لأن العلم قد تطور ودارت عجلته دورة سريعة وغزا التطور التكنولوجي كل مناحي حياتنا، فقد أصبحت الحاجة ملحة في هذا الوقت للخروج عن الطرق التقليدية في التعليم؛ مثل طرق التلقين والحفظ والنسخ لأن الأجهزة الإلكترونية وكل مظاهر التكنولوجيا دخلت إلى البيوت العربية ووصلت إلى أيدي الأطفال بنفس السرعة المدهشة التي دخلت فيه إلى نظم الشركات والمؤسسات مثلاً، مما يحتم علينا تغيير طرق التعليم التقليدية التي تعلمناها، واتباع نظام جديد في تعليم أطفالنا يتضمن أن يصبح الطفل عضواً فاعلاً في تعلم المعلومة ويتوقف دوره التقليدي العقيم في أن يكون مجرد وعاء يتم حشو وضخ المعلومات فيه.
يجب أن نوصل للأمهات والمعلمات وكل القائمين على تعليم وتربية الطفل بعض الطرق الحديثة في التعليم، والتي أصبحت ضرورة وليست ترفاً ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بموجه التربية الأساسية الأستاذ خالد عوض الله، وحيث أشار إلى طرق توصيل المعلومة للطفل بشكل مبسط وتفاعلي، لتحقيق أفضل صورة للتعلم عند الطفل ومن هذه الطرق إدخال التعلم عن طريق الصور وتطبيقات الإنترنت وغيرها في الآتي:
ما هي شروط توصيل المعلومات للأطفال بطريقة سلسة وفعالة كضرورة تعليمية هامة؟
- اهتمي بتوصيل المعلومات بطرق سلسلة وفعالة ومغايرة للطرق التقليدية من أجل النمو العقلي والمعرفي والمعلوماتي لطفلك، بحيث تراعين اختيار هذه الطرق بشكل مناسب لعمر الطفل الزمني والعقلي كما يجب أن تكوني على اطلاع على مراحل النمو العقلي عند الطفل وأي أمراض أو حوادث قد تعرض لها وأثرت على نموه وتطور قدراته العقلية.
- اختاري طرق تعليم معرفية جديدة، ولكن بحيث تراعي قدرات الطفل وتراعي الفروق الفردية بين الأطفال، سواء الأشقاء في البيت أو التلاميذ في المدرسة.
- استخدمي طرق توصيل معلومات بسيطة ومن وحي البيئة المحيطة مع استخدام اساليب تفاعلية ملائمة تماماً للموضوع، وكذلك يجب أن تكون وسائل الايضاح البصرية مناسبة للموضوع لأنها سوف تتقاسم المهمة المطلوبة إلى جانب الشرح اللفظي للمعلومات.
طرق توصيل المعلومات للطفل لتحقيق البساطة والتفاعل في التعليم
استخدام التجارب العملية والأنشطة الفعلية
- استخدمي الأنشطة العملية والتجارب من أجل توصيل المعلومات للأطفال بطريقة سلسة؛ لأنها تعد من أفضل الطرق لتوصيل المفاهيم والمعلومات، فالتجارب تسهم في شرح المفاهيم المجردة للطفل بطريقة واضحة وعلى نحو علمي.
- اعتمدي الأنشطة اليدوية؛ لأنها تعمل على تثيبيت المعلومات في ذاكرة الطفل واستيعاب المعلومات بشكل أفضل، كما تتيح للطفل المتعلم الفرصة لكي يطبق ما تعلمه بشكل عملي فعال.
- أعدي التجارب العملية سواء كنت أماً أو معلمة؛ لأن التجارب تنمي دقة الملاحظة والقدرة على حل المشكلات عند الطفل، كما تعمل ايضاً على تنمية مهارات التركيز عند الأطفال وتحفز الطفل على الاستنتاج وتشد انتباهه مما يجعله ينخرط في بيئة تعلمية تفاعلية طول الوقت وتدفعه إلى التحري والاستقصاء بسبب دافع الفضول المعروف لدى الصغار.
الاستفادة من أدوات التعليم عبر الإنترنت
- قومي باعتماد مواقع الإنترنت كمصدر من مصادر التعلم وتوصيل المعلومات مع تأكدك التام من مصداقيه المحتوى الذي قمت باختياره وملاءمته لسن الطفل وعمره؛ لأن الألعاب والتطبيقات التعليمية التي يصل إليها الطفل عبر الإنترنت أصبحت تلفت نظره بشكل فعال ويمكن أن يستفيد منها.
- وفري لطفلك الفرصة للوصول إلى منصات المحاضرات والدروس الكورسات أي الدورات التلعيمية من خلال الفيديو وتقنياته المختلفة، كما يمكن اعتماد منصات الواقع الافتراضي لكي يكتشف الطفل المفاهيم بطريقة تفاعلية.
- اهتمي بتوفير أدوات خاصة بالعروض التقديمية وكذلك الملصقات التعليمية الجاهزة للطباعة، ويمكن توفير الكتب والقصص المتوفرة على المواقع الإلكترونية والتي تتيح للطفل القراءة التفاعلية كنشاط هام ويمكن وصله أيضاً مع معلمين للحصول على دروس تعليمية عبر تقنيات حديثة متوفرة في شبكة الانترنت.
الرحلات الميدانية والتجارب الحية في أماكن تواجدها
- قومي باصطحاب الأطفال إلى أماكن البحث والتحري، وذلك من خلال رحلات ميدانية منظمة، سواء كانت تلك الرحلات ستنطلق من البيت أو من خلال تلاميذ الفصل، وتحت اشراف إدارة المدرسة؛ لأن الرحلات الميدانية واصطحاب الأطفال إلى أماكن يمكن إجراء تجارب حية فيها تسهم بشكل كبير في تنمية مهارات جمع المعلومات والملاحظة وطرح الأسئلة حول ما يرونه ويكتشفونه وتكسب الطفل خبرات ملموسة لا يمكن ان ينسوها.
- اصحبي أطفالك في رحلات ميدانية تسهم بشكل كبير في تفاعله الحي مع الظواهر المحيطة به، وتحثه على البحث والتحليل، وكذلك تجعله مهتماً بالبيئة المحيطة به وتقدير قيمتها والمحافظة على مكوناتها، ويمكن أن تستغلي خروج الأطفال في رحلة مدرسية عامة لكي تعرفي كيف تجعلين طفلك يستفيد من الرحلة المدرسية؟ من خلال أن يتحول جزء من وقت الرحلة إلى رحلة علمية للبحث والتأمل وافساح الوقت للنقاش العلمي والاستنتاج.
- اهتمي بشكل كبير بالرحلات الميدانية وإجراء تجربة ميدانية في مكان عام، مثل الخروج إلى حديقة البيت أو حديقة قريبة؛ لأنها تعمل على ربط النظرية بالتطبيق لدى الطفل، ولا يمكن أن ينسى ما تعلمه بهذه الطريقة خاصة حين يستطيع إدراك المفاهيم العلمية من خلال التجارب القياسية.
استخدام وسائل الإيضاح البصرية
- اختاري وسائل الإيضاح البصرية كواحدة من طرق توصيل المعلومات للطفل؛ لأن الشرح اللفظي لا يحقق نتائج مثلما تفعل الرسوم والصور ومقاطع الفيديو، وحيث تستحوذ على انتباه الطفل بشكل كبير وتسهم وسائل الايضاح البصرية في تبسيط المفاهيم المجردة لطفلك ومساعدته على فهمها.
- حاولي ان تجددي الوسائل البصرية التي توصلين المعلومات لطفلك من خلالها؛ لأنها تعمل على إثارة حواس الطفل في كل مرة وتعمل الرسوم المتحركة مثلاً ومقاطع الفيديو على زيادة التفاعل عند عرض المعلومات من خلالها للطفل، وترسخ المعلومات بطريقة سلسة وبسيطة لديه.
استخدام الرسوم والصور التوضيحية
- استخدمي طريقة فعالة في تعليم الطفل وهي الرسوم والصور التوضيحية والتي اعتمدها التربويون كأداة تعليمية هامة تساعد الطفل على الانتباه وتشده للمعلومة من خلال الرسوم الجذابة، والتي تسهل عليه حفظ المعلومة وسرعة استرجاعها.
- وفري الصور لطفلك كبديل بصري عن الكتاب الذي يحوي المعلومة الجامدة والتي لم تعد مجدية وفعالة فنمط التعليم المرئي هو احدث طرق التعليم وكذلك تسهم الرسوم المتسلسلة في تطوير قدرة طفلك على التحليل والتفكير المنطقي المتسلسل والاستنتاج، والأمر نفسه ينطبق على الخرائط الذهنية المصورة والتي تنظم المعلومات لدى الطفل ولكن بطريقة مرئية سهلة ومحببة.
إفساح مساحة للنقاش وطرح الأسئلة
- أفسحي لطفلك الفرصة لكي يطرح الأسئلة والمناقشة لأن النقاش يعمل على خلق بيئة آمنة للطفل يشعر من خلالها بشخصيته وبحريته وحقه في النقاش والتعبير عن رأيه.
- أجيبي عن أسئلة طفلك بكل صبر وكذلك قدري أسئلته واحترمي أفكاره وأظهري إعجابك بها وفضولك حول غرابتها.
- قومي بتنمية مهارة طرح الأسئلة التي تبدأ بكيف ولماذا، لأنها تنمي التفكير الاستقصائي عند الطفل ولا تغفلي طرح أسئلة مفتوحة عليه لتحفيز مهارات التفكير النقدي.
- خصصي وقتاً للنقاش الجماعي ولا تنهي الدرس برأيك أو بما قمت بتقديمه للطفل واجعلي النقاش الجماعي بناء، ووجهي الطفل من خلال النقاش الجماعي لكي يجيب عن الأسئلة التي يطرحها باقي الزملاء.
- قدمي مكافآت للأطفال الذين يجيدون طرح الاسئلة والذين يشاركون في النقاشات، وأثني على الطفل واهتمي بكل ما يقدمه مهما كان بسيطاً، مع مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال في هذه الناحية، ولا تحتاري كيف تكافئين طفلك؟ لأن مكافأة الطفل ليست دائماً مادية وكثيراً ما تسعد الكلمة والتربيت على الرأس والوجنتين أكثر من تقديم الجائرة وعند اختيار جائزة مادية يجب ألا تكون ثمينة ولا تسبب ضرراً له ومناسبة لعمره.