تعتري الطفل الكثير من المخاوف وتجعله غاضباً، متوتراً؛ مثل الخوف من الحيوانات، الخوف من الظلام، الخوف من الأماكن الجديدة بالنسبة إليه، ومنها الخوف من المدرسة، لدرجة أنه يتبول لا إرادياً أحياناً، بمجرد أن يعرف بدخوله المدرسة أو عودته إليها، كما أجمعت على ذلك الدراسات النفسية التربوية.
حيث تؤكد إحدى الدراسات أن دخول المدرسة يعني للطفل؛ مواجهة نوع من القيود والنظام، بينما كان في الأسرة يأمر وينهى، ويملأ الدنيا ضجيجاً وصراخاً، ودلالاً زائداً وهنا المشكلة الكبرى بالنسبة له، ومن أجل مزيد من التفاصيل كان اللقاء والدكتورة سلوى طعيمة أستاذة طب نفس الطفل وتعديل السلوك، والتي كانت رئيسة لإحدى الدراسات التربوية تحت عنوان: أزمة دخول المدرسة لدى بعض الأطفال.
"فوبيا المدرسة "مع عودة الدراسة
أعد معهد الطفولة دراسة بمناسبة العودة للمدارس، وكانت عينة البحث تضم 1000 طفل لا تزيد أعمارهم على 6 سنوات، تم سؤالهم عن سر رفضهم أو خوفهم من الذهاب للمدرسة، وكانت الإجابة: أن دخول المدرسة تجعلهم يشعرون بصدمة الابتعاد عن الوالدين، وصدمة الخوف من الغرباء ، والخوف من عدم القدرة على التكيف في المدرسة، ولهذه الأسباب يخافون الذهاب إليها للمرة الأولى، أو الرجوع إليها مرة ثانية.
وتعقب الدراسة: أن الخوف من المدرسة موجود فعلياً لدى بعض الأطفال بنسب مختلفة، وينطوي على عدد من الاضطرابات النفسية والشخصية للطفل، وداخل عينة البحث كان هناك أطفال يتذرعون بأعذار لا يريدون من خلالها الذهاب إلى المدرسة، أرجعها بعض الباحثين إلى خوفهم من الانفصال عن الأم، أو لخوفهم من المُعلم، أو من الأطفال الأكبر منهم سناً.
دور الأهل تجاه المدرسة
- كما أفردت الدراسة -التي قامت بالإشراف عليها الدكتورة سلوى طعيمة- فصلاً كاملاً عن طبيعة نظرة الأهل للمدرسة؛ حيث يشكل أحد الأبعاد التي يتأثر بها الطفل.
- كلما كانت نظرة الأهل للمدرسة إيجابية ومرحبة بفضلها وأهميتها للطفل، كان انعكاسها إيجابياً على الطفل، وكذلك حالة الأهل الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للأسرة، فهي تعكس نظرتهم بالنسبة للمدرسة.
- العلاقات الأسرية القائمة على الحوار والنقاش والتفاعل الإيجابي بين الطفل والأسرة، يمثلون المرجع السليم لكل ما يعاني منه الطفل أثناء دخوله الجديد للمدرسة.
- الدعم الاجتماعي والعاطفي للطفل عند دخوله لعالم دراسي جديد، والتعاون بينهم وبين المدرسة، بجانب أن اتجاهات الوالدين بالنسبة للعلم والمعرفة لها تأثير مباشر على اتجاهات الطفل.
- طبيعة لعب الأطفال مع بعضهم وداخل أسرتهم أو مع أقرانهم، قبل الدخول إلى المدرسة، له صدى أو تأثير كبير على دخولهم المدرسة وكيفية التعامل مع أقرانهم فيها.
- الطفل الذي رُبّيَ على النظام والاحترام والصدق في كل شيء، يعتقد أنه سوف يدلل في المدرسة مهما فعل وكيفما تصرف، عكس الطفل الذي يعاني القهر والعقوبات والضرب في أسرته.
أعراض "فوبيا المدرسة"
- خوف الطفل ورفضه الذهاب للمدرسة، حالة مرضية عصبية تتميز بأعراض الخوف والقلق الحاد.
- وغالبية الأطفال الذين يعانون من الخوف لا يستطيعون تفسير الأسباب الداعية لخوفهم.
- أما أساتذة طب النفس بالدراسة، فيعرّفون الخوف المرضي من المدرسة بأنه خوف من قلق الانفصال.
- وتربط الدراسة بين التوازن العقلي للطفل ومدى تمتعه بعلاقة حميمة ومستقرة وثابتة مع أسرته وخاصة أمه.
- لهذا على الآباء والأمهات والمربين أن تربطهم علاقة بالأبناء، ما يمكن الطرفين من العيش بسعادة ورضا، وأن يقتربوا من داخل الطفل ويسألوه عما يعاني منه؛ لئلاّ يبقى مكتئباً أو متشنجاً.
هل تريدين الاطلاع على أسباب خوف الطفل؟
دور الأهل في التخلص من مشكلة "فوبيا المدرسة"
بعض الآباء حين يشعرون بخوف وتوتر الطفل الشديد المرتبط بالمدرسة، يعتقدون أن إبقاءه في المنزل يساعد الطفل على تجاوز المشكلة، لكن ذلك يزيد من صعوبة عودة الطفل إلى المدرسة، لذلك يمكن للأبوين معالجة المشكلة، قبل أن تصبح مشكلة متكررة ومرهقة لكل من الطفل والأهل، بعدة خطوات تشمل:
- الاستماع إلى مخاوف الطفل الفعلية ومخاوفه من الذهاب إلى المدرسة، فقد يكون سبب رفض الذهاب إلى المدرسة طالباً معه في المدرسة يعرض الطفل إلى التنمر.
- الخوف من الحافلة، أو مخاوف من عدم القدرة على مواكبة الطلاب الآخرين في الفصل بسبب صعوبة مادة معينة بالنسبة للطفل، لا يمكن معالجة هذه المشكلات إلا إذا كانت معروفة.
- تشجيع الطفل على الذهاب إلى المدرسة بشكل منتظم، ودون تكرار أيام الغياب بشكل كبير دون سبب مُلِح؛ ما يساعد في تجاوز مشكلة رُهاب المدرسة.
- عدم إطالة فترة وداع الطفل قبل ذهابه للمدرسة؛ حتى لا يزداد تعلقه، وإذا كان بالإمكان فذهاب الطفل في حافلة المدرسة يمكن أن يسهل الأمر، بجانب تيقن الأهل أن الطفل سيتجاوز هذه المشكلة.
- يخبر الأبوان الطفل بأنهم سيكونون بانتظاره في المنزل عند عودته من المدرسة، وتكرار هذا الأمر لأكثر من مرة سيشعر الطفل بالاطمئنان.
- استشارة المرشد التربوي في المدرسة في حالة الطفل، ووضع خطة مشتركة مع الأهل، لتقليل العوامل السلبية في المدرسة، والتي من الممكن أن تعزز سلوكه السلبي (فوبيا المدرسة).
- تقليل وسائل المتعة في المنزل وجعلها ضمن وقت محدد، وهو ما بعد العودة من المدرسة، كما يجب تحديد سبب رهاب المدرسة عند الأطفال الأكبر عمراً، وضرورة أن يتخذ الأهل التدابير اللازمة.
طرق للوقاية من مشكلة خوف الأطفال
- إعطاء الأطفال الفرص المناسبة للانفصال عن الأبوين خلال سنوات ما قبل المدرسة، من خلال مشاركة الطفل في أنشطة ومجموعات اللعب، ووضع الطفل في دور الحضانة خلال فترة محددة.
- تجنب إطالة فترات العطل والتغيب عن المدرسة، وتهيئة الطفل نفسياً من خلال اللعب والكلمات التشجيعية باقتراب موعد المدرسة وأهمية العلم، ومتعة الذهاب إلى المدرسة.
- العلاج السلوكي والمعرفي للطفل من أنجح العلاجات لتجاوز مشكلة الخوف من المدرسة، حيث أثبتت إحدى الدراسات أن 80% من الأطفال الذين تلقوا العلاج السلوكي والمعرفي، ذهبوا للمدرسة بشكل طبيعي.
مضاعفات طويلة المدى لمشكلة خوف الأطفال من المدرسة:
- انخفاض التحصيل الدراسي.
- محدودية العلاقة مع الأقران من العمر نفسه.
- انعكاس المشكلة على الأبوين والأسرة بشكل عام.
- زيادة احتمالية تطور الخوف إلى اضطرابات نفسية أخرى.
- 25 بالمائة من الأطفال غير الراغبين بدخول المدرسة، قد تسربوا قبل إتمام الدراسة الثانوية مقابل 8% كمعدل عام.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.