عندما تصرخين في وجه طفلك أو تقومين بضربه سواء بيدك أو باستخدام أي أداة مؤذية تعتقدين بأنها سوف تسبب له الألم فأنت تعتقدين أيضاً بأنك بذلك قد قُمتِ بعقابه، ولا تعرفين أنك قد أخطأت في تربية الطفل الذي يعد الضرب آخر وسائل التربية، وكذلك الصراخ والصوت العالي والشتم، فكل هذه الوسائل تأتي بنتائج عكسية، إضافة إلى أنها قد تسبب مشاكل نفسية للطفل مثل الخجل الزائد والانطواء والتبول اللاإرادي.
هناك العديد من الأساليب التربوية الفعالة والإيجابية لعقاب الأطفال بدون الضرب أو الصراخ، أو الشتائم ويُطلق عليها العقاب التربوي وهو العقاب الذي يؤدي لنتائج طيبة وإيجابية ويؤدي إلى توقف الطفل عن القيام بالسلوك السيء ولا يستمر في الإصرار عليه، ولذلك فقد التقت "سيدتي" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية شيماء يونس، حيث أشارت إلى ما هي آلية العقاب التربوي ومتى يؤدي العقاب الخاطئ إلى نتائج عكسية ليست كما تريدينها، بحيث تُقومين سلوك طفلك الخاطئ كالآتي:
أظهري حبك له بعد معاقبته
- أظهري حبك له بعد أن تكوني قد استخدمت أسلوباً تربوياً صحيحاً في عقابه، فلا يعني العقاب أن تستمري في خصامه مثلاً، أو أن يعتقد الطفل بأنك لا تحبينه، على العكس من ذلك تماماً فيجب أن تتحدثي معه بلطف وحب بعد أن تُظهري له الخطأ الذي وقع فيه، ويفيد بأن تقومي باحتضان الطفل، وذلك لأن من المهم أن تتعرفي على فائدة عناق الطفل وتأثيره على حياته النفسية.. فالاحتضان يعني أن ما قام به ليس نهاية العالم، فلا يتحول لطفل منبوذ أو منطوٍ، بل إنه سوف يصحح أخطاءه وسلوكياته سريعاً ليحافظ على هذا الحضن الدافئ.
- وضحي له الفرق بين الخطأ الذي لا يُرضي أحداً ويسبب مشاكل لمن حولنا وقد يؤذيهم وبين مشاعرك كأم نحوه ولأنك تحبينه فأنت تخافين عليه من نظرة الآخرين له وبأن يكتسب كراهيتهم له، والطفل يحرص منذ صغره على نيل حب وتدليل الآخرين.
أوقفيه عن نشاط يحبه
- أوقفي طفلك عن نشاط يحبه لفترة زمنية محددة وليس إلى الأبد لكي يراجع نفسه في حال قيامه بسلوك خاطئ او غير محبب، وإذا ما تسبب في ضرر للآخرين، واربطي بين حرمانه من أشياء يحبها وبين قيامه مثلاً بالاستيلاء على لعبة شقيقه الأصغر، علماً بأن هناك طرقاً بسيطة لحل الخلافات بين الإخوة ولكن في حال قيامه بالاستيلاء على ممتلكات غيره حتى لو كان شقيقه فيجب عقابه بطريقة تربوية.
- قومي بحرمانه من امتيازات كان يتمتع بها وليس من نشاط يحبه فقط أو صلاحيات مثل أن يكون مسؤولاً عن جهاز الريموت كونترول للتلفاز في غرفة المعيشة لكي يختار ما يشاهده بقية الإخوة، فقومي بسحبه من يده لكي يشعر بفداحة ما فقده حين كان يقوم بدور القائد.
تابعي أيضاً: كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره؟
تحاوري معه بهدوء
- تحاوري مع طفلك بهدوء مستخدمة قواعد الحوار الصحيح مع الطفل، بحيث تبيني له أولاً أن السلوك الذي قام به غير مناسب وبأنه لا يفيد ولا يمكن أن يحبه الآخرون عندما يقوم به، وأشعريه بأن السلوك السيء الذي يقوم به لا يضره هو فقط وأن الحياة متكاملة ويجب أن نحرص على راحة ورضا كل من حولنا.
- اسمحي له كي يعبر عن مشاعره ويبين سبب السلوك الذي قام به، وأفسحي له الفرصة لكي يتكلم ولا تتبعي نظام المحقق معه على الإطلاق، وناقشي معه بدائل سليمة وبسيطة بدلاً من السلوك الذي قام به، ويمكن أن تخيريه بين عدة بدائل لكي لا يشعر بأنك تريدين أن تفرضي سيطرتك عليه ولكي يشعر بأنه ذو شخصية مستقلة على صغر سنه.
دعيه يتحمل نتيجة الخطأ الذي وقع فيه
- اسمحي لطفلك بأن يتحمَّل نتيجة الخطأ الذي وقع فيه، فمن الطبيعي أن يتحمَّل كل إنسان نتيجة تصرفاته مهما كانت، فأخبريه بأن المشاكل التي وقع فيها هي نتيجة حتمية لتصرفاته وأن عليه أن يواجه هذه النتائج.
- ساعديه على أن تكون هذه الأخطاء أو السلوكيات الخاطئة التي قام بها عبارة عن تجارب سوف تساعده على التخطيط بشكل أفضل والتقدم والنجاح في المستقبل، وساعديه على أن يتعلم التجاوز وعدم الوقوف أمام الخطأ الذي قام به والاستمرار في جلد ذاته، ويمكن أن يعتذر لمن أخطأ في حقهم عن طريق أن تعرفي كيف تنمين ثقافة الاعتذار عند الأطفال؟ ويمكن استشارة مرشدة تربوية في هذا الشأن، وبعد ذلك يمكنه أن يستمر ويمضي في تحسين سلوكه مع وعده لك بعدم تكراره.
كافئيه على تصرف جيد مهما كان بسيطاً
- اهتمي بتعزيز أي سلوك إيجابي يقوم به الطفل وفي البداية وقبل أن تقدمي له الجوائز والحوافز ويُفضل أن تبتعدي عن الجوائر المالية، فيجب أن تضعي نظاماً لفحص السلوكيات التي قام بها الطفل خلال جدول زمني معين مثلاً.
- استخدمي جدولاً صغيراً لكي تضعي فيه السلوكيات الإيجابية التي حققها الطفل خلال أسبوع مثلاً، وضعي أمام كل سلوك جيد عدة نقاط، واحتسبي نقاطه، وبعد ذلك قرري أن تختاري مكافأة الطفل التي تناسبه، بحيث يعتزُّ بها ويفتخر بها أمام أفراد الأسرة.
- خططي لروتين يسمح بتعزيز السلوك الجيد الذي قام به الطفل مهما كان بسيطاً، وامتدحي ما قام به لكي يكرر الطفل السلوك الحسن وينسى السلوك الخاطئ الذي بدر منه.
دعيه يتحمل مسؤولية
- قرِّبي طفلك بحيث يكون ذلك ليس بطريقة مُتعمَدة ولكن بطريقة لطيفة، مثل أن تضعيه بالقرب منك في المطبخ وهو يراجع دروسه، فأنت بذلك تشعرينه بأنه مسؤول، لأنك أنت تقومين بعملك وفي نفس الوقت فهو يقوم بعمله، والمطلوب منه أن يشترك معك في تحمل مسؤولية البيت والمساعدة في أعمال خاصة حسب سنه، فقيامه بحل الواجبات يعني أن يساعدك ويقلل الأعباء الموكلة إليك.
- أشركي طفلك في وضع قواعد وقوانين للبيت لكي يشعر بالمسؤولية، كما أشركيه في تحديد عواقب ونتائج الأخطاء أو التسيب وعدم الانضباط، وبالتالي فهو سوف يتعلم بالتدريج وبطريقة غير مباشرة ليست وعظاً ولا إراشاداً أن السلوك المرغوب فيه والمحبب والمفضل يعني أن تتعزز العلاقة الإيجابية مع باقي أفراد الأسرة، وبهذه الطريقة أي توكيل الطفل بمهمات فأنت تُسهمين في تنمية مهارات الطفل من دون اللجوء إلى العقاب المدمر والذي يقضي على شخصية الطفل فينشأ طفلاً مرعوباً يتوقع العقاب على كل خطأ مهما كان بسيطاً.