مع استعدادات وزارة النقل والخدمات اللوجستية لتنظيم المنتدى اللوجستي العالمي 2024، في دورته الأولى، خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر الجاري في الرياض، بمشاركة قادة وخبراء القطاع اللوجستي من مختلف أنحاء العالم، برز دور المرأة السعودية في قطاع الخدمات اللوجستية الذي يشهد نموًّا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة؛ حيث أصبحت تلعب دورًا محوريًّا في دعم هذا القطاع الحيوي ضمن رؤية السعودية 2030. وبفضل الإصلاحات التي أزالت القيود السابقة، تمكنت المرأة من دخول مجالات العمل اللوجستي التي كانت في السابق مقتصرةً على الرجال، وقد ساعدت البرامج التدريبية والتأهيلية على تعزيز مهاراتها وإعدادها لتولي أدوار قيادية ومؤثرة. اليوم، تسهم المرأة بشكل فعال في تطوير سلاسل الإمداد وتعزيز الابتكار والاستدامة؛ ما يعزز مكانة السعودية على الخريطة اللوجستية العالمية ويدفع عجلة الاقتصاد الوطني.
ولتسليط الضوء على دور المرأة السعودية في القطاع اللوجستي كان لسيدتي هذا الحوار مع جيهان السعيد المدير العام لسياسات وتشريعات الخدمات اللوجستية بوزارة النقل والخدمات اللوجستية، والتي أشادت بدور المرأة في القطاع بفضل الإصلاحات الشاملة والتحسينات المستمرة التي تحدث في السعودية ،وعلى مختلف المستويات.
المرأة السعودية في قطاع الخدمات اللوجستية
كيف يمكن لمشاركة المرأة السعودية في قطاع الخدمات اللوجستية أن تساهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030؟
تلعب المرأة السعودية دورًا محوريًّا في دعم تحقيق المستهدفات الطموحة، في إطار رؤية السعودية 2030، لا سيما في القطاعات غير التقليدية، مثل قطاع الخدمات اللوجستية، مما ساهم في توسَّع حضورها بشكل كبير. كما شهدت السنوات الماضية إطلاق عدد من البرامج التدريبية المتخصصة التي تهدف إلى تأهيل المرأة وتمكينها من الاندماج في هذا القطاع الحيوي.
اليوم، أصبح حضور المرأة في قطاع الخدمات اللوجستية قويًّا؛ حيث تمارس أدوارًا قيادية تسهم في تطوير القطاع وإعادة رسم مستقبله. وهذه المشاركة الفاعلة تدعم تحقيق أهداف استراتيجية متعددة، منها زيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتعزيز فرص العمل، فضلًا عن المساهمة في تعزيز مكانة المملكة على الصعيدين المحلي والدولي.
جيهان السعيد
ما أبرز التحديات التي تواجه المرأة السعودية في قطاع الخدمات اللوجستية؟ وكيف يتم التعامل مع هذه التحديات؟
في مواجهة التحدي الرئيسي المتمثل في توفير الفرص التدريبية والتوظيفية للمرأة في قطاع الخدمات اللوجستية، تمكنَّا من التغلب على هذا التحدي من خلال إطلاق برامج تأهيلية وتدريبية متخصصة تهدف إلى دعم المرأة وتمكينها في هذا المجال، كما تم تعزيز الشراكات بين القطاعَين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي؛ بهدف توفير التدريب المناسب، والمساهمة في زيادة انخراط المرأة في القطاع بشكل أكبر.
يتطلب تمكين المرأة في القطاع اللوجستي أيضًا تعديل السياسات وتوفير بيئة عمل مناسبة، وهو ما تعمل عليه المنظومة باستمرار بالتعاون مع الشركات الخاصة. فنحن ملتزمون بتسريع جهودنا للتغلب على التحديات، خصوصًا مع زيادة نسبة النساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية في القطاع. هذا يعد مؤشرًا واضحًا على نجاح الجهود المبذولة في مواجهة العقبات السابقة وتحقيق التقدم المنشود.
المنتدى اللوجستي العالمي
كيف يعزز المنتدى مشاركة المرأة في القطاع اللوجستي، وما الخطوات التي يتم اتخاذها لإعادة تشكيل هذا القطاع على الصعيد العالمي؟
تلعب المرأة دورًا كبيرًا في تنظيم الدورة الأولى من المنتدى اللوجستي العالمي؛ إذ تساهم في العديد من الجوانب لضمان نجاحه وخروجه بالشكل المطلوب. إضافةً إلى ذلك، تشارك المرأة كمتحدث رئيسي في العديد من جلسات المنتدى، بجانب مشاركتها الواسعة ضمن الحضور.المرأة حاضرة أيضاً في الملفات التي سيناقشها المنتدى؛ إذ يُعد تعزيز مشاركتها في القطاع اللوجستي خطوة مهمة ضمن الجهود الرامية إلى إعادة تشكيل مستقبل هذا القطاع على الصعيد العالمي.
كيف أثرت التحسينات المرتبطة بتمكين المرأة على مرونة وسلامة سلاسل الإمداد، وضمان استمرارية العمليات في مواجهة التحديات المختلفة؟
تطلب تمكين المرأة في القطاع اللوجستي إجراء تحسينات شاملة على عدة مستويات، وهي التحسينات التي أسفرت عن تعزيز ثقة المستثمرين بهذا القطاع، كما أثبت دخولُ المرأة أن قطاع الخدمات اللوجستية قادر على التطور ومواكبة التغيرات المختلفة؛ ما ساهم في تعزيز مكانته. بالإضافة إلى ذلك، فقد ساهمت هذه التحسينات في الحفاظ على مرونة وسلامة سلاسل الإمداد، وضمان استمرارية العمليات رغم التحديات المتنوعة.
مستقبل المرأة في القطاع
ما توقعاتكم المستقبلية لدور المرأة في القطاع اللوجستي؟ وكيف يمكن أن تساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للقطاع؟
نتوقع أن تستمر المرأة، سواء داخل السعودية أو خارجها، في تعزيز دورها الريادي في القطاع اللوجستي، سواء على مستوى القيادة أو الابتكار. ومع تزايد التركيز على التحول الرقمي والاستدامة في هذا القطاع، ستكون المرأة في طليعة الجهود الرامية إلى تبني الحلول المستدامة والتكنولوجية، حيث نعمل في الوزارة على تحقيق تكامل أكبر للمرأة في مختلف مجالات القطاع اللوجستي؛ الأمر الذي سيساهم بشكل مباشر في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للقطاع.
اقرأ المزيد : الرياض تستضيف المعرض السعودي للمخازن والخدمات اللوجستية