في اليوم الوطني السعودي 94 حسام الميمان: الوطن هو كل شيء..

سنتان ونصف السنة تقريباً مضت على إطلاق بودكاست "الميمان شو The MAYMAN Show "، والذي نجح فيه المقدم حسام الميمان في أن يحجز له مكانة بارزة بين برامج البودكاست المحلية والعالمية، من خلال أسلوبه الفريد في التقديم والحوار، واستضافته لعدد كبير من الشخصيات المؤثرة والملهمة وتناوله لقضايا وإنجازات ومحطات مهمة في مسيرة المملكة في ظل استراتيجيات رؤية 2030، مما ساهم بفوزه بجائزة أفضل بودكاست في الشرق الأوسط، وترشحه لجوائز عديدة أخرى، وأن يكون محور حديث النقاد والمتابعين.
الميمان، حل اليوم ضيفاً على "سيدتي" في حوار تزامن مع مناسبة اليوم الوطني السعودي، فكان أن تحدثنا عن البرنامج وعن دور البودكاست ومنافسته للإعلام التقليدي، والأهم الأهم عن الوطن.

بحر المحتوى

الإعلامي حسام الميمان


في بداية حديثه، تقدم الإعلامي حسام الميمان بالشكر لمجلة "سيدتي" عبر الاستضافة، معتبراً أنه شعور غريب قليلاً أن يكون هو الضيف، وقال: "بالعادة أكون أنا المقدم، وأستضيف الأشخاص وأسألهم الأسئلة، وهذا وضع فيه أريحية أكثر بالنسبة لي، لكن لنرى كيف ستكون الأمور اليوم".
ثم تحدث الميمان عن فكرة برنامج The MAYMAN Show قائلاً: "هو بودكاست عبر منصة عرب نيوز، إحدى مطبوعات المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام SRMG، وهو يركز على أبرز الأحداث التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل رؤية 2030 وتشمل مجالات الثقافة والرياضة والسياحة والترفيه وقطاعات مختلفة أخرى نقوم فيه باستضافة مسؤولين ومشاهير من هذه القطاعات".
وأضاف: "فكرة البرنامج هي فكرة مشتركة بقيادة عرب نيوز، الأستاذ فيصل عباس رئيس التحرير وكل فريق «عرب نيوز»، حيث مكنوني من أن أقدم هذا البرنامج بطريقة غير تقليدية وغير رسمية، هذا الأسلوب يحبذه الجمهور الأجنبي، فكما تعرفون الجمهور الأجنبي يفضل البرامج والحوارات غير الرسمية".
وأشار الميمان إلى أنه فخور بفوز البرنامج بجائزة أفضل بودكاست في الشرق الأوسط ضمن جوائز WAN-IFRA's Digital Media Awards Middle East التي تنظمها المنظمة العالمية للصحافة "وان-إيفرا"، وأضاف: "هذه السنة وصلنا أيضاً للمرحلة النهائية في PEOPLE’S CHOICE PODCAST AWARDS ، وسنرى مع نهاية هذا الشهر إذا كنا سنفوز أم لا، لكن مجرد الوصول إلى المرحلة النهائية للترشيح ضمن برامج بودكاست من دول مختلفة وثقافات مختلفة وبحر من المحتوى، هو شيء جميل وهو إنجاز بحد ذاته".

بصمة غير تقليدية


بالنسبة للشخصيات التي استضافها البرنامج وأبرز ما تم مناقشته من مواضيع اعتبر الميمان أنه لا يمكنني القول إن هناك شخصية بارزة أكثر من غيرها، وتابع: "استضفنا عدداً كبيراً من الشخصيات المؤثرة منهم الأستاذة لمى الشثري رئيسة تحرير مجلة "سيدتي"، واستضفنا الأميرة نورة الفيصل وأيضاً مشاهير مثل الكوميدي العالمي راسل بيترز، كما واستضفنا أحد أكبر المنتجين في مجال هوليوود طارق بن عمار، ومن القطاع الرياضي في المملكة كنا قد استضفنا الأسطورة لاعبة الفنون القتالية هتان السيف، وهناك العديد من الأسماء التي لا نستطيع أن نحصرها الآن ونحتاج الكثير من الوقت حتى نعددها جميعها".
وبالإشارة إلى الحوار مع الأستاذة لمى الشثري، قال الميمان: "كان حواراً جميلاً، مليئاً بالمعلومات، فهي شخصية لها إنجازات كثيرة في مجال الإعلام وأرى أن خلال عملها في "سيدتي" وضعت بصمة غير تقليدية على المجلة وقلة هم منْ يستطيعون أن يبرزوا الجهود بهذه الطريقة، وخلاصة هذه الحلقة كانت بالتأكيد أن المملكة العربية السعودية تبرز منذ فترة طويلة دور المرأة في القيادة في عدة مجالات، ولهذا نرى لهن إنجازات كثيرة في تاريخ المملكة".
وللاطلاع على محتوى حوار الإعلامي حسام الميمان مع الأستاذة لمى الشثري، رئيسة تحرير مجلتي "سيدتي" و"الجميلة"، اقرؤوا: لمى الشثري تتحدث عن تجربتها الرائدة في قيادة "سيدتي" مع "الميمان شو"

البودكاست والإعلام التقليدي

الإعلامي حسام الميمان


في حوارنا مع الميمان كان لا بد من التوسع في موضوع دور البودكاست اليوم والأثر الذي تركه على عمل وسائل الإعلام التقليدية، وعن ذلك قال: "البودكاست هو منصة رقمية، وهي المنصة الأولى في هذا الزمن، لأن عدد المشاهدين والمتصفحين على الإنترنت أكبر بكثير من المتابعين لوسائل إعلامية أخرى كالتلفاز والراديو والمجلات وغيرها، ولهذا فإن وسائل الإعلام الآن لا بد أن يكون لها دور وطرح ومواد غنية أونلاين لتصل إلى الجمهور الذي تريد الوصول إليه".
أما من ناحية أريحية طرح المواضيع فأشار الميمان إلى أن: "أكثرية صناع المحتوى الموجودين حالياً هم في منصات حرة، ويمثلون أنفسهم، وسقف الحرية مختلف عن المنصات التقليدية، وهذا تحدٍ كبير بالنسبة للبرنامج".
وأكمل: "في عرب نيوز لدينا سقف حرية كبير في الطرح لكن شرط أن يكون هناك توجه صحيح. وأنا أرى المستقبل مثمراً، ومن خلال البودكاست وسائل الإعلام الرسمية سيكون لها دور كبير في نهضة المحتوى".
وأكد الميمان أن ذلك أثر بالطبع على الإعلام التقليدي، مضيفاً: "الذين يتصفحون الإنترنت اليوم أكثر بكثير ممن يقرأون معلوماتهم من مجلات أو وسائل إعلام تقليدية، لكن في جميع أنحاء العالم نجد أن وسائل الإعلام التقليدية تواكبت مع هذا التغيير، وباتت تصنع محتوى غنياً، فهذه فرصة لوسائل الإعلام التقليدية لصناعة محتوى يلبي اهتمامات هذه الشريحة".

أحب أن أتحدى نفسي

ورداً على سؤال حول طبيعة شخصيته، قال: "من الصعب أن أجيب على هذا السؤال، فأنا إنسان أحب أن أتحدى نفسي وأعتقد أنني كنت محظوظاً والحمد لله فكون الوالد، رحمه الله، كان دبلوماسياً كنت أعيش جزءاً من حياتي خارج المملكة، وتعرفت إلى العديد من الثقافات ودرست مع ثقافات مختلفة، وهذا له دور كبير في تكوين شخصيتي التي أنا عليها اليوم".
وأضاف: "أحب أن أتعرف إلى العادات والتقاليد والثقافات المختلفة، حتى لو كنت أتفق معهم على أشياء وأخرى لا أتفق معهم عليها، لكن يكون أمامنا كتاب مفتوح نستطيع أن نأخذ منه ما هو إيجابي وجيد لنا ونترك ما هو عكس ذلك، لكنني على أي حال أحترم الاختلاف، أحترم كذلك حتى الأشياء التي لا تتوافق مع شخصيتي ورغباتي وطريقة تفكيري".
أما بالنسبة لاهتماماته، فرد الميمان ضاحكاً: "أنا صراحة أعتبر نفسي إنساناً مملاً، وقتي في أغلبه هو للعمل، أحب أن أصنع محتوى، ومنذ صغري وأنا أحب هذا المجال، لذلك فعندما أقدم عملاً ناجحاً أكون مستمتعاً به إلى أقصى الحدود، لذا يمكن القول أن عملي هو أبرز اهتماماتي، وأرى أن عملي في الإعلام هو أمر ممتع وبالطبع هو مختلف عن عملي الآخر كمستشار للتواصل، حيث أكون معنياً بحضور الاجتماعات والجلوس في المكتب".

هذا أم ذاك؟

خلال الحوار طرحنا على الميمان أسئلة سريعة تناولت بعض الخيارات، وأولها عن الثوب السعودي وما إذا كان يفضله على الملابس العصرية، فقال: "أرتدي الثوب السعودي بشكل يومي تقريباً لكن في أوقات فراغي قد أرتدي الجينز والتيشيرتات العملية وأنا أعتبر أن هذا التنويع حلو".
الخيار الثاني كان بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية وكان جوابه: "أرى أن اللغة العربية جميلة جداً، لكن اللغة الإنجليزية أيضاً مهمة فهي اللغة العالمية التي تتيح لنا حالياً التخاطب مع العالم".
أما ما بين القلم والميكروفون فاختار الميمان الميكروفون وقال عن ذلك: "هو جزء من رحلتي الإعلامية، فأنا أحب القلم بالتأكيد، لكن بداية رحلتي مع الإعلام كانت كمقدم برامج ومقدم للأخبار والتغطيات الخاصة، ثم انتقلت بعدها للصحافة الورقية. ما سمعته من المتابعين والمشاهير حول بودكاست THE MAYMAN SHOW في داخل وخارج المملكة دليل على أن الميكروفون له تأثيره فعلا وله هيبته، وأعطي مثالاً على ذلك البلوغر بيريز هيلتون وهو من أشهر النقاد في أميركا الذين يناقشون مواضيع هوليود، كتب عن البرنامج".

لما لا نُري العالم ثقافتنا؟

الإعلامي حسام الميمان


أخذنا الحوار للحديث عن جيل الشباب في السعودية، ميزاتهم واهتماماتهم، فقال الميمان: "الشباب السعودي شباب شغوف، وطموح، ولديه رغبة بدخول مجالات غير تقليدية، يريد أن يساهم في النهضة التي نشهدها الآن من خلال رؤية 2030 وأن تكون له بصمته في كل قطاع يدخله. وكما أشرنا من قبل أننا استضفنا العديد من الشخصيات الشابة مثل المصمم عبد الرحمن العابد، صاحب العلامة التجارية قرمز والتي أعطاها هوية مختلفة غير تقليدية، وهي بصمة حققت له أصداء عالمية. وهذا برأيي، ما يجعل الشباب السعودي مختلفاً وأعماله مختلفة، إن كل عمل يصدر من السعودية يكون له بصمة سعودية وطريقة مختلفة".
وأردف: "في المجال العالمي، جميل أن نرى الثقافات الأخرى، نحن نرى ثقافات العالم كلها فلما لا نري العالم ثقافتنا؟"
وكان لا بد لنا من أن نختم حوارنا بفيض من المشاعر، وكان السؤال عن الوطن، وعنه قال الميمان: "الوطن، هو كل شيء، هو جزء مني، جزء من أسرتي، جزء من شخصيتي، وبحكم أنني كنت مقيماً خارج المملكة لفترة، فأينما ذهبت الهوية السعودية تكون موجودة في داخلي، وكنت أشتاق لها كثيراً، أشتاق لأبسط الأمور من حياتنا، أشتاق لصوت الأذان، للضيافة السعودية المختلفة والتي ينبهر بها ضيوف المملكة. السؤال عن الوطن سؤال تصعب الإجابة عنه".
ورداً على سؤال ختامي حول كيفية احتفاله باليوم الوطني السعودي قال: "بداية، أتمنى أن يكون اليوم الوطني يوماً سعيداً للجميع، الرياض والمملكة تعج بالاحتفالات الجميلة بهذه المناسبة، وأكمل مازحاً، لولا زحمة الرياض القاتلة لخرجت أحتفل مع الشباب في الشارع، لكن الزحمة تجعلك تفكر بينك وبين نفسك: هل تخرج من بيتك أم لا؟"
قد تودون أيضاً قراءة: لمى الشثري لبودكاست The Mayman Show : سيدتي تواصل مسيرة 40 عاماً في سياق دعم وتمكين المرأة