستمراً. تعلّق قائلة: "من بين أكبر التحديات التي واجهتها هو التوفيق بين متطلبات العمل المكثفة والحفاظ على التوازن في حياتي الشخصية. استطعت تجاوز هذه الصعوبات؛ من خلال تعزيز مهارات إدارة الوقت، ووضع إستراتيجيات واضحة للأولويات، والاستفادة من دعم فريق العمل وأفراد الأسرة. هذا التحدي جعلني أكثر مرونة وقوة في مواجهة الضغوط، وأسهم في تطويري المهني والشخصي بشكل كبير، وفي مجال عملي؛ هناك العديد من القصص الإنسانية المؤثرة التي يصعب تحديد واحدة منها دون الأخرى، لأن كل قصة لها مكانة خاصة في قلوبنا. كل تجربة نمرّ بها مع مرضانا تحمل أهمية كبيرة وتترك أثراً عميقاً علينا. كل حالة تمثل فرصة لخدمة الآخرين وإحداث تغيير إيجابي في حياتهم وعائلاتهم، ولهذا نجد أن كل قصة، مهما كانت، لها قيمتها وتظل محفورة في ذاكرتنا".

د. عبير الطنيجي: واصلي تطوير مهاراتهن العلمية والمهنية، وألا تترددي في طلب الدعم والمشورة من ذوي الخبرة.

عززي ثقافة التقبل

تجد د. عبير أن التحديات موجودة من ناحية تقبل الآخرين لك كامرأة في منصب حساس، ولكن يمكن تجاوزها من خلال إثبات الكفاءة والاحترافية. من خلال تحقيق نتائج ملموسة والمساهمة في الابتكار والتطوير، تستدرك قائلة: "تمكنت من كسب احترام وتقدير الزملاء والقيادة على حد سواء. من خلال التركيز على الأداء المتميز في العمل والالتزام بالقيم المؤسسية ساعدني في بناء الثقة وتعزيز التقبل، حيث أصبحت قدراتي وخبراتي هي التي تتحدث عني، مما أزال أي شكوك محتملة تتعلق بكوني امرأة في هذا المنصب، فقد تلقيت دعماً هائلاً من عائلتي، خاصة من والديّ اللذيْن كانا دائماً يشجعانني على السعي لتحقيق أحلامي. بعد ذلك، يأتي دور القيادة الرشيدة التي لعبت دوراً محورياً في توفير الموارد والفرص اللازمة لتطوير مهاراتي وتحقيق التقدم في مسيرتي المهني. كما حصلت على دعم كبير من زملائي وشبكة علاقاتي المهنية، الذين قدموا لي النصائح والإرشاد وساعدوني في صقل خبراتي.
من خبرتها، تنصح د. عبير، الطبيبات الإماراتيات اللواتي يطمحن بتسلّم مناصب عالية المستوى في يوم المرأة الإماراتية؛ بأن يؤمنّ بقدراتهن، وأن يسعين لتحقيق أحلامهن من دون خوف. تتابع قائلة: "التحلي بالصبر والإصرار والعمل الجاد هو المفتاح لتحقيق النجاح، كما أنصح الطبيبات بأن يواصلن تطوير مهاراتهن العلمية والمهنية، وألا يترددن في طلب الدعم والمشورة من ذوي الخبرة.
وفي عام مبادرة «عام الاستدامة»، ليوم المرأة الإماراتية، أعمل على التركيز على تطوير السياسات والإجراءات التي تضمن استمرارية الرعاية الصحية عالية الجودة. وأعمل أيضاً على تعزيز ثقافة الابتكار والتطوير المستدام داخل المؤسسة، مع اتباع أفضل الممارسات العالمية كمقياس لتقديم الرعاية، بما يضمن تحقيق أفضل النتائج للمرضى والمجتمع على المدى الطويل.

الدكتورة فاطمة مبارك: خدمة الناس قيم غُرست فينا منذ طفولتنا

ترعرعت د. فاطمة خميس سعيد مبارك، من مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، في إمارة دبي. وتعمل حالياً في عاصمتنا الحبيبة أبوظبي. هي أم لأولادها الثلاثة، وزوجة لرجل عظيم، كما وصفته، لعب دوراً كبيراً في توفير الأجواء المناسبة لها لخدمة المرضى بأفضل شكل ممكن. كما أنها تؤمن بشدة بأهمية التحلي بالقيم النبيلة وتقديم الخير لأفراد المجتمع.
فاطمة هي طبيبة استشارية في طب أسرة، وتتيح طبيعة عملها الفرصة لتتعامل مع جميع أنواع الحالات الطبية والفئات العمرية. تعلّق قائلة: "أحب عملي كثيراً وأستمتع بقضاء وقتي مع مرضاي وزملائي، كما أن خدمة الناس والعمل لتقديم أفضل خدمة طبية هي من القيم الي غُرست فينا منذ طفولتنا. فمد يد العون لجارك ومشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم جزء من تقاليدنا. وقد وفرت لي طبيعة عملي، ولله الحمد، الفرص لكي أسخّر نفسي لخدمتهم وخدمة بلادنا. وأعمل بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، بأن نكون الأفضل ودائماً في المقدمة، بما فيه خير ورفاه شعبنا ودولتنا".

دعاء لا أنساه

عايشت فاطمة الكثير من القصص الإنسانية من خلال عملها، تتابع قائلة: "كل يوم نتعلم شيئاً جديداً، فنحن دائماً في رحلة من التعلم والتطور المستمرين. ومن القصص الإنسانية التي أتذكرها هي عندما جاءت مريضة زائرة لدولة الإمارات من إحدى الدول العربية للخضوع للفحوصات الروتينية لمرض السكري. ومن خلال الفحص؛ اقترحت عليها أن تفحص سرطان الثدي، وقد وافقت المريضة، وللأسف كانت النتيجة إيجابية. ولكن لله الحمد، خضعت المريضة لجراحة ناجحة وبمساعدة إحدى الهيئات الخيرية المعترف بها في الدولة، والتي تكفلت بجزء كبير من علاجها. وذهبت أيام، وبعد أشهر زارني رجل كبير في السن يشكرني بأني أنقذت حياة زوجته، ولا أنسى دعاءه. ولاشك أن مثل هذه المواقف تجعلنا نقدم أكثر وأفضل لمرضانا.
أما عن المشاريع الطبية، التي تجدها د. فاطمة تحكي عن واقع الإمارات العربية المتحدة العصري والإنساني، فهي برنامج الجينوم الإماراتي. تعلّق: "هو مشروع رائع يدعم رؤية دولتنا الحبيبة بأن نكون مجتمعاً سليماً يتمتع بالصحة البدنية والنفسية، والكشف عن الأمراض المزمنة قبل وقوعه".
تلقت د. فاطمة الكثير من الدعم الذي مكّنها من أن تصبح ما هي عليه اليوم. تستدرك قائلة: "لا أنسى أطبائي الذين علموني مبادئ عملنا وقيادتنا الرشيدة التي غرست في نفوسنا قيم التواضع وعمل الخير لشعبنا بدون مقابل، ثم أسرتي التي كانت أبرز مصادر دعمي وتشجيعي على تحقيق النجاح. وأقول للمرأة الإماراتية، في هذه المناسبة، "يوم المرأة الإماراتية": إن الحياة مليئة بالمغامرات التي تُكلل بالنجاح أحياناً، ولا تلاقي التطلعات أحياناً أخرى. لكن إذا لم نختبرها بكل حالاتها فلن نكتشف قدراتنا وإمكاناتنا. ومن دروس الحياة، أن نتعلم دائماً ما يتعين علينا تغييره، وكيف يمكننا المضي في دروب النجاح والتطور.

د. فاطمة مبارك: إذا لم تختبري الحياة بكل حالاتها وتقلباتها فلن تكتشفي قدراتك وإمكاناتك

تم تمديد مبادرة «عام الاستدامة»، ليوم المرأة الإماراتية، لذلك تجد د. فاطمة أن الاستدامة هي ترسيخ للإيجابية ضمن أجواء العمل السلبية. وهي من دون أدنى شك من الممارسات التي تستمتع بالقيام بها. وكمثال، كما تقول: "إذا رأيت موظفاً يواجه ظروفاً صعبة، أحرص على تولي دور المحفز الإيجابي عن طريق النصح والإرشاد، وأوفر له مواقف تدعمه نفسياً وتعزز من ثقته بنفسه من خلال عمله".