هل توجد مسؤولية أهم وأكبر، وربما أصعب، من تربية الأبناء بعد الإنجاب؟! وما مواصفات الأم الإيجابية القادرة على تحمل تلك المسؤولية؟ الأم المتعاونة والمتفهمة والمدركة لما يدور بذهن وقلب أطفالها؟ الإجابة ليست سهلة بطبيعة الحال؛ فالأمر يحتاج لمتابعة وفهم طبيعة كل ابن على حدة، ومراقبة غير مباشرة للطفل طوال ساعات يومه، والأكثر أهمية هو طبيعة التعاملات التي تتبعها؛ لينشأ طفلها اجتماعياً إيجابياً متفائلاً لا يعرف الضعف والانكسار.
اللقاء وخبيرة شؤون الطفل الدكتورة نهاد عبد العزيز؛ للشرح والتوضيح.
أفكار تهيئين بها نفسك لمسؤولية الأم الإيجابية
- أن تستيقظي كل يوم رافضة التفكير في سلبيات طفلك بالأمس، مقررة أن تكوني إيجابية طوال ساعات يومك معه.
- أن تتجنب الأم نقد ابنها الدائم، وتعمل على منحه الثقة والشجاعة؛ فتصححي تصرفاته دون انتقاده.
- أن تساعدي أطفالك على اكتشاف طاقاتهم وإمكاناتهم، وتمنحيهم المواد والخامات ليحققوا أهدافهم.
- مراقبة نفسك، ومراعاة كل ما تقولين وتفعلين؛ فالابتسام ونشر السعادة في البيت عدوى تنتقل للأبناء.
- التحكم في الأعصاب، والميل إلى الصبر واللطف في المعاملة؛ صفات تنتقل إليهم بصورة مباشرة.
- الترحيب بالبقاء بالبيت عند الذهاب لمكان ما، بغرض تأسيس علاقة صحية مع الأبناء.
- طباعك ومزاجك وأسلوبك في التعامل مع الناس ينعكس على الأبناء؛ فكوني النموذج الجيد.
- هل تعلمين أن تزيين المنزل بالزهور والنباتات، والقيام بنشاطات مرحة وممتعة، مع عدم الشكوى والتذمر الدائمين ينعكس على الطفل إيجابياً.
تعرفي إلى خطوات ذكية لتعامل الأم الوحيدة مع أطفالها، انتبهي لها
قواعد متوازنة للتربية
كل أم لا تريد سوى الأفضل لأبنائها؛ فهي تبحث طوال الوقت عن أساليب التربية الحديثة وطرق تطبيقها، حتى تُرشد أبنائها إلى الطريق الصحيح، وتكون قادرة على حمايتهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها، هذه بعض النصائح التي تُسهل على الأمهات الإيجابيات القيام بمسئولياتهن التربوية:
-
استمعي إلى طفلك وحفزيه جيداً
بدلاً من توجيه النصائح له بشكل مُبالغ فيه طوال الوقت، تناقشي مع طفلك لتتعرفي إلى شخصيته بشكلٍ أكبر، ولتُدركي ما مواطن قوته، وأين تكمن نقاط ضعفه.
قومي بتوجيهه إلى ما يُناسبه، وإبعاده عن الطريق الخطأ، ولا تتجاهلي استخدام المُحفزات عند قيامه بسلوك سليم، أو تحقيقه أي شكل من أشكال التفوق الدراسي.
عليكِ بالحذر عند استخدام نظام الثواب والعقاب؛ حتى لا تتحول المكافآت إلى رشاوٍ. كثير من الأمهات لا يهتممن بالاستماع إلى أبنائهن، وهو ما يخلق فجوة كبيرة بينهم. لهذا؛ عليكِ بالحذر عند استخدام المكافأة بوصفها وسيلة تشجيع، وليس بوصفها شرطاً لإنجاز مهمة ما؛ لأنه بذلك سيُنفذ تعليماتك بهدف الحصول على المكافأة، وليس لأنه على قناعة بأنها تُحقق مصالحه.
-
حققي توازناً بين اللين والحزم
للأطفال مساحاتهم الخاصة، لكن هذا لا يُبرر عدم وجود حدود للتعامل بينكما، فعلى الطفل أن يُدرك أن لكِ سلطة عليه في بعض الأمور، وأنه ليس حراً بشكلٍ كامل.
الرضوخ والسماح لطفلك بالتفاوض على هذا الأمر؛ يؤدي في كثير من الأحيان إلى صراعات بينكما، لذلك عليكِ أن تكوني حازمة في بعض الأوقات، وأن تُبدي مزيداً من التساهل والتسامح في أوقات أخرى.
يحتاج طفلك إلى الحزم بجانب الشعور منك بمزيد من الحماية؛ فأنت حائط أمانه الذي لا ينكسر أبداً، فيُمكنه الرجوع إليه في أي وقت حتى عند ارتكاب الأخطاء وأوقات الأزمات.
إظهار الحب غير المشروط يُطلق هرمونات السعادة مثل الأوكسيتوسين، وهذه المواد الكيميائية العصبية تجلب لطفلك إحساساً عميقاً بالهدوء والدفء العاطفي والرضا.
عليكِ أن تُدركي جيداً أن دعم الطفل الكامل لا يعني أن تُسانديه دائماً في التحديات التي يواجهها، فليس صحيحاً أن يشعر بالراحة طوال الوقت؛ لأنه بذلك لن يتعلم المثابرة، ولن يكتسب مهارات جديدة.
والابن، صغيراً كان أو كبيراً، لن يتعلَّم ويُصقل خبراته إلا بالتجربة والوقوع في الخطأ، مع تذكر أن احترام خصوصيات طفلك لا يجب أن يُمس حتى عندما تتدخلين في بعض أموره.
للمعرفة هناك دراسات تؤكد: أهمية التخطيط المشترك بين الآباء لتربية الأبناء
- لا تتجاهلي وضع خطة وروتين خاص
ويجب أن تكون هذه الخطة نابعة من احتياجات طفلك وميوله وأهدافه المستقبلية؛ فعلى سبيل المثال: خطة للقيم الأخلاقية التي ستدعمينها في شخصية طفلك خلال الشهر القادم.
وتذكري دائماً أنكِ يجب ألا تُبالغي في توقعاتك، خاصةً إذا كان مع طفل لم تنضج أبعاد شخصيته بعد؛ لذلك ضعي دائماً توقعات تتناسب مع قدرات واهتمامات وعمر طفلك.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.