تصور هذا: أنت في السيارة، وتقودها منذ 5 دقائق فقط، وسألك طفلك بالفعل: "لماذا يجب أن أرتدي حذاءً؟".. "لماذا توجد غيوم في السماء؟" "لماذا تنام أختي؟" "لماذا يجب أن أجلس في مقعد السيارة؟" "لماذا كان علينا التوقف عند الإشارة؟"
وعند نهاية أسئلته تكونين أخيراً قد وصلتِ إلى النقطة التي على وشك أن تنفجري فيها وتصرخي، "لا أعرف. توقف عن سؤالي!"، فرغم أنك قد تستسيغين فضول طفلك أحياناً، إلا أنك تتمنين ألا يتجاوز به حدوده، حتى لا يتسبب لك بالإرباك.
حول كيفية التعامل مع الطفل كثير الأسئلة، يكشف لك الأطباء والمتخصصون، عن سبب أهمية هذه المرحلة لأطفالنا، وخمس طرق عملية يمكنك من خلالها الرد على طفلك عندما يستمر في طرح هذا السؤال.
لماذا يسأل الأطفال "لماذا؟"

يتطلب هذا السؤال قدراً من الفضول الطفولي للإجابة عليه! حيث تتطور أدمغة الأطفال بسرعة. وقد تبدو أسئلتهم مكررة، لكن الإجابة عليها تساعد أطفالنا على فهم العالم. إنه لأمر رائع أن نفكر في الروابط المستمرة التي تقيمها هذه العقول الصغيرة.
لذا، في حين يحتاج أطفالنا إلى طرح الأسئلة واختبار الحدود وتجربة أشياء جديدة لفهم العالم، فإن هذا لا يسهل علينا كآباء وأمهات، لأنه قد يكون من الصعب أن يُطرح عليهم أسئلة باستمرار طوال اليوم، وقد يكون هذا محفزاً كبيراً للعديد من الأهالي. لذلك فكري بالمقولة التي تجزم أن طرح الأسئلة هو ما خلقت الأدمغة للقيام به، على الأقل عندما كنا أطفالاً صغاراً. بالنسبة للأطفال الصغار، فإن البحث عن التفسيرات هو دافع متجذر بعمق مثل البحث عن الطعام أو الماء.
5 طرق عملية للرد على فضول طفلك
1. أجيبي عن أسئلتهم
عندما يطرح عليك طفلك السؤال "لماذا؟"، لا تقولي له: "هل يمكنك أن تخبرني المزيد؟" فهو يريد أن يسمع المزيد منك ويفهم شيئاً لا يعرفه.
خذي الوقت الكافي لمنحه إجابة عندما تستطيع. إذا ترجمنا "لماذا" إلى معنى "أخبرني المزيد" خلال تلك الأيام التي لا نسمع فيها سوى "لماذا هذا، لماذا ذاك"، فقد يساعدنا ذلك في تذكر أن دماغ طفلنا يتطور. إنهم يحاولون فقط فهم عالمه.
وعندما نجيب عن أسئلتهم، فإن عقولهم تطرح باستمرار المزيد من الأسئلة لمساعدتهم على تعلم المزيد حول هذا الموضوع:
"هل يجب عليك التوقف عند كل إشارة مرور حمراء؟"
"لماذا توجد إشارات مرور خضراء في الاتجاه الآخر؟"
"لماذا يضيء الضوء عندما نحرك المفتاح؟"
2. ضعي الحدود عند الحاجة

إذا شعرتِ بالانزعاج من كل هذه الأسئلة، فإن وضع حدود يمكن أن يساعدك على العودة إلى حالة من الهدوء، لتقرري (متى) يمكنك الاستمرار في الإجابة على أسئلة طفلك. الحدود مفيدة ويمكن أن تدعم أطفالنا الصغار عندما تأتي الحدود من مكان الحب والرعاية غير المشروطة. قولي لطفلك: "آه، أنا أحب عقلك الفضولي! لديك الكثير من الأسئلة. سنتوقف عن طرح الأسئلة الآن وسنتمكن من الإجابة على المزيد لاحقاً!".
3. ساعديهم على أن يصبحوا أكثر فضولاً
في بعض الأحيان تكون إحدى أفضل الطرق للإجابة على أسئلة "لماذا" التي يطرحها أطفالنا هي طرح سؤال عليهم في المقابل. فطرح سؤال في المقابل يمكن أن يساعدهم على تعلم مهارات حل المشكلات المهمة والإجابة على أسئلتهم بأنفسهم وتنمية فضولهم.
تخيلي أنك على الشاطئ مع طفلك. وهو يراقب مجموعة من طيور النورس، ويسألك: "لماذا تمتلك طيور النورس أجنحة؟" يمكنك أن تشرحي له أنها تستخدم أجنحتها للطيران، أو تجيبينه بسؤال: "أنت على حق؛ تمتلك طيور النورس أجنحة. هل يمكنك مشاهدتها ومعرفة ما الذي تستخدمه لأجنحتها؟"
في هذا المثال، بدلاً من مجرد الإجابة عن السؤال، الأمر الذي من المرجح أن يؤدي إلى المزيد من الأسئلة، فأنت تمنحين طفلك فرصة للفضول. و تقدمين له بعض الإرشادات حول كيفية العثور على إجابة لأسئلته (من خلال مراقبة الطيور) وتسمحين له بالفضول والإجابة على سؤاله بنفسه.
بالطبع، قد لا تنجح هذه الاستجابة إلا مع بعض الأسئلة التي يطرحونها، ولكن تذكري ذلك عندما تستجيبين لطفلك الفضولي.
4. كوني فضولية بشأن السبب وراء "لماذا؟"
في بعض الأحيان، قد يكون سماع الإجابة على الأسئلة أمراً مريحاً يكون الشعور بالتوتر أو القلق عند الأطفال بشأن شيء ما. إن إثارة فضولك بشأن أسئلة طفلك والتحقيق في الخوف المحتمل وراءها يمكن أن يساعدك في كيفية التعامل مع أسئلته.
قد تكون اسئلة الأطفال متكررة لأن سماع نفس الإجابة يخلق شعوراً بالأمان. يبدو الأمر مألوفاً، ويعرفون ما الذي يتوقعونه. وفي أحيان أخرى، يكون الأمر مجرد طريقة لبناء محادثة معك، وإذا تحدثت عن شيء آخر، فسيؤدي ذلك إلى إشباع احتياجاتهم.
قولي لطفلك: "أسمع أنك تستمر في سؤالي عن ________. لقد أجبت عليه بالفعل. أتساءل لماذا لا تزال فضولياً؟"
أو "أسمعك تسألني لماذا سنذهب إلى جدي مرة أخرى؛ ما الأمر؟"
أسئلة للتعرف إلى الطفل وتسعة أنواع لشخصياتهم
5. اطلبي منهم العثور على إجابات
في تلك الأيام التي تشعرين فيها بأنك لا تستطيعين الإجابة على أي أسئلة أخرى، يمكنك تشجيع طفلك على محاولة العثور على الإجابة بنفسه. تأملي في سؤالهم لإخبارهم بأنك سمعتهم، ثم اسأليهم عما يمكنهم فعله بأنفسهم.
قولي لطفلك: "أحب مدى فضولك. هذا سؤال رائع! أتساءل عن الإجابات التي يمكنك التوصل إليها."
أو: "أنا أحب عقلك الفضولي! من الممتع أن أشاهدك تتعلم كل شيء عن العالم. لا أستطيع الانتظار لسماع الإجابات التي يمكنك التوصل إليها!"
طرق أخرى لفهم طفلك

لمزيد من الطرق لمساعدتك على فهم طفلك بعمق، وتغيير السلوك غير المرغوب فيه، تعلمي كيفية تأديبه بطريقة تحل المشاكل الآنية:
- اطلعي على دورة تربية الأطفال الصغار عبر الإنترنت. ستعلمك الدورة كيفية إحداث تغيير حقيقي في منزلك باستخدام أساليب مجربة وإستراتيجيات عملية وأدوات تعمل حتى في أصعب لحظات التربية.
- احتضني فضول طفلك وانظري إلى أسئلته باعتبارها علامة على نمو عقله ورغبته في فهم العالم.
- أجيبي على أسئلته "لماذا" من خلال إعطائه المزيد من المعلومات وتشجيعه على التعلم والاستكشاف.
- ضعي حدوداً عند الحاجة للحفاظ على هدوئك وسلامتك العقلية.
- عززي فضولهم من خلال طرح الأسئلة عليهم في المقابل وتشجيع مهارات حل المشكلات.
- احرصي على البقاء فضولية بشأن الأسباب الكامنة وراء أسئلتهم، فقد يكونون يبحثون عن الطمأنينة أو يبحثون عن محادثة.
- مكني طفلك من العثور على الإجابات بنفسه، وتعزيز مهارات الطفل والاستقلالية والتفكير النقدي.
- قدري فضول طفلك واحتفلي به، حتى لو كان الأمر مرهقاً، لأنه جزء ثمين من نموه وتعلمه.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص