عندما يكمل طفلك السادسة من عمره فمعنى ذلك أنه سوف ينخرط بطريقة رسمية بالعالم الخارجي عن طريق المدرسة وسوف يصبح تلميذًا مسجلًا في الصف الأول وبالتالي سوف تتسع دائرة علاقاته وتواصله مع العالم الخارجي، ولذلك فمن المهم أن ترسي الأم عدة قواعد تربوية لدى طفلها؛ لكي يستمر عليها من أجل بناء شخصيته والحفاظ على حياته في نفس الوقت.
من الضروري أن يتعلم الطفل في سن السادسة ست قواعد حياتية يتعامل معها على أنها قوانين، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله؛ حيث أشار إلى 6 قواعد هامة يجب أن تعلميها لطفلك مع بلوغه عامه السادس مثل عدم مشاركة بيانات العائلة مع الغرباء والخروج مع الأب وغيرها في الآتي:
الحفاظ على خصوصية العائلة
- عودي طفلك على الحفاظ على خصوصية العائلة، وأن يكون الانتماء الأول لها وأخيرًا، فالطفل يتكون لديه وفي سن السادسة الشعور بأنه لا يكتمل وجوده بدون وجود الوالدين وباقي الإخوة والأخوات، ولذلك فمن الضروري أن تعززي لديه هذا الشعور بأن العائلة هي الرهان الأساسي والناجح في الحياة، والتي يستطيع أن يبوح لها بكل مشاعره ومشاكله، وأن ينتظر منهم المساعدة والشعور بالأمان.
- علمي طفلك معنى أن يكون للعائلة خصوصيتها بحيث لا يسمح للغرباء بدخول الحمام الخاص بالوالدين مثلًا، ولا يسمح لصديقه حين يزوره أن يدخل غرفة نوم أخواته البنات، وكذلك يجب أن يحافظ الطفل على أسرار والديه ومشاكلهما وما قد تتعرض له الأسرة من عثرات مادية والمهم أيضًا أن تستخدمي طرقًا فعالة لتدريب طفلك على الحفاظ على مقتنياته الشخصية منذ صغره ومن بينها المقتنيات الخاصة بأسرته.
عدم شرب أي مشروب من عبوة سبق استخدامها

- امنعي طفلك وبكل حزم أن يقبل تناول أي مشروب سبق فتحه مثل عبوات العصائر والمياة المعدنية والمياة الغازية، مهما كان شعوره بالعطش، وكذلك في حال كانت تلك القناني والعبوات ذات شكل مغرٍ له ويبدو عليها أنها مرتفعة الثمن ولذيذة الطعم؛ لأن القناني التي تقدم للطفل وهي مفتوحة من أي شخص آخر سواء كان طفلًا صغيرًا أو شخصًا غريبًا يمكن أن تعرض الطفل للعدوى بالأمراض سواء الأمراض الهضمية أو الجلدية والتي تتصل مثلا بالإصابة بالهربس الفموي خاصة لو كانت مناعة الطفل ضعيفة.
- احذري أن يتناول طفلك أي مشروب سبق فتحه من الغرباء ونبهي عليه عن حوادث يتعرض فيها الأطفال للخطر ولاحظي أن الطفل في عمر السادسة يصبح لديه وعي كافٍ بسبب ما يشاهده من أفلام ومسلسلات عن حوادث الاختطاف وتعرض الأطفال الصغار للخطر والاختفاء، ولذلك يجب عدم قبول أي طعام او حتى هدية أو لعبة من شخص غريب قد يستوقف الطفل في الشارع مثلًا ويقدم له مغلفًا من الحلوى.
عدم الخروج مع أحد بدون إذن الوالدين
- نبهي على طفلك وحذريه من الخروج مع أي شخص، مثل أن يأتي شخص غير الأب أو الأم لاصطحابه إلى البيت من المدرسة، وعلى الأم أن تعلم طفلها أن لا أحد يستطيع أن يصحبه إلى أي مكان دون إذن مسبق من الوالدين أو أحدهما ولذلك يجب أن يكون هناك تنسيق بين الأم وبين المدرسة، وهذا ما تتبعه معظم المدارس حول تحديد هوية الشخص الذي بامكانه اصطحاب الطفل من المدرسة وذلك مع بداية العام الدراسي.
- حذري طفلك من السير مع أي شخص غريب قد يخبره بتعرض أحد الوالدين لحادث وأنه قد جاء لكي يصحبه إلى المشفى أو تعرض المنزل مثلًا للسرقة أو الحريق، ومن الضروري أن تؤكدي على طفلك أنه في حال غيابك سوف يستلمه الخال أو العم مثلًا، وفي حال حدوث أي حادث فيجب أن تخبريه أن هناك من سوف يستلمه من إدارة المدرسة وليس من باب المدرسة حيث تنتهي صلاحيات الإدارة المدرسية.
تعويد الطفل على الخروج مع الأب

شجعي طفلك على الخروج مع الأب للتسوق ولقاء الأصدقاء؛ لأن الطفل من الضروري أن يتعلم طريقة تعامل الأب مع الآخرين، ويجب أن ينشأ طفلك رجلًا ومعتمدًا على نفسه، كما يجب أن يكون الأب هو قدوته الأولى ويتعلم معه طريقة التعامل مع الناس وطريقة التعامل في السوق واختيار المشتريات والموازنة بين المنتجات وميزانية البيت، كما أن خروج الطفل مع الأب يعزز لديه مهارة التواصل الاجتماعي والتي يجب أن يكتسبها الطفل من خلال الممارسة وليس عن طريق الإملاء والتلقين دون أن يخوض تجربة حقيقية مثل إلقاء التحية والاستئذان وغيرها.
الحذر عند اللعب إلكترونيًا مع أصدقاء افتراضيين

حذري طفلك من الأصدقاء الافتراضيين عبر مواقع السوشيال ميديا، وكذلك الأشخاص الغرباء المجهولي الهوية الذين يتشارك معهم الألعاب الإلكترونية وحيث أن من أبرز مشاكل الأطفال الاجتماعية من عمر 5- 9 سنوات يكون تعلقهم بمثل هؤلاء الأشخاص المجهولين الودودين زيادة عن اللزوم، ولذلك يجب الحذر بعدم تزويدهم بأرقام تخص عائلته مثل أن يضيف رقم هاتف الأب أو هاتف الأم أو يضع تفصيلًا كاملًا لعنوان البيت، لأن هذه المعلومات قد تؤدي إلى كوارث ومصائب مثل أن تتعرض ارصدة الحسابات البنكية للسرقة، وكذلك قد يستغل الغرباء والمجهولون بعض المعلومات في سرقة البيوت في غياب أصحابها، وذلك من خلال الحصول على معلومات عن طريق الأطفال، ولذلك يجب أن تحذري طفلك بأن العالم الافتراضي ليس عالمًا ورديًا، وعليه أن يكون حذرًا وكتومًا في كل ما يخص عائلته.
تزويده بأرقام هامة للحفاظ على حياته
- زودي طفلك مع بلوغه سن السادسة بأرقام هامة للحفاظ على حياته، مثل أرقام الطوارئ في المشفى أي وحدة الإسعاف وكذلك أرقام الشرطة، ويمكن أن يقوم الطفل بحفظ تلك الأرقام غيبًا، حيث إنك سوف تلاحظين أن الأطفال في سن المدرسة يكون لديهم قدرة كبيرة على التعلم والحفظ، وتعليم الطفل سواء الأرقام أو العناوين يكون سهلًا، ولذلك يجب أن تزودي طفلك بهذه الأرقام مع عناوينها وتراجعيها معه.
- قومي بكتابة بعض الأرقام الهامة في بطاقة خاصة ويجب أن تكون مع الطفل في حال خروجه، وكذلك هناك بعض الأجهزة التي يمكن أن يستخدمها الطفل للإنذار في حال وجوده مع إخوته في البيت وغياب الوالدين، حيث أن الطفل في سن السادسة يمكن تركه بمفرده في المنزل بينما يكون الوالدان في الخارج، ولكن مع ملاحظة اتباع خطوات للأمان والسلامة سواء في حال وجوده في البيت أو التعرض للخطر بالاتصال بالنجدة والإسعاف.
قد يهمك أيضًا: نصائح لتعليم طفلك التفرقة بين أغراضه الخاصة وممتلكات الآخرين