في اليوم الوطني السعودي نواف نهار النصار: فلنروِ ماضينا في حاضرنا

تروي المملكة العربية السعودية من خلال عمارتها قصص الفخر والاعتزاز، وبين تلك القصص تعيش إبداعات شعب حلم وحقق، كل لمسة وكل فكرة وكل تصميم، كانت حجراً في ذاك البناء الشاهق، ولهذا قال مصمم العمارة الداخلية، نواف نهار النصار، علينا ألا نطمس الماضي لنبني الحاضر، بل نروي الماضي في الحاضر ونفتخر به.
في اليوم الوطني السعودي 94، يروي لنا نواف نهار النصار كيف ألهمته السعودية ليدرس تصميم العمارة الداخلية، وأي رسالة أراد أن يوصلها من خلال ذلك التخصص، وفي سياق كل ذلك يحكي لنا عن عشقه لهذا الوطن.

أعدته للنشر: عبير بو حمدان

التعرف إلى الذات


في بداية الحوار معه، يحكي لنا نواف نهار النصار عن علاقته بالوطن، قائلاً: "الوطن، منذ صغري وأنا أكبر به في كل يوم، وجعلني أتمسك به أكثر، الوطن أعطاني وعلمني وحدد لي مساري، أعطاني الأمان وساعدني أن أعرف ذاتي وأكون فخوراً بمن أنا".
وتحدث النصار عن كيفية تحديده لمساره الدراسي والمهني وقال: "عندما كنت في المدرسة وبالأخص في مرحلة الثانوية كنت متعطشاً جداً لأعرف ما هو التصميم الداخلي، وكانت تقام حينها برامج صيفية مدتها أسابيع، تعلم ما هو مفهوم التصميم الداخلي، والدي، رحمه الله، دعمني، وشجعني على الالتحاق بهذه البرامج التي تتضمن ورش عمل ومحاضرات ودورات، شجعني على التعلم منها، وكذلك والدتي".


وأضاف: "لذلك خلال الثانوية التحقت بهذه البرامج حتى أتعلم وأفهم منها ما الذي يعنيه التصميم الداخلي واكتشفت أنه عالم واسع جداً لا يتعلق فقط بالفراغ الداخلي، بل أيضاً عن علاقة الفراغ الداخلي مع الخارجي، وقررت بعدها أن ألتحق بجامعة موجودة في أوروبا وأدرس هذا التصميم الداخلي، وشاء الله أن دخلت الجامعة الأمريكية".
اقرأوا أيضاً: في اليوم الوطني السعودي حسام الميمان: الوطن هو كل شيء..

عودة وحلم


وعن العودة للوطن قال مصمم العمارة الداخلية: "رجعت للوطن وبدأت العمل كمصمم داخلي، ومثل كل سعودي وسعودية تخرجوا وبدأوا العمل في الوطن، كنت متعطشاً وأريد أن أعطي أقصى ما يمكن".
وأضاف: "عندما رجعت لأرض الوطن، وجدت أن هناك معلومات ناقصة وهي تخص الزخارف المعمارية لكل منطقة في المملكة، فبدأت أبحث فوجدت أن كل منطقة تختلف عن منطقة أخرى بسبب الجوـ موقعها الجغرافي، العادات والتقاليد، والثقافات التي دخلت إلى هذه المنطقة. فصبيت اهتمامي في عملي على أن يكون دائماً مرجعي للزخارف المحلية لكل منطقة في المملكة لأن هذه هي هويتنا".

نقل الرسالة للأجيال الجديدة


لأنه كان مصراً على نقل الرسالة من جيل إلى جيل، دخل مصمم العمارة الداخلية نواف النصار مجال التدريس، وعن ذلك قال لنا: "قبل 15 أو 18 سنة سألت نفسي لم لا أكون أستاذاً ضيفاً في إحدى الجامعات حتى أتعرف على ما يتعلمه هذا الجيل، وصرت أذهب مع طلابي وطالباتي إلى المناطق المختلفة في المملكة بناء على المواد التي يدرسونها، وبت أشرح لهم لماذا سنزور هذه المنطقة، وذاك الموقع، وكيف أن ذلك يرتبط بالمواد التي يدرسونها، وأعرفهم على الفارق بين الأزمنة، وكيف الناس كانوا يفكرون من قبل، وكيف تفكر الأجيال الحالية".
وختم بالقول: "أحببت أن أقول أنه من الضروري لنا جميعاً أن نروي الماضي في الحاضر وليس أن نطمس الماضي لنخرج بشيء جديد".
ومن الحوارات الملهمة أيضاً في اليوم الوطني السعودي اقرأوا: في اليوم الوطني السعودي 94 ريوف الرميح: السعودية مهد الطموح والإلهام