في اليوم الوطني السعودي 94 سوسن البهيتي: كلي فخر واعتزاز..

الفنانة الأوبرالية سوسن البهيتي
الفنانة الأوبرالية سوسن البهيتي

"سارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاء، مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء، وَارْفَعِي الخَفَّاقَ أَخْضَرْ، يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ رَدّدِي اللهُ أكْبَر يَا مَوْطِنِي"، إنها روح الوطن في كلمات، يرددها السعوديون والسعوديات بفخر واعتزاز، فكيف إذا صدحت بها حنجرة ذهبية، وصوت رنان متقِن للنغمات وثقل المعاني وحجم التأثير.
غنت الأوبرالية السعودية سوسن البهيتي كلمات النشيد الوطني؛ لأنها تدرك أنها مفتاح لقلب كل سعودي، وكانت بلا شك مفتاحاً لباب الزمن حيث قالت خلالها للعالم، نحن هنا، الفن فننا، واللغة لغتنا، واللحن لحننا.
اليوم نفتح معها مذكرات العمر؛ لنتحدث عن أول مرة اكتشفت فيها قدرات صوتها، وأول وقوف لها على المسرح، وأول انطباع من أهلها.. كما ونغوص في الأحلام وما تحقق منها.

أعدته للنشر: عبير بو حمدان
ماكياج: نور عماد
شعر: سمر النبهان
تصوير فيديو: عبد الرحمن بن طالب - عبد الرحمن المفرح

تمثيل الوطن

بداية ما شعورك حين تقفين على المسرح وتغنين للجمهور في السعودية؟

عندما أقف على المسرح وأغني أوبرا أمثل بلدي بها وأنا في المملكة يتملكني إحساس فيه العديد من المشاعر المتداخلة الاعتزاز والفخر والحب والسعادة، ومن ناحية أخرى فيه مسؤولية وشعور بأنني عليَّ أن أقدم أفضل ما عندي.

لماذا اخترتِ الأوبرا باللغة العربية؟

أنا اخترت أن أغني الأوبرا باللغة العربية، وأن أعمل على تطوير غناء الأوبرا باللغة العربية، لأنه فيها الكثير من التحدي، لكنها ستكون الطريق الذي أصل من عبره للجمهور العربي وللجمهور السعودي، فنحن شعب نحب الكلمة قبل اللحن، نحب الشعر، ومن الضروري أن المعاني الرائعة التي نغنيها في هذه الأوبرا بهذا الشغف وهذا الصوت القوي، لا بد وأن تصل للجمهور بكلمات يستطيعون التواصل معها، ويفهمون المعاني الخارجة من الشعر الذي نغنيه.

العالم بأسره تحوّل

كيف نشأت علاقتك بالموسيقى؟

علاقتي بالموسيقى بدأت منذ عمر صغير، كنت تقريباً في السادسة من عمري فقط، سمعت صوت الغيتار حين كانت أختي الكبيرة تعزف عليه، ومنذ ذلك الوقت بدأت أرتبط سمعياً مع الأغاني التي أسمعها، صرت أرصد لحن الغيتار في الأغاني التي أستمع لها، وقادني الفضول بعدها لأن أتعلم عزف الغيتار ومنذ ذلك الوقت بدأت الرحلة.

ومتى أدركتِ أنكِ قادرة على هذا النمط الفني؟

درست إعلاماً واتصالاً جماهيرياً، وكان شغفي في الموسيقى بشكل عام كهواية، بعدها أتيحت لي فرصة أن أدرس مادة الكورال كإحدى مواد دراستي في الجامعة، فقلت لم لا، فلأجرب دراسة مادة في مجال أنا أحبه وأستمتع فيه، وخلال تجارب الأداء قال لي قائد الكورال إن صوتي فيه إمكانية لغناء الأوبرا، وطبعاً حينها فوجئت وتساءلت بيني وبين نفسي حول ذلك، فأنا لم أفكر مرة في حياتي في الأوبرا ولم أفكر باحتمالية أن أتجرأ وأغنيها، ولم أعتقد أبداً أن صوتي يمكن أن يصل لهذه المرحلة. بعدها بأربعة أشهر تقريباً قمت بغناء أول أغنية لي على المسرح بطريقة الأوبرا.

حدِّثينا عن تلك الوقفة الأولى لك على المسرح كأوبرالية؟

الوقفة الأولى على خشبة المسرح كانت في عام 2008، وكانت في الجامعة كما ذكرت سابقاً، وكان هذا أول حفل أوبرا لي، شعرت في تلك اللحظة أن العالم بأسره تحول، لم يكن واضحاً لي إلى أين سيأخذني هذا المسار وإلى أين سأصل، لكنني كنت واثقة أن هذا هو الطريق الصحيح، وقد وضعت أولى خطواتي فيه، ومن بعدها كان حفل الانطلاقة في عام 2019، وكان على هذا المسرح هنا، في مركز الملك فهد الثقافي، وغنيت يومها النشيد الوطني بطريقة الأوبرا.

كيف كانت ردة فعل أهلك عندما أخبرتهم عن غناء الأوبرا؟

أهلي كانوا مهتمين دائماً بكوني في مجال الموسيقى بشكل عام، وفي إحدى العطلات المدرسية عندما عدت إلى منزل أهلي في جدة أخبرتهم أنني أريد أن أريهم شيئاً ما، فأخرجت أوراق الموسيقى من حقيبتي وبدأت أغني، حينها رأيت الدهشة على وجوههم، انبهروا بأدائي ومن التعليقات التي قالوها لي حينها "يجي منك"، أو بمعنى آخر أنني قادرة على ذلك.

تحقق الأحلام

لحظة دخولك لهذا المجال بدأت الأحلام تنسج والتطلعات ترسم، ما الذي تحقق منها اليوم؟

كفنانة، استطعت أن أصل للناس سواء في السعودية أو في الخارج، وباتت لنا بصمة في عالم الأوبرا، وأصبح هناك اهتمام أكبر بمجال الأوبرا، وبات الناس يريدون التعرف إليها أكثر، ومن ناحية ثانية بات لدينا أوبرا باللغة العربية، فعندما قدمنا أوبرا زرقاء اليمامة، وأتى الفنانون العالميون إلى هنا وغنوا الأوبرا بصيغتها الرائعة الجميلة التي يعرفونها هم لكن بلغتنا الجميلة.

إذا طلبنا منك اليوم، وبمناسبة اليوم الوطني السعودي أن تصفي شعورك حيال ما وصلت إليه في ظل تغيّر المشهد الثقافي في البلاد ماذا تقولين؟

أشعر أنني محظوظة لكوني أعيش في هذا الزمن اليوم، وأنني أرى كيف أن السعودية تساهم في تلوين العالم بجمال هذه البلاد وقدرات أبنائها وبالثروات التي تملكها، السعودية تبني إرثها وتاريخها، وبالنسبة لي فخري واعتزازي أنني قادرة على المشاركة في بناء هذا التاريخ.
اقرأوا أيضاً: سوسن البهيتي تتحدث لـ"سيدتي" عن مشاركتها في مهرجان الأوبرا الدولي: سعيدة جداً بتطور الأوبرا من السعودية للعالم